السبت، 25 مايو 2024

رواية انا يوسف للكاتب الكبير أيمن العتوم

 

يقول الكاتب الفلسطيني- أدهم شرقاوي- :
قبل عدة أيام انهيت قراءة رواية انا يوسف للكاتب الكبير أيمن العتوم ..
و مهما كتبت فلن أوفيها حقها أبداً..
 
رواية متميزة فيها تفاصيل دقيقة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام، تفاصيل لم أكن اعرفها كلها على الرغم من قراءتي المتعددة لسورة يوسف..
لا يسعني القول الا ان هذا الكاتب لديه أسلوب إبداعي
ساحر !..غني عن التعريف لمن يقرأ رواياته.
 
و اليكم هذا النص المقتبس
وعنوانه " شكرا لسيدنا يوسف"
هذا نصه👇:
 
1- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻨﺎ ﻟﻤﺰﺍﻳﺎﻧﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻌﻴﻮﺑﻨﺎ..
ﻓﻘﺪ ﻛﺮﻫﻮﻙ ﻷﻧﻚ..
ﺟﻤﻴﻞ..
ﻭﻃﻴّﺐ ..
ﻭﻻ ﺗﺸﺒﻬﻬﻢ..
ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﻳﺬﻛﺮﻫﻢ ﺑﻨﻘﺼﻬﻢ !
 
 
2- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻌﻨﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻧﺤﺘﺴﺐ، ﻭﺃﻧﻚَ ﺣﻴﻦ ﺳﻠﻤﺖَ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻟﻢ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺗﻚ !
 
 
3- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻗﺼﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﻞَّ ﺧﻴﺮٍ ﻭﻫﺒﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻳﺎﻩ..
ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺿﻴﻘﺔ..
ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺃﺿﻴﻖ..
ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ..ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ .
 
 
4- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺻﺤﻴﻦ..
ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲُ ﻷﺑﻴﻚَ ﺁﺩﻡ من قبل:
" ﻫﻞ ﺃﺩﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺨﻠﺪ "..
ﻭﻗﺎﻝ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﻷﺑﻴﻚَ ﻳﻌﻘﻮﺏ:
" ﺇﻧﺎ ﻟﻪ ﻟﻨﺎﺻﺤﻮﻥ "
" ﻭﺇﻧﺎ ﻟﻪ ﻟﺤﺎﻓﻈﻮﻥ !"
 
 
5- وﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮ ﺃﻫﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ..
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻼﺣﻬﻢ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﺮﻫﻢ..
ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺠﺎﻙ ﺃﻗﻞ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺷﺮًﺍ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ :
" ﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﻳﻮﺳﻒ !"
 
 
6- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺑﻮﺡ ﺑﻤﺨﺎﻭﻓﻲ ﻛﻲ ﻻ ﻳﺤﺎﺭﺑﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻬﺎ فقد قال ﺃﺑﺎﻙ :
" ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﺋﺐ ".. وﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺇﻥّ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻗﺪ ﺃﻛﻠﻚ .
 
 
7- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ..
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺗُﻮﻗﻊ ﺑﻪ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﺎﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻬﺎ..
ﻓﻘﺪ ﻧﺴﻲ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺃﻥ ﻳﻤﺰﻗﻮﺍ ﻗﻤﻴﺼﻚ..
ﻓﺄﻱ ﺫﺋﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺱ ﺻﺒﻴًﺎ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﺳﺎﻟﻤًﺎ !
 
 
8- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎء..
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻨﺎ ﻟﻬﺎ !
ﻓﻘﻤﻴﺼﻚَ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓً ﺃﺩﺍﺓ ﻛﺬﺏ..
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓً ﺩﻟﻴﻞ ﺑﺮﺍﺀﺓ..
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓ ﺩﻭﺍﺀً..و شفاء.. !
 
 
9- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ، ﺑﺌﺲ ﺩﺍﺭ ﺗُﺒﺎﻉ ﻭﺗُﺸﺘﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﺖَ ﺑﺪﺭﺍﻫﻢ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ !
 
 
10- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﺃﺳﺒﺎﺑًﺎ..
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﻖّ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ :
" ﻟﻨﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ "..
" ﺁﺗﻴﻨﺎﻩ ﺣﻜﻤًﺎ ﻭﻋﻠﻤًﺎ "
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻬﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ..
" ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻌﻠﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ " ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻘﻮﻝ ﺑﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻗﻠﻮﺏ !..
 
 
11- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻻ يغدر ..
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮ ﻻ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺑﺎﻹﺳﺎﺀﺓ..
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻻ ﻳﺒﺼﻖ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻪ..
ﻓﻤﺎ ﺃﺟﻤﻠﻚ ﻭﺃﻧﺖَ ﺗﻘﻮﻝ:
" ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﺭﺑﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺜﻮﺍﻱ !"
 
12- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﻋﺼﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺸﻬﻮﺍﺗﻪ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻳﺴﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺷﺪّﺗﻪ !
 
 
13- كما ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﺒﺮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ..
ﻓﺘﻮﻗﻔﺖُ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻞ ﺑﺎﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ! ﻛﺎﻧﺖْ امرأة العزيز ﺳﻴﺪﺗﻚ، ﺃﻏﻠﻘﺖْ ﻋﻠﻴﻚَ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ، ﺭﺍﻭﺩﺗﻚ..
ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ:
ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ..
ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ..
ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ..
ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻗﺎﻭﻣﺖ ﻷﻧﻚَ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ !
 
 
14- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳُﻈﻬﺮ ﺃﻣﺮًﺍ ، ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﺘﺮﻩ.
 
 
15- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﻈلومون ﻛُﺜﺮ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻋﻘﺎﺑًﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﺭﺗﻜﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﺬﻧﺐ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻗﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
 
 
16- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺗﻐﻠﺐ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺃﻥ ﺣﻼﻭﺓ ﺇﻳﻤﺎﻧﻚ ﺃﻧﺴﺘﻚَ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻦ، ﻭﺃﻧﻚ ﻟﻮ ﺧﻨﺖَ - ﻭﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ - ﻟﺼﺎﺭ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺴﺎﻋﻪ ﺿﻴﻘًﺎ ﻋﻠﻴﻚ .
 
 
17- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺘﺴَّﻊ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ، ﻣﻤﻠﻮﻛًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﺳﺠﻴﻨًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻋﺰﻳﺰًﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .
 
 
18- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﺍﻷﺻﻴﻞ
ﻻ ﺗُﻐﻴﺮﻩ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ، ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ " ﺇﻧﺎ ﻧﺮﺍﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ " ﻭﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻷﻧﻬﻢ ﺭﺃﻭﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ !
 
 
19- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﺷﺮ،
ﻓﻬﻮ ﺃﻭﻝ ﺫﻧﺐ ﻋُﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ،
ﻭﻣﺎ ﺭﻓﺾ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻵﺩﻡ ﺇﻻ ﺣﺴﺪًﺍ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﺫﻧﺐ ﻋُﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ
ﻓﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﺃﺧﺎﻩ ﺇﻻ ﺣﺴﺪًﺍ، ﻭﻣﺎ ﺃُﻟﻘﻴﺖَ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺐ ﺇﻻ ﺣﺴﺪًﺍ .
 
 
20- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ، ﻭﺃﻧﻚ ﺣﻴﻦ ﻧﺠﻮﺕَ ﺑﺄﻫﻞ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻟﻢ ﺗﺄﺕِ ﻟﻬﻢ ﺑﻤﻮﺍﺭﺩ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﻌﻘﻠﻴﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .
 
 
21- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺮﺏ ﻣﺴﺘﻌﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻻ ﺗﻬﺪﺃ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻓﻘﻂ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻐﻴﺮﻭﻥ، ﺻﺮﺍﻋﻚ ﻣﻊ امرأة العزيز ﻫﻮ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ، ﻭﺻﺮﺍﻋﻚ ﻣﻊ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﻫﻮ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺒﻐﺾ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ .
 
 
22- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺃُﺧﻄﻂ ﻭﺃﺩﺑﺮ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ
ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ، ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺧﻄﺔ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ، ﻭﺇﺑﻘﺎﺀ ﺃﺧﻴﻚ ﻋﻨﺪﻙ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺧﻄﺔ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ !
 
 
23- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻭﻣًﺎ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺳﻼﺣًﺎ ﻟﻠﻤﻌﺮﻛﺔ ﻻ ﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻝ ﺃﺣﺪ، ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﺃﻥ ﻳُﺮﺳﻞ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﻟﻴﺤﻄﻢ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﻳُﺨﺮﺟﻚ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍلملك ﺣُﻠُﻤًﺎ !
 
 
24- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺗﻜﻠﻴﻒ
ﻻ ﺗﺸﺮﻳﻒ، ﻭﻣﺎ ﻃﻠﺒﺖَ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﺘﻤﻠﻜﻬﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﺘﻮﺯﻋﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖَ ﺃﻗﺪﺭ ﻣﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺘﻬﺎ !
 
 
25- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻟﻠﺤﺐ ﺭﺍﺋﺤﺔ
ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﻥ، ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺟﺪَ ﺃﺑﻮﻙ ﺭﻳﺤﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻪ ﻗﻤﻴﺼﻚَ !
 
 
26- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻣﻄﻠﺐ، ﻭﺃﻥ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻳﻮﻏﺮﻭﻥ ﺻﺪﻭﺭ ﺃﻭﻻﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮﻭﺍ، ﻭﻗﺪ ﻗﺪّﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻀّﻠﻚ ﺃﺑﻮﻙ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻮﺗﻚ، ﻟﻴﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﺬﺭ ﺣﻴﻦ ﻧﺤﺐ ﻭﻟﺪًﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ، ﺃﻥ ﻧﺒﻘﻲ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﻻ ﻧﺤﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻮﻙ .
 
 
27- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺷﻜﻮ ﺑﺜﻲ ﻭﺣﺰﻧﻲ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﺇﻣﺎ ﻣﺤﺐ ﻭﺇﻣﺎ ﻣﺒﻐﺾ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺐ ﺳﻴﺤﺰﻥ ﻷﺟﻠﻲ، ﻭﺍﻟﻤﺒﻐﺾ ﺳﻴﺸﻤﺖ ﺑﻲ، ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺣﺰﻧﻲ ﺷﻴﺌًﺎ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺃﺷﻜﻮ ﺑﺜﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ؟!
 
 
28- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺃﺗﺠﺎﻫﻞ ﻹﺑﻘﺎﺀ ﻭﺩ، ﻭﺃﻥ ﺃﺗﺼﺮﻑ ﻛﺄﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻓﻬﻢ ﻹﺑﻘﺎﺀ ﻋﻼﻗﺔ، ﻭﻗﺪ ﺃﺳﺮﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚَ ﻭﻛﻨﺖَ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ، ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ ﺍﻟﻤﺘﻐﺎﺑﻲ .
اللهم وفقنا لما تحب وترضى.
 
 
اجمل ماقرات عن سورة يوسف اطلاقا💐💐سلمكم الله💐💐


اروع ما قاله نزار قباني عن العيد

 

اروع ما قاله نزار قباني عن العيد
 
يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا..
واستوطن اﻷرض أغراب وأشباحُ...
 
ياعيد ماتت أزاهير الرُّبى كمداً..
وأوُصِدَ الباب ما للباب مفتاحُ...
 
أين المراجيح في ساحات حارتنا..
وضجَّة العيد والتَّكبير صدَّاحُ...
 
الله أكبر تعلو كل مئذنة..
وغمرة الحبِّ للعينين تجتاحُ...
 
أين الطُّقوس التي كنَّا نمارسها..
ياروعة العيد والحنَّاء فوَّاحُ...
 
وكلنا نصنع الحلوى بلا مللٍ..
وفرن منزلنا في الليل مصباحُ...
 
وبيت والدنا بالحبِّ يجمعنا..
ووجه والدتي في العيد وضَّاحُ...
 
أين الذين تراب اﻷرض يعشقهم..
فحيثما حطَّت اﻷقدام أفراحُ...
 
أين الذين إذا ما الدَّهر آلمنا..
نبكي على صدرهم نغفو ونرتاحُ...
 
هل تذكرون صلاة العيد تؤنسنا..؟
وبعضهم نائم والبعض لمَّاحُ...
 
وبعدها يذهب الإخوان وجهتهم..
نحو المقابر زوَّاراً وما ناحُوا...
 
لكن أفئدة بالحزن مظلمة..
وأدمع العين باﻷسرار قد باحُوا...
 
كنا نخطِّط للأطفال حلمهم..
ونبذل الجُّهد هم للمجد أرواحُ...
 
تآمر الغرب واﻷعراب واجتمعوا..
فالكل في مركبي رأس و ملَّاحُ...
 
وأين أسيافنا والجَّيش عنترة..
وأين حاتمنا هل كلهم راحُوا...
 
يا عيد عذراً فلن نعطيك فرحتنا..
مادام عمَّت بلاد الشَّام أتراحُ...

الاثنين، 20 مايو 2024

روئع الجواهري

 

لم يبقَ عنديَ ما يبتزّهُ الألمُ  ....... حسبي من الموحشاتِ الهمُّ والهرمُ
لم يبقَ عندي كفاءَ الحادثاتِ أسىً    ........   ولا كفاءَ جراحاتٍ تضجُّ دمُ
وحينَ تطغَى على الحرَّان جمرتُهُ فالصمتُ أفضلُ ما يُطوَى عليهِ فمُ
وصابرينَ على البلوى يراودهُمْ    ...     في أن تضمَّهُمُ أوطانُهم حلمُ
تذكَّروا عهدَ بلفورٍ فقلتُ لهمْ       .......  ما تستجِدُّونَهُ عهدِي بهِ القِدَمُ
مِن قَبلِ سِتِّينَ من خَزيانِ مَولِدِهِ  .......  أقمتُ مأتمَ أرضٍ قُدسُها حَرَمُ
لا يَغضَبَنْ سادةٌ تُخشى معرَّتُهُم  .... بل المعرَّةُ في أنْ يَغضَبَ الخَدَمُ
فلستُ أخلِطُ ما يَجنيهِ مِنْ تُهَمٍ   .............  شعبٌ برئٌ وما يَأتيهِ مُتَّهَمُ
وإنَّما أنا من أوجاعِ مجتمعٍ ٍ   .............  جرحٌ، ومن جَذوَاتٍ عِندَهُ ضَرَمُ
كم تَنقُضُونَ بأعذارٍ مُثَرثَرَةٍ  ................    ما تُبرِمونَ، ولا يعنيكمُ البَرَمُ
شأنَ الذليلِ وقد دِيست كرامَتُهُ  .............  وقلَّما عِندَهُ أن يَكثُرَ الكَلِمُ
دمشقُ يا أمَّةً حَطَّتْ بها أُممُ   ............... مِنها إذا نُكَّسَتْ أعلامُها عَلَمُ
كأنَّما هيَ عنْ أوزارِ جِيرَتِها   .................. كفَّارَةٌ، وعنِ الساعِي بِها نَدَمُ
يا هِمَّةً باسمِها تُسْتَنهِضُ الهِمَمُ ............ يا قِمَّةً تتهاوَى عِندَها القِمَمُ
دمشقُ، إنَّ وجوهَ الغدرِ سافِرَةٌ .............  أَخَفُّ مِنها شُروراً وهيَ تَلتَثِمُ
إنَّ النفاقَ حفيرٌ لا تلُوحُ بهِ   .................  خُطَى المنافقِ إلَّا يومَ يَرتَطِمُ
تَأَلَّبَ الشرُّ مسعوراً بهِ نَهَمٌ  ..........إلى العضاضِ، وإن أودَى بهِ النَّهَمُ
ودَوَّخَ الصمتُ مِهذاراً يُدَاخُ بهِ ... ودبَّ في السمعِ مِن سَمَّاعةٍ صَمَمُ
وارتدَّ عنكِ وأحلافٌ لهُ خَدَمٌ   ............... مُغْبَرَّ وجهٍ على خَيشُومِهِ رَغَمُ
وكم تَلَوَّحَ وجهٌ مِثلَهُ قذرٌ   .................. ولَّى بأنظفِ كفٍّ منكِ يُلتَطَمُ
وأنتَ يا أسَدَ الغابِ الَّذي حلَفَتْ  ........ بهِ الرجولةُ أنْ تَستَأسِدَ الأُزَمُ
يا أيُّها الجبلُ الرَّاسَي بهِ أَنَفٌ ........منَ الرّضوخِ ومِن أن يَنحنِي شَمَمُ  
ثَبِّتْ لها قَدَمَاً تَرهبكَ مَذْئَبَةٌ  ............ ما إِن تُوَطَّى لها في غَابةٍ قَدَمُ  
يا حافظَ العهدِ أعطَاهُ مَواثِقَهُ ...........ما عاشَ أنَّ عُراهُ ليسَ تَنفَصِمُ
أَعطتكَ مَوثِقهَا الدنيا وأُسرَتُها .......... أنَّ المُفاداةَ جيشٌ ليسَ يَنهزِمُ
 
الجواهري

الأحد، 19 مايو 2024

السنة النبوية بين أهل الفقه و أهل الحديث !

 

السنة النبوية بين أهل الفقه و أهل الحديث !
 
قرأت هذا الكتاب للمرة الأولى منذ عشرين عاما و أدركت أنه سوف يجلب المتاعب للشيخ محمد الغزالى طيب الله ثراه ، و قد صح حدسى فلقد أثار هذا الكتاب جدلا كبيرا فى أوساط علماء الحديث و المشتغلين بالسنة النبوية ، كما صدر حوالى اثنى عشر كتابا لمعارضته و الرد عليه .
 
تأتى أهمية الكتاب فى أنه تناول قضيتين محورتين و هما :
 
١. إن أحاديث الأحاد ظنية الثبوت ، و أنه لا حجة للحديث النبوى إذا تعارض مع القرآن الكريم ، أو تنافى مع العقل و المنطق .
٢. أنه لا سنة من غير فقه و من ثم فإن عمل الفقيه يتمم عمل المحدث .
سوف أنقل لكم بعضا مما ذكره الشيخ الغزالى فى مقدمة كتابه حتى يتضح لكم لماذا خلص الى الأمرين السابقين :
قال الغزالى "وضع علماء السنة خمسة شروط لقبول الأحاديث النبوية ثلاثة منها فى السند أى رواة الحديث و اثنان فى المتن أى نص الحديث :
١. لا بد فى السند من راو واع يضبط ما يسمعه و يحكيه طبق الأصل .
٢. لا بد للراو من خلق متين و ضمير يتقى الله .
٣. يجب أن تتوفر هاتان الصفتان فى سلسلة الرواة ، فإذا إختلافا فى راو أو اضطربت احداهما فإن الحديث يسقط عن درجة الصحة .
 
و بخصوص المتن :
 
١. يجب ألا يكون شاذا ، أى أن يخالف الراوى الثقة من هو أوثق منه .
٢. يجب ألا تكون به علة قادحة ، أى عيب يبصره المحققون فى الحديث فيردونه .
كانت غربلة علماء الحديث للأسانيد مثار للثناء و الإعجاب ، ثم انضم إليهم الفقهاء فى ملاحظة المتون ، و استبعاد الشاذ و المعلول ، ذلك أن الحكم بسلامة المتن يتطلب علما بالقرآن الكريم ، و علما آخر بشتى المرويات المنقولة لإمكان الموازنة و الترجيح بين بعضها .
 
قد يصح الحديث سندا و يضعف متنا بعد اكتشاف الفقهاء لعلة كامنة فيه ، و اكتشاف الشذوذ و العلة فى متن الحديث ليس حكرا على علماء السنة ، فعلماء التفسير و الفقه مسئولون عن ذلك أيضا .
 
قوى ابن حجر شارح صحيح البخاري حديث الغرانيق و أعطاه إشارة خضراء فمر بين الناس يفسد الدين و الدنيا ، و الحديث المذكور من وضع الزنادقة ، و قد انخدع الشيخ محمد عبد الوهاب بهذا الحديث فضمنه سيرة الرسول التى كتبها ، ثم جاء الوغد سلمان رشدى فاعتمد على هذا الحديث المكذوب فى تسمية روايته " آيات شيطانية " ، أليس من حق علماء الكلام و الفقه و التفسير أن يحاربوا هذا القذى ؟
 
أنظر موقف السيدة عائشة رضى الله عنها عندما سمعت حديث " إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه " ، لقد أنكرته ، و حلفت أن الرسول ما قاله ، و قالت " أين منكم من قول الله " لا تزر وازرة وزر أخرى" ؟
 
لقد ردت السيدة عائشة ما خالف القرآن بجراة و ثقة و مع ذلك فإن الحديث المرفوض من عائشة ما يزال مثبتا فى الصحاح ، بل إن ابن سعد كرره فى كتاب الطبقات الكبرى فى بضعة أسانيد !
 
ما أكثر الأحاديث المنتشرة بين الشباب إن قبلنا سندها فإن متنها لا يصح قبوله ، و قد قرأت للمنذرى رحمه الله فى كتابه " الترغيب و الترهيب " ستة عشر حديثا فى سكنى الشام و ما جاء فى فضلها و من بينها " طوبى للشام ، إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه " 
 
لقد ضقت ذرعا بأناس قليلى الفقه فى القرآن كثيرى النظر فى الأحاديث ، يصدرون الأحكام و يصدرون الفتاوى فيزيدون الأمة بلبلة و حيرة ، و لا زلت احذر الأمة من أقوام بصرهم بالقرآن كليل ، و اعتمادهم كله على مرويات لا يعرفون مكانها من الكيان الإسلامى . 
 
يستصعب بعض المشتغلين بالحديث تدبر القرآن و دراسة دلالاته و يستسهل سماع حديث ثم يخطف الحكم منه فيشقى البلاد و العباد ."
 
كل ما سبق كان بعضا مما ذكره الشيخ الغزالى فى مقدمة الكتاب 
 
 أما الفصل الأخير فلقد ختمه بقوله " إن حديث الآحاد يتأخر أمام النص القرآنى و الحقيقة العلمية و الواقع التاريخى 
 
 أو يتأخر كما يقول المالكية أمام عمل أهل المدينة ، و أمام القياس القطعى كما يقول الأحناف ، ذاك ما هديت إليه، فإن كان حقا فمن الله ، و إن كان خطأ فمنى ، و أستغفر الله أولا و آخرا " .
 
رحم الله الشيخ محمد الغزالى و طيب مرقده و جزاه أجر المجتهد الذى قصد وجه الله تعالى و هو يكتب هذا الكتاب نصرة لدين الإسلام و حبا للرسول الكريم صلى الله عليه و سلم .

أناشيد الإثم والبراءة د. مصطفى محمود رحمه الله

 

أما الدنيا فليس فيها نعيم ولا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل ..والكل في تعب.
إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف ..فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها وما تفاضلت
إلا بمواقفها.
وليس بالشقاء والنعيم اختلفت ولا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت ولا بما يبدو على الوجوه من ضحك وبكاء تنوعت.
فذلك هو المسرح الظاهر الخادع.
وتلك هي لبسة الديكور والثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا
ملكا والآخر صعلوكا وحيث يتفاوت أمامنا المتخم و المحروم.
أما وراء الكواليس.أما على مسرح القلوب.أما في كوامن الأسرار وعلى مسرح
الحق والحقيقة ..فلا يوجد ظالم ولا مظلوم ولا متخم ولا محروم وإنما عدل مطلق واستحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى
الخفية يحنو بها على المحروم وينير بها ضمائر العميان و يلاطف أهل المسكنة ويؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات ويعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم ..ثم
يميل بيد القبض والخفض فيطمس على بصائر المترفين ويوهن قلوب المتخمين ويؤرق عيون الظالمين
ويرهل أبدان المسرفين
وتلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم والنسمات المبشرة التي تأتي
من الجنة ..والمقدمات التي تسبق اليوم الموعود ..يوم تنكشف الأستار و تهتك
الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق وإلى نعيم حق ..يوم لا تنفع معذرة ..
ولا تجدي تذكرة.
وأهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم
وأهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة وقبلوا ما يجريه عليهم ورأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا،
فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب وراحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن ..
بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم.
وأما أهل الغفلة وهم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة المرأة والدرهم وفدان الأرض،
ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم وأحمالا من الخطايا ظمأ لا يرتوي وجوعا لا يشبع. فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت ..واغلق عليك بابك وابك على خطيئتك
✍️ العذاب ليس له طبقة
📕 أناشيد الإثم والبراءة
د. مصطفى محمود رحمه الله

الخلاف الفقهي..! من الحق المر الجزء الثالث محمد الغزالي

 

الخلاف الفقهي ..!
"استغرب البعض رفضى الشديد لأحكام قررها ابن حزم ، واستهجاني لأدلتها ! .
وقالوا : إنك روجت لآرائه في قضايا شتى تتصل بقول شهادة المرأة في كل شيىء ، وفي استحباب حضورها الجماعات ، وفى توليها أغلب المناصب ، وفي سماع غنائها مادام شريف الغرض .. الخ 
 
فكيف نوفق بين حاليك ؟ .
قلت : موقف أولى الألباب مع ابن حزم وغيره هو وزن الأدلة ، واستبانة ما فيها من ضعف أو قوة ! 
 
. . إننا ينبغى أن ننظر إلى ما قيل لا إلى مَنْ قال ، وليس أحد أولى بالحق من أحد .. !
 
وأحب أن أؤكد حقيقة نفسية لدى : أنني أحترم أئمة الفقه الكبار احتراما عميقاً ، وأحترم المدارس التي نشأت حولهم أو نشأت مستقلة عنهم مادامت تعتمد على کتاب الله وسنة رسوله !
 
وأرى أن فنون الجمال العلمى أكثر من فنون الجمال البدني .
 
هناك جمال العقل اللماح عن بعد وهناك جمال الفكر المتروى العميق وهناك جمال الذاكرة المحيطة المستوعبة ، وهناك جمال الذكاء المكتشف المحلق ، وهناك جمال الأداء المترسل البليغ ، وأنا أعشق في أئمتنا ومجتهدينا أنواع هذا الجمال ، وأتتبعها في مذاهبهم ...
 
وأعلم بعد ذلك أن الاجتهاد تحكمه ملابسات مثيرة ووجهات نظر كثيرة ، وأن الشخصية الممتدة غير المنكمشة ، عقلية النص غير عقلية الفحوى والصارم غير السمح .. الخ .
 
وثم أمر آخر أحب أن أذكره وأكره ! أن علامة الخطأ - في شئون الحياة - ما يعقبه من مشقة أو ضرر ، وأن علامة ما يصحبه أو يلحقه من نفع خاص أو عام مصداق قوله تعالى : (كذلك يضرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُتُ فِي الْأَرْضِ) 
 
لذلك روجت للمذهب القائل بأن طلاق البدعة لا يقع مثلا فهو أصون للأسرة وأجدى على المجتمع ، ولا مجال هنا للاستطراد ...
 
وعندما أقرأ لابن حزم في المحلى أشعر بعبقرية الأثر والاستيعاب والإحاطة الرائعة بأحوال الرواة والمرويات ، وأقدر للرجل الكبير هذه المكانة ! .
 
وقد أقرأ له لأعرف أقوال غيره فهو يوردها بأمانة ، ثم يناقشها بأسلوبه الذي لا يخلو من العنف والتهكم .
فإذا بلغ الأمر مرتبة الاستنتاج والترجيح لم أر حرج في تركه يمضى وحده 
 
 وأمضى أنا حيث أرى الدليل أقوى والمصلحة أرجى ! .
 
ومع أني أخذت إجازتي العلمية من الأزهر على أنى حنفى المذهب 
 
 ومع إجلالي لأبي حنيفة فقد رفضت مذهبه أن القرشية لا يتزوجها إلا قرشى وأن المصرى أو اليمنى ليس لها بكفء ، هذا عندى باطل ، وإن أيده الحنابلة !! ومالك أولى بالحق منهما ...
 
على أن مخالفتي لا تجعلني أكثر من طالب علم ينظر إلى أئمته الكبار باحترام وحب وتقدير"
 
الخلاف الفقهي..!
من الحق المر الجزء الثالث

*"ياليتني كنت ترابا "* مدرس كتب هذه القصيده بعد تقاعده

 

مدرس كتب هذه القصيده بعد تقاعده
-------------------
 
*"ياليتني كنت ترابا "**
 
*بساح " العلم " أفنينا الشبابا**   و أوجفنا" الأعنة "و" الركابا "*
 
*فما أبقى لنا  " الطلاب " عقلاً **ولا ترك"الدواااام" لنا صوابا*
 
*قطعنا العمر من "صف لصف" **وجاهدنا" المتاعب و الصعابا"*
 
*بني قومي أرى التدريس بلوى** وكل "مدرس" فيها ...مصابا* 
 
*فلو عاش " المدرس " ألف عام **لظل بعين " طالبه " غرااااابا *
 
*وإن غضب " المدير" عليه يوما **أحسّ " الناس " كلهم غضابا *
 
*ولو جمعت " رواتبه " الخوالي **من " التعليم " ما بلغت نصابا *
 
*دخول الصف و التدريس داء**  سلوا عنه " الملوع " كيف ذابا *
 
*وكم عانى خلال " العام دسكا ** و" آلاما" وضغطا " والتهابا "*
 
*إذاما خاض مع جيل الجلكسي **     قضى بِالهمِّ و انتحر اكتئابا*
 
*فلو علّمتَ هذا " الجيل " دهرا **لما عرف "القراءة" و"الحسابا" *
 
*ولكنْ أتقن " الوتساااب " غيبا**  وأستاذاً... اذا بعث "السنابا"*
 
*على الرتويت والتغريد يمضي**طوال العااام ما " فتح الكتابا "*
 
*فويل " للمدرس " من زمااااان **اذا ما زاول " التدريس" شابا*
 
*نعم ... "بالعلم" نبي كل مجد **  و لكنّ " المدرس " ما أصابا *
 
*فلا تقرب من " التدريس " يوما **ولو أعطوك " باليورو" الحسابا *
 
*فقد أبحرتُ في "التعليم"عمرا**     غرقت و ما تجاوزت العبابا *
 
*ولما صرت " سكرابا " عجوزا **     عديم النفع " أعلنت المتابا *
 
*خرجت تقاعدا و لسان حالي **    ألا يا ليتني .... "كنتُ ُ ترابا "*
 
*مع تحيات مدرس متقاعد *
 
*كتبه *💕 محمد ابو بكر* 💕*

الأحد، 5 مايو 2024

الوصايا العشر في مواجهة المحن والمصائب والأزمات الشخصية

 

الوصايا العشر في مواجهة المحن والمصائب والأزمات الشخصية

د. أحمد بن إبراهيم خضر

وضع علماء الإسلام منهجا خاصا يستطيع به المؤمن أن يواجه الأزمات التي قد تعرض له أو المصائب التي قد تصيبه في نفسه أو أهله أو ولده أو ماله وغير ذلك على النحو التالي:

(1) على المصاب أن يسترجع ويصبر ويحتسب لحظة وقوع الصدمة ثم يركن إلى الله - تعالى -رجاء أن يخلف الله عليه ويعوضه عن مصابه.

الصبر كما يعرفه العلماء- هو حبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب.

ومن المعروف أن للمصيبة المفاجئة روعة تزعزع القلب وتزعجه، فإن صبر المصاب لحظة وقوع الصدمة انكسرت حدتها وضعفت قوتها فيهون عليه استمرار صبره بعدها لأن المصيبة ترد على القلب وهو غير موطن لها فتزعجه وهى الصدمة الأولى، وأما إذا وردت عليه بعد ذلك توطن لها وعلم أنه لا بد له منها فيصبر، لكنه يكون مضطرا هنا، وهذا الصبر الاضطراري غير محمود ولا ثواب عليه. ولهذا يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: " إنما الصبر عند أول صدمة ".

وفي صحيح مسلم عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: " ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها " قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة، أول بيت هاجر إلى رسول الله، ثم إني قلتها، فأخلف الله لي رسوله".

وقد بشر الله الصابرين بثلاث كل منها خير مما يتحاسد عليه أهل الدنيا، فقال - تعالى -: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة157].

والله - تعالى - لا يخيب من لجأ إليه، بل يعوضه كما عوض أم سلمة بزواجها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنه من كل شيء عوض إلا الله - تعالى -.

وعلى المصاب أن يعلم أن حظه من المصيبة ما يحدث له فمن رضي فله الرضي ومن سخط فله السخط. وجاء في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - أنهما سمعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته" والوصب هو المرض ـ و النصب هو التعب.

وفي الصحيحين عن عروة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله - عز وجل - بها عنه حتى الشوكة يشاكها ".

(2) أن يحمد الله - تعالى - على أن مصيبته وقعت عند هذا الحد وأنه - تعالى - لو شاء لجعلها أعظم مما هي، وعليه أن يستقبلها بالبشر والقبول والكتمان.

على المصاب أن يحمد الله - تعالى - على أن مصيبته لم تكن أعظم مما هي عليه.

ولهذا قال بعض الحكماء: إن لله عبادا يستقبلون المصائب بالبشر: أولئك الذين صفت من الدنيا قلوبهم.

والمؤمن الموفق هو من يتلقى المصيبة بالقبول ويعلم أنها من عند الله لا من عند أحد من خلقه ويجتهد في كتمانها ما أمكن، ويقول العلماء: ثلاثة من كنوز الجنة: كتمان المصيبة وكتمان المرض وكتمان الصدقة..وقال بعض السلف: ثلاثة يمتحن بها عقول الرجال: كثرة المال والمصيبة والولاية.

وقال العلماء كذلك: من جواهر البر كتمان المصيبة حتى يظن أنك لم تصب قط..

(3) أن يوطن المصاب نفسه على أن كل مصيبة تأتيه هي من عند الله - تعالى -، وأنها بقضائه وقدره وأنه - سبحانه وتعالى- لم يقدرها عليه ليهلكه بها ولا ليعذبه وإنما ابتلاه ليمتحن صبره ورضاه وشكواه إليه وابتهاله ودعاءه.

وأن يعلم كذلك أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ولهذا عليه أن يحذر أن يتسخط أو يعترض على قدر الله فيتفوه بألفاظ التظلم والشكوى، أو أن يتكلم في حال مصيبته وبكائه بشيء يحبط به أجره ويسخط به ربه مما يشبه التظلم.

قال - تعالى -: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ* لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [الحديد23].

فإذا تأمل هذه الآية الكريمة وجد فيها شفاء أو دواء لما أصابه.

وليعلم المصاب أيضا أن الله - تعالى - فعال لما يريد يتصرف فيهم كيف يختار، من موت وغرق وحرق وغير ذلك مما قضاه وقدره وأمضاه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون؟! فإذا تسخط الإنسان بأقوال وأفعال منكرة نهى الشرع عنها وذم فاعلها لشرعه في الدين ما لم يأذن به الله ولا رسوله فإن سخطه هذا يكون مناف للرضا والصبر ويضر بالنفس والبدن ولا يرد من قضاء الله وقدره شيئا.

وقد جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: يا رسول الله أوصني ولا تكثر علي؟ قال: لا تتهم الله - عز وجل - في شيء قضاه لك ".

يقول العلماء: " إن الله - تعالى - عدل لا يجور، وعالم لا يضل ولا يجهل، وحكيم أفعاله كلها حكم ومصالح، ما يفعل شيئا إلا لحكمة، فإنه - سبحانه - له ما أعطى، وله ما أخذ، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وهو الفعال لما يريد، والقادر على ما يشاء، له الخلق والأمر، وعلى المصاب أن يتكلم بكلام يرضي به ربه، ويكثر به أجره، ويرفع الله به قدره ".

(4) ألا يدعو المصاب على نفسه أو يحزن ويبكى إلا على تفريطه في حق الله - تعالى - أو ما لا يقترن بمحرم.

يقول العلماء: " ليحذر العبد أن يدعو على نفسه، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لما مات أبو سلمة: (لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون).

وعلى المصاب أيضا ألا يحزن وألا يبكي ويتأسف إلا على تفريطه في حق الله - تعالى -، وعليه أن يستشعر الانفراد في القبر وحيدا ذليلا مستوحشا ثم مسائلة منكر ونكير - عليهما السلام - وطول مكثه تحت الثرى إما منعما وإما معذبا ثم من بعد ذلك خروجه من قبره وقيامه لرب العالمين ثم وقوفه الطويل في المحشر وما يرى من أهوال يوم القيامة ثم حسابه بين يدي الله - تعالى - ووزن أعماله وتطاير الصحف والمحاسبة على مثقال الذرة وأنه سيجد ما عمل محصيا عليه محررا في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وأنه بين رجاء وخوف، إما لذات اليمين أو لذات الشمال، فلو استشعر المصاب هذه المصائب العظيمة التي بين يديه والتي كان هو غافل عنها غير مستعد لها لشغلته عن مصابه ولرجع إلى الصبر والرضا بما قدره الله - تعالى - وأمضاه.

ولم يأمر الله - تعالى - ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالحزن لا في المصيبة ولا في غيرها، بل قد نهى الله عنه في كتابه وإن تعلق بأمر الدين.

لكن الحزن منه محمود ومذموم كقوله - تعالى -: وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [آل عمران139]، وقوله: وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ [النمل70]، وقوله - تعالى - في حق نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - و أبي بكر: إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا [التوبة40]، وقوله - تعالى -: فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ [يس76] ونحو ذلك من الآيات كثير في القرآن وما ذاك إلا لأن الحزن لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة فلا فائدة فيه وما لا فائدة فيه لا يأمر الله به لكن الحزن والبكاء لا يأثم يهما صاحبه إذا لم يقترن ببكائه وحزنه محرم.

(5) أن يعلم المصاب أن الدنيا ليس فيها لذة على الحقيقة إلا وهي مشوبة بالكدر وأن مرارة الدنيا هي بعينها حلاوة في الآخرة وحلاوة الدنيا هي بعينها مرارة في الآخرة.

يقول العلماء: (كل ما يظن الإنسان في الدنيا أنه شراب فهو سراب وعمارتها وإن أحسنت صورتها خراب وجمعها فهو للذهاب ولولا أن الدنيا دار ابتلاء لم يكن فيها الأمراض والأكدار ولم يضق العيش فيها على الأنبياء والأخيار، فآدم: يعاني المحن إلى أن خرج من الدنيا. ونوح: بكى ثلاثمائة عام. وإبراهيم: يكابد النار وذبح الولد. ويعقوب: بكى حتى ذهب بصره. وموسى: يقاسي فرعون ويلقى من قومه المحن. وعيسى بن مريم: كان لا مأوى له إلا البراري في العيش الضنك. ومحمد - صلى الله عليه وسلم -: عانى من الفقر وقتل عمه حمزة وهو من أحب أقاربه إليه ونفور قومه عنه، وغير هؤلاء من الأنبياء والأولياء مما يطول ذكره. ولو خلقت الدنيا للذة لم يكن حظ المؤمن منها. وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) فهي ابتلاء و سجن ومحن فلا ينبغي إنكار وقوع المصائب فيها.

وعلى المصاب أن يعلم أن انتقاله من مرارة منقطعة إلى حلاوة دائمة خير له من عكس ذلك فإن خفي عليه ذلك فلينظر إلى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " حفت الجنة بالمكاره و حفت النار بالشهوات ".

وكذلك قوله في الصحيح: " يؤتى يوم القيامة بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول لا والله يا رب ".

وهنا تتفاوت عقول الناس وتظهر حقائق الرجال فأكثر الناس يؤثر الحلاوة المنقطعة على الحلاوة الدائمة التي لا تزول ولم يتحمل مرارة ساعة لحلاوة الأبد ولا ذل ساعة لعز الأبد ولا محنة ساعة لعافية الأبد فإن الحاضر عنده شهادة والمنتظر غيب والإيمان ضعيف وسلطان الشهوة حاكم فتولد من ذلك إيثار العاجلة ورفض الآخرة، ما ذاك إلا لحبهم هذه الحياة الدنيا.

(6) أن يعلم المصاب أنه لولا محن الدنيا ومصائبها لأصابه من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب ما هو سبب هلاكه عاجلا وآجلا.

يقول العلماء: "من رحمة الله - تعالى - على عباده أنه يتفقد عبده في بعض الأحيان بأنواع من أدوية المصائب تكون حمية له من هذه الأدواء وحفظا لصحة عبوديته واستفراغا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة فسبحان من يرحم ببلائه و يبتلي بعض القوم بالنعم، فلولا أنه - سبحانه وتعالى - يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا وتجبروا في الأرض وعاثوا فيها بالفساد فإن من شيم النفوس إذا حصل لها أمر ونهي وصحة وفراغ وكلمة نافذة من غير زاجر شرعي يزجرها تمردت وسعت في الأرض فسادا مع علمهم بما فعل بمن قبلهم. و لكن الله - سبحانه وتعالى - إذا أراد بعبده خيرا سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله ويستفرغ منه الأدواء المهلكة حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه أهله لأشرف مراتب الدنيا وهي عبوديته ورقاه أرفع ثواب الآخرة وهي رؤيته.

(7) أن يطفئ المصاب نار مصيبته ببرد التأسي بأهل المصائب

على المصاب أن يعلم أنه في كل قرية وفي كل مدينة، بل وفي كل بيت من أصيب فمنهم من أصيب مرة ومنهم من أصيب مرارا و ليس ذلك بمنقطع حتى يأتي على جميع أهل البيت حتى نفس المصاب فيصاب أسوة بأمثاله ممن تقدمه فإنه إن نظر يمنة فلا يرى إلا محنة وإن نظر يسرة فلا يرى إلا حسرة.

(8) على المصاب ألا ينشغل بالجزع والشكوى عما يجب أن يلتفت إليه.

على المصاب أن يعلم أن الجزع لا يرد المصيبة بل يضاعفها وهو في الحقيقة يزيد في مصيبته ويشمت عدوه ويسوء صديقه ويغضب ربه ويسر شيطانه ويحبط أجره ويضعف نفسه، وإذا صبر واحتسب أخزى شيطانه وأرضى ربه وسر صديقه وساء عدوه وحمل عن إخوانه وعزاهم هو قبل أن يعزوه فهذا هو الثبات في الأمر الديني قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر " وعلى المصاب أن يعلم، أن ما يعقبه الصبر والاحتساب من اللذة والمسرة أضعاف ما يحصل بدون ذلك، بل يكفيه من ذلك بيت الحمد الذي يبنى له في الجنة على حمده لربه و استرجاعه على مصيبته فلينظر أي المصيبتين أعظم مصيبته العاجلة بفوات محبوبة أو مصيبته بفوات بيت الحمد في جنة الخلد؟.

وليعلم المصاب الجازع وإن بلغ به الجزع غايته ونهايته فآخر أمره على صبر الاضطرار وهو غير محمود ولا مثاب عليه كما قلنا سابقا؛ لأنه استسلم للصبر وانقاد إليه على رغم أنفه.

وعلى المصاب في حالة مرض الموت، ألا يشغله مصابه عما يجب أن يلتفت إليه من مصالح في وصية أو فعل خير أو تأهب للموت من رد ودائع أو دين أو زكاة أو مظلمة لأحد أو التكفير عن ذنوب، فهو في زحمة انشغاله بمصيبته وحزنه على فراق الدنيا ينسى كل ذلك، وإذا أفاق فقد يوصي بوصية يجور فيها على حقوق آخرين فيمنع المستحق أو يعطى من لا يستحق.

ويرجع العلماء ذلك كله إلى ضعف الإيمان والتعلق بالدنيا وضعف التطلع إلى الآخرة. وفي هذا روى أبو داود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: " اللهم إني أعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ".

(9) ينبغي للمصاب في نفسه أو بولده أو بغيرهما أن يجعل مكان الأنين والتأوه ذكر الله - تعالى - والاستغفار والتعبد خاصة في مصيبة مرض الموت.

كان الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - في مرض موته يئن منه أنيناً، فقيل له: يا إمام! إن طاوساً يقول: إن الأنين يكتب، يعني لقول الله- تبارك وتعالى - في كتابه الكريم: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ[ق18]، فما عادها الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - حتى مات.

وكان السلف - رحمهم الله تعالى - يكرهون الشكوى إلى الخلق؛ لأنها وإن كان فيها راحة إلا أنها تدل على ضعف وخور والصبر عنها دليل قوة وعز، وهي إشاعة سر الله - تعالى - عند العبد، وهي تأثر شماتة الأعداء ورحمة الأصدقاء.

وذكر ابن أبي الدنيا بإسناده إلى إسماعيل بن عمرو قال: دخلنا على ورقاء بن عمر و هو في الموت فجعل يهلل ويكبر ويذكر الله - عز وجل - وجعل الناس يدخلون عليه ويسلمون عليه فيرد - عليهم السلام - فلما كثروا عليه أقبل على ابنه، فقال: يا بني اكفني رد السلام على هؤلاء لا يشغلوني عن ذكر ربي - عز وجل -.

وقد روي في حديث أن إبليس لا يكون في حال أشد منه على ابن آدم عند الموت يقول لأعوانه: دونكموه فإنه إن فاتكم اليوم لم تلحقوه. والأعمال بخواتيمها فإنه ربما أضله في اعتقاده وربما حيل بينه وبين التوبة و غير ذلك مما هو محتاج إليه و ربما وقع منه الاعتراض على القضاء و القدر، فينبغي للمصاب بنفسه أو بغيره أن يعلم أو يعلم بغيره أنها صبر ساعة فيتجلد و يحارب إبليس جهد طاقته، فبصدقه مع الله يعينه الله، كما عليه أن يعلم أيضا أن التشديد عليه أو على غيره في النزع هو في الغالب من كرامة العبد على الله - عز وجل - فإن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل والأمثل.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: [ما أشد مرارة الموت]. قال ابن عباس قال: "آخر شدة يلقاها المؤمن عند الموت" كانت عائشة - رضي الله عنها - تقول: مات فلان ولم يعالج قال الحافظ بن ناصر: يعني أنه لم يعالج: أنه لم يحصل له في مرضه وعند موته ما يكون كفارة لذنوبه".

وعن ثابت عن أنس بن مالك - رضي الله عنهم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على شاب وهو في النزع فقال: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله وأخاف ذنوبي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرضى أو أمنه مما يخاف".

(10) أن يعلم المصاب أن من أعظم مصائب الدنيا والآخرة: المصيبة في الدين، وأيا كانت المصيبة التي أصيب بها طالما أنها ليست في دينه فهي تهون؛ لأن المصيبة في الدين هي الخسارة التي لا ربح معها.

ومن أعظم المصائب في الدين موت النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم؛ لأن بموته - صلى الله عليه وسلم - انقطع الوحي من السماء إلى يوم القيامة، وانقطعت النبوات، وكان موته أول ظهور الشر والفساد بارتداد العرب عن الدين.

هذه هي الوصايا العشر في مواجهة المحن والمصائب والأزمات الشخصية، وهى خلاصة ما استفاض فيه الإمام ابن القيم في كتابه: "عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين"، والإمام ابن الجوزي في كتابه: " تسلية أهل المصائب"

د. أحمد بن إبراهيم خضر

الجمعة، 3 مايو 2024

كيف استطاع الانجليز احتلال أكثر دول العالم ب200 الف جندي

 كيف استطاع الانجليز احتلال أكثر دول العالم خلال القرن 19 م :


جزيرة مساحتها 120 الف ميل مربع حكمت اراضي مساحتها 11 مليون ميل مربع و استعبدت شعوبها ، طوال اغلب القرن 19 م ، جزيرة فقيرة بالموارد و كان عدد جيشها لا يتعدى 200 الف جندي متفرقين في كل دول العالم و في القارات الخمس ، تطور اسلحتها و قوة جيشها لا يمكن ان تكفي للسيطرة على مئات الملايين من البشر و مساحات شاسعة ووعرة من الارض ، كيف استطاعت جزيرة صغيرة كبريطانيا ان تستعبد ما يقارب ربع سكان العالم ؟...

تقول الارقام ان عدد المسؤولين الذين حكمو الهند هم الف مسؤول انجيزي فقط ، يتحكمون في حياة 400 مليون هندي وفي افريقيا 1200 مسؤول انجليزي يتحكمون في مستعمرات انجلترا في افريقيا الممتدة من شمال افريقيا الى نيجيريا و جنوب افريقيا ، نجد الاجابة عند فريدريك لوجارد المندوب البريطاني السامي في محمية غرب افريقيا ، من عام 1899 إلى 1906، حيث وضح ذلك في كتابه في النقاط التالية :

1- الحكم الغير مباشر : استعمال اصحاب النفوس الضعيفة و الخونة من الزعماء المحليين و ضمان ولائهم بالترغيب و الرشاوي المالية و الالقاب و الاوسمه و شراء الذمم مع بعض التخويف من العقاب او الخلع من المنصب ليكونوا وكلاء للمستعمر البريطاني ، يحققون مصاله على حساب مصالح بلدهم و شعوبهم مقابل بعض المكافات التافهة .

2- بناء جيوش عميلة : كان في الهند جيش متكون من 100 الف جندي هندي لكنه جيش عميل يعمل لصالح المستعمر ، بل و يقتل الهنود و يقمعهم لو طالبوا بالاستقلال او ثاروا ضد الاستعمار .

3- صناعة طبقة من المتعلمين المنبهرين بانجلترا : عن طريق الدعاية و الاعلام و المدارس الغربية ، التي تصنع اجيال من العبيد لانجلترا ، لتصبح كل مرجعيتهم و احلامهم هي انجلترا العظيمة و تقليدها ، فيتحولون لاوروبيين في جلود سوداء او ملونة ، يشعرون دوما بالنقص امام سيدهم الغربي وكل شيء اوروبي ، و الانبهار و تقليد اي شيء ياتي من اوروبا ، ينظرون لشعوبهم باحتقار لانهم ليسوا مشابهلين لانجلترا بما يكفي ، و ينظرون لانفسهم باحتقار لانهم لا يشبهون الغرب بما يكفي .

الانهزام النفسي و عبودية العقول تضمن عبودية الاقتصاد و السياسة و الجيش و كل شيء ، شعوب كثيرة في افريقيا و اسيا و العالم الاسلامي لاتزال حبيسة عقلية القرن 19 م التي غرسها الغرب فيها ، ولم تتخلص منها رغم استقلالها المزعوم .