الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

قصة عن الدعاء لأصحاب الحقوق ومن تم ظلمهم

هذه قصة واقعية باح لي بها أحد المقربين وأنقلها للفائدة وابتغاء الأجر من الله  لصاحبها وناقلها
ذات ليلة من ليال العشر الأواخر من رمضان وبعد أن صليت في غرفتي آخر الليل جلست أتأمل فيما ما مضى من حياتي وقد بدأت الشيخوخة تدب في أوصالي   ما الذي أحسنت فيه ؟  وما الذي أسأت ؟ فوجدت الحسن يكاد لايذكر بجانب السيء من العمل وليس فيه بحمدالله من الكبائر والموبقات ولكن فيما عدا ذلك  من غيبة ووقوع في أعراض الناس بالكلام السيء وما أشبه من أذية للناس والاضرار بهم وقد كان ذلك في مقتبل عمري في الجاهلية كما كنت أسميها  وقد تبت من ذلك كله وأقلعت عنه من سنين طويلة  ولكن لا زال يؤرقني التفكيرفيها ، وما يمكن أن يكون المصير إن لم يسامح أصحاب الحقوق ؟ لأن الذي لا ينطق عن الهوى أخبرنا أن حقوق العباد لابد فيها من المسامحة من قبل أصحاب الحق وإن لم يسامحوا فلا بد أن يأخذوا حقوقهم  وسيأخذها لهم القائل سبحانه وتعالى ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين )  إذن فالأمر جد وخطير ....وانتابتني نوبة من البكاء المرير من سويداء القلب خوفا مما اقترفته ...
وأخذت أفكر كيف يمكن أن تكون النجاة  فوجدت أنني لا أعلم كم من الأشخاص أسأت لهم وظلمتهم ؟ في الماضي أو حتى في الحاضر ، وما مقدار الإساءة والظلم التي نالتهم مني ؟ بقصد أو بغير قصد ، وأين هم الآن بعد عشرات السنين ؟ وهل هم أحياء أو أموات ؟  وغيرها من الأسئلة التي لايعلم إجابتها إلا من أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا .
وتأملت أيضا في أصحاب الحقوق الذين لهم علي حقوق من الأقارب من صلة رحم وما أشبهها وكم أنا مقصر فيها ومع تقدمي في السن وكثرة عددهم لايمكن الوفاء بحقوقهم هذا فيمن هم أحياء فكيف بالذين ماتوا ؟
وأصبحت في حال من الهم والغم لا يعلمها إلا الله ، وتوجهت إلى الله بصدق أسأله فرجا ومخرجا لعلي أنجو برحمة الله وفضله وكرمه .
وهداني ربي إلى تأمل بعض الأحاديث الواردة عن حبيبنا وقدوتنا وشفيعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  والتي يخبر فيها أننا إن عجزنا عن مقابلة معروف قدم لنا أن ندعو لصاحبه وفي حديث آخر أن دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجاب .
فقررت من ساعتها أن أدعو لكل من له حق علي ، ولكل من ظلمته وأسأت له من الأحياء والأموات .
وصرت أتحرى أوقات إجابة الدعاء وأدعو لهم لعلي أنجو برحمة الله وفضله وكرمه  فلم أجد أمامي مخرجا ورجاء إلا هذا العمل ولا زلت مواظبا على الدعاء لهم وسأظل إن شاء الله حتى ألقى الله عزوجل .
وهذه صيغة الدعاء الذي فتح الله علي به وقد حرصت أن تكون مستوفية
( اللهم ارحم واغفر لكل من له حق علي ، ولكل من ظلمته ونلت منه بغير حق ، ممن أذنت ورضيت أن أدعو لهم بخير من الأحياء والأموات يارب العالمين .
اللهم اكتب لهم من الرضوان والمغفرة والرحمة والعافية والخير والهدى والصلاح أضعاف ما لهم علي من حق ، وأضعاف ما ظلمتهم ونلت منهم بغير حق .
اللهم واجعل لهم من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية .
اللهم ولا تدع لهم ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا كربا إلا نفسته ولا دينا إلا قضيته ولا سوءا إلا صرفته عنهم ولادعاء إلا استجبته ولا عسيرا إلا يسرته )
فهذا الدعاء يشمل كل من له حق وكل من أصبته بظلم أو نلت منه ، ويشمل الدعاء الأحياء والأموات كما أنه يستثني من لم يأذن الله بالدعاء لهم بخير وأسأل الله