الجمعة، 3 مايو 2024

كيف استطاع الانجليز احتلال أكثر دول العالم ب200 الف جندي

 كيف استطاع الانجليز احتلال أكثر دول العالم خلال القرن 19 م :


جزيرة مساحتها 120 الف ميل مربع حكمت اراضي مساحتها 11 مليون ميل مربع و استعبدت شعوبها ، طوال اغلب القرن 19 م ، جزيرة فقيرة بالموارد و كان عدد جيشها لا يتعدى 200 الف جندي متفرقين في كل دول العالم و في القارات الخمس ، تطور اسلحتها و قوة جيشها لا يمكن ان تكفي للسيطرة على مئات الملايين من البشر و مساحات شاسعة ووعرة من الارض ، كيف استطاعت جزيرة صغيرة كبريطانيا ان تستعبد ما يقارب ربع سكان العالم ؟...

تقول الارقام ان عدد المسؤولين الذين حكمو الهند هم الف مسؤول انجيزي فقط ، يتحكمون في حياة 400 مليون هندي وفي افريقيا 1200 مسؤول انجليزي يتحكمون في مستعمرات انجلترا في افريقيا الممتدة من شمال افريقيا الى نيجيريا و جنوب افريقيا ، نجد الاجابة عند فريدريك لوجارد المندوب البريطاني السامي في محمية غرب افريقيا ، من عام 1899 إلى 1906، حيث وضح ذلك في كتابه في النقاط التالية :

1- الحكم الغير مباشر : استعمال اصحاب النفوس الضعيفة و الخونة من الزعماء المحليين و ضمان ولائهم بالترغيب و الرشاوي المالية و الالقاب و الاوسمه و شراء الذمم مع بعض التخويف من العقاب او الخلع من المنصب ليكونوا وكلاء للمستعمر البريطاني ، يحققون مصاله على حساب مصالح بلدهم و شعوبهم مقابل بعض المكافات التافهة .

2- بناء جيوش عميلة : كان في الهند جيش متكون من 100 الف جندي هندي لكنه جيش عميل يعمل لصالح المستعمر ، بل و يقتل الهنود و يقمعهم لو طالبوا بالاستقلال او ثاروا ضد الاستعمار .

3- صناعة طبقة من المتعلمين المنبهرين بانجلترا : عن طريق الدعاية و الاعلام و المدارس الغربية ، التي تصنع اجيال من العبيد لانجلترا ، لتصبح كل مرجعيتهم و احلامهم هي انجلترا العظيمة و تقليدها ، فيتحولون لاوروبيين في جلود سوداء او ملونة ، يشعرون دوما بالنقص امام سيدهم الغربي وكل شيء اوروبي ، و الانبهار و تقليد اي شيء ياتي من اوروبا ، ينظرون لشعوبهم باحتقار لانهم ليسوا مشابهلين لانجلترا بما يكفي ، و ينظرون لانفسهم باحتقار لانهم لا يشبهون الغرب بما يكفي .

الانهزام النفسي و عبودية العقول تضمن عبودية الاقتصاد و السياسة و الجيش و كل شيء ، شعوب كثيرة في افريقيا و اسيا و العالم الاسلامي لاتزال حبيسة عقلية القرن 19 م التي غرسها الغرب فيها ، ولم تتخلص منها رغم استقلالها المزعوم .

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية