الجمعة، 19 يناير 2024

شكوى مظلوم قهرا

 أحد الشعراء ناله ظلم شنيع على يد بعض القضاة  فقال شعرا عجيبا 

 

كُلكم قاتـلٌ ولا استثنـاءُ والقتيلُ القضاءُ والشـرفاءُ


سقطت رايةُ الحسينِ وعادت من جديدٍ بثوبـها كـربلاءُ


مات عصرُ الفاروقِ ، لم تبقَ منهُ غير ذكرى سُطورها بيضاءُ


واعتلتْ عُصبةُ اللصوصِ وماتتْ في السجونِ العـدالةُ العذراءُ


كُلكم من سقوطها مستفيدٌ كلكم مذنبٌ .. ولا أبرياءُ


أكبرُ المجرمين أنتمْ ولـكن لا وجوهٌ لكم ولا أسـماءُ


أيها المرتَشونَ من أين جئتمْ ألغيرِ التُقاةِ كـان القـضاء؟


تدَّعونَ التُقى وأنتمْ ضِباعٌ أَكَلتنا .. فـكُلنا أشــلاء


تحتَ أنيابكم نَئنُ .. ومنكم لا فـقيرٌ نـَجا ولا أغنيـاء


فكأنـَّا وحـلٌ وأنتم زُلالٌ وكـَّأنا أرضٌ وأنتم سـماء


نحنُ أهلُ الضلالِ دوماً وأنتم عندنا المرســلونَ والأنبياء


لكُمُ الدينُ كُلهُ ولنا الشركُ فنحـنُ الخوارجُ السفـهاء


فأبونا "الحجاجُ" وابنُ "سلولٍ" وأبوكمْ "عليُّ" و "الزهـراء" !!


نحنُ من خانَ كلَّ شرعٍ ودينٍ وعلى الدينِ أنتـمُ الأمنـاء!!


كلُّ صوتٍ سـواكمُ شيطانٌ كلُّ رأيٍ عـداكمُ فـحشاء


وعروقُ الإيمانِ جفَّتْ لدينا ولديـكمْ عُـروقهُ خضراء


أيها المفسدونَ في كلِّ أرضٍ قاتل اللهُ علمكمْ ، والسماء


كم ذبحتمْ من آيةٍ وحديثٍ ولِحاكُمْ كم لطَّختها الدماء


فالدساتيرُ كالعبيدِ لديكمْ والقوانينُ في يديكمْ إِماء


وتُداجونَ ألفَ طاغٍ وطاغٍ ولهُ وحدهُ يكونُ الـولاء


ولهُ منـكمُ النفاقُ المُصفَّى والركوعُ الطويلُ والإنحناء


وتُحِلُّونَ ما يـراهُ حـلالاً فالفتاوى منكمْ ومنهُ الجزاء


وإذا قالَ حرِّمـوا حرَّمتُمْ كلَّ ما يشتهيهِ ، حتى الهواء


هو مـولاكمُ الذي تعبدوهُ فهوَ نعمَ المولى ونعمَ الرجاء!!


أيها المتُخمونَ فسقاً .. أهذا ما تقـولُ الشريعةُ السمحاء؟!


كيفَ صارَ القضاءُ عنزاً حلوباً يتسلى بحـَلْبِها من يشــاء


أَكْلُ لحمِ الخنزيرِ في عُـرفكمْ شِركٌ،وأكلُ الحقوقِ فيهِ الشفاء


وكلامُ "الصكوكِ أحلى لديكمْ من كلامِ الـذي لـهُ الأسماء


لا من الناسِ تستحونَ ولا اللهِ الذي منهُ يستـحي الأنبـياء


كلُ ظلم بنا وكـلُ فســادٍ أنتمُ الرأسُ فيـهِ والأعضـاء


فلوجهِ الدينارِ قُمتمْ وصُمتمْ فهو بـاقٍ وما سواهُ فنـاء


ولعينـيهِ كـم فَقأتُمْ عيوناً فلعينـيهِ يُستحَبُّ الدعـاء!!


ونهبتمْ من أجـلهِ البرَّ والبحرَ ومنكمْ لم تنـجُ إلا السـماء


وتُحَنونَ كـل يومٍ لِحاكُمْ كي يزولَ البياضُ والإرتخاء


والفسادُ الذي يعربدُ فيها لا خضابٌ يخفيهِ أو حِنَّاء


أيها الـُمظلمونَ .. لم يبقَ وجهٌ فيكمُ يستحي .. ولم يبق مـاء


كم يعاني من فسقكمْ أتقياءٌ ويقاسي من زيفكمْ علمـاء


هُمْ مع الله يَسهرونَ .. وأنتـمْ في جحورٍ لكمْ بناها الريـاء


  فهمُ الشمسُ إن تعالى ظلامٌ وهمُ السيفُ إن تمادى البغاء


وهم الذائدونَ عنا .. وعنهمْ ستذودُ الســماءُ والأنبياء


فَلِحـاهُمْ منيرةٌ بتُـقـاها ولحاكُــمْ تُنـيرها الظلماء


كَمْ تُحَنونها على كل وجـهٍ ليزولَ البياضُ والإرتخــاء 

والفسادُ الذي يعربدُ فيها لا خضابٌ يخفيهِ أو حِنَّـاء


أيها الغارقونَ في وحْلِ دُنياكمْ وفـيهِ جميعُـكم شهـداء


لستُ أهجوكمُ فأنتمْ ذئابٌ وكثيرٌ على الذئابِ الهجـاء

الخميس، 18 يناير 2024

احذر من دفع فواتير الحياة ؟؟

فواتير الحياة

 فواتير تجارية - Fooodi

على مدى سنوات كنت ألاحظ أمرا  يتكرر أمامي بين فترة وأخرى 

 ثم تعمقت في النظر إليه فوجدته أشبه ما يكون بسنة أو قانون  والله أعلم إذا كان كذلك .

وخلاصته ان أفعال الحياة بالنسبة للمرء لها عمر افتراضي  تنتهي بعده وستنتزع من صاحبها انتزاعا 

 وسيحاول عبثا الاحتفاظ بها والتمسك بها .

وأذكر منها مثالين 

 الأول      صديق أعرفه جيد   أغرق نفسه في متع الحياة التي راقت له  من تناول المشويات واللحوم والأسماك في النزهات البرية والبحرية وتناول المكسرات والقهوة التركية والتسالي وهلم جرا 

 وظل على هذا النمط دهرا طويلا  حتى فاجأته جلطة خفيفة تم تداركها 

 وأخبره الطبيب أن عليه التوقف عن هذا النمط الغذائي فورا  ووصف له مجموعة أدوية  وأن عليه الالتزام  وإلا فالقادم أسوأ

وبعد فترة من تناول العلاج والحمية تحسنت صحته  فترك العلاج وعاد سيرته الأولى غير عابيء بشيء 

 واتصلت زوجته ببعض أصدقائه وشرحت لهم الحال  وطلبت منهم زيارته ومحاولة نصحه  وكنت فيمن زاره   

.

والشاهد في القصة أنه ألف أفعالا في الحياة ولم يتوسط ويعتدل في ممارستها 

 بل أغرق وتمادى فيها حتى انتهى عمرها الافتراضي بالنسبة له  وأصبحت تشكل خطرا عليه 

وعليه أن يقلع عنها وإلا ستتسبب بموته مع حبه الشديد لها  .

والمثال الآخر  أيضا صديق أعرفه جيدا أغرق نفسه في العمل والتخطيط والإدارة والاجتماعات والمشاريع 

 ويعمل ساعات طويلة ليلا ونهارا  ويستعين بالمشروبات المنبهة على التقوي لممارسة العمل 

 ومع تقدمه في السن لم يخفف من وتيرة العمل الشاق الذي ألفه

وبعد فترة أصيب بجلطة خفيفة ثم بعدها بأسبوعين بجلطة أقوى 

وتم اجراء عملية قلب له ولازال تحت العلاج في المستشفى 

 وكان لتوه قد بدأ برئاسة مشروع كبير  اضطر صاحبه للبحث عن شخص آخر

 بعدما تبين له أن صديقي هذا لم يعد في الإمكان أن يعود إلى سابق عطائه وعمله

لقد استهلك طاقته الافتراضية  بالكامل  ولم يراع توزيعها على أيام عمره وممارستها باعتدال لتدوم له

وهكذا أصبحت أعماله التي ألف القيام بها وأحبها مصدر خطر عليه

وهناك أمثلة أخرى كلها عاصرتها عن قرب  وخلصت من تأملي لها  بأن أسميها  فواتير الحياة ؟؟

فكن ذا اعتدال في أمورك كلها ......فأفضل أحوال الفتى حسن قصده

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون