الأحد، 19 مايو 2024

الخلاف الفقهي..! من الحق المر الجزء الثالث محمد الغزالي

 

الخلاف الفقهي ..!
"استغرب البعض رفضى الشديد لأحكام قررها ابن حزم ، واستهجاني لأدلتها ! .
وقالوا : إنك روجت لآرائه في قضايا شتى تتصل بقول شهادة المرأة في كل شيىء ، وفي استحباب حضورها الجماعات ، وفى توليها أغلب المناصب ، وفي سماع غنائها مادام شريف الغرض .. الخ 
 
فكيف نوفق بين حاليك ؟ .
قلت : موقف أولى الألباب مع ابن حزم وغيره هو وزن الأدلة ، واستبانة ما فيها من ضعف أو قوة ! 
 
. . إننا ينبغى أن ننظر إلى ما قيل لا إلى مَنْ قال ، وليس أحد أولى بالحق من أحد .. !
 
وأحب أن أؤكد حقيقة نفسية لدى : أنني أحترم أئمة الفقه الكبار احتراما عميقاً ، وأحترم المدارس التي نشأت حولهم أو نشأت مستقلة عنهم مادامت تعتمد على کتاب الله وسنة رسوله !
 
وأرى أن فنون الجمال العلمى أكثر من فنون الجمال البدني .
 
هناك جمال العقل اللماح عن بعد وهناك جمال الفكر المتروى العميق وهناك جمال الذاكرة المحيطة المستوعبة ، وهناك جمال الذكاء المكتشف المحلق ، وهناك جمال الأداء المترسل البليغ ، وأنا أعشق في أئمتنا ومجتهدينا أنواع هذا الجمال ، وأتتبعها في مذاهبهم ...
 
وأعلم بعد ذلك أن الاجتهاد تحكمه ملابسات مثيرة ووجهات نظر كثيرة ، وأن الشخصية الممتدة غير المنكمشة ، عقلية النص غير عقلية الفحوى والصارم غير السمح .. الخ .
 
وثم أمر آخر أحب أن أذكره وأكره ! أن علامة الخطأ - في شئون الحياة - ما يعقبه من مشقة أو ضرر ، وأن علامة ما يصحبه أو يلحقه من نفع خاص أو عام مصداق قوله تعالى : (كذلك يضرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُتُ فِي الْأَرْضِ) 
 
لذلك روجت للمذهب القائل بأن طلاق البدعة لا يقع مثلا فهو أصون للأسرة وأجدى على المجتمع ، ولا مجال هنا للاستطراد ...
 
وعندما أقرأ لابن حزم في المحلى أشعر بعبقرية الأثر والاستيعاب والإحاطة الرائعة بأحوال الرواة والمرويات ، وأقدر للرجل الكبير هذه المكانة ! .
 
وقد أقرأ له لأعرف أقوال غيره فهو يوردها بأمانة ، ثم يناقشها بأسلوبه الذي لا يخلو من العنف والتهكم .
فإذا بلغ الأمر مرتبة الاستنتاج والترجيح لم أر حرج في تركه يمضى وحده 
 
 وأمضى أنا حيث أرى الدليل أقوى والمصلحة أرجى ! .
 
ومع أني أخذت إجازتي العلمية من الأزهر على أنى حنفى المذهب 
 
 ومع إجلالي لأبي حنيفة فقد رفضت مذهبه أن القرشية لا يتزوجها إلا قرشى وأن المصرى أو اليمنى ليس لها بكفء ، هذا عندى باطل ، وإن أيده الحنابلة !! ومالك أولى بالحق منهما ...
 
على أن مخالفتي لا تجعلني أكثر من طالب علم ينظر إلى أئمته الكبار باحترام وحب وتقدير"
 
الخلاف الفقهي..!
من الحق المر الجزء الثالث

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية