حكاية المياه البيضاء (جزء1)
حكاية المياه البيضاء (جزء1)
ترددت في نشر هذه التجربة الواقعية التي عشتها خلال سنوات من عمري
وشرح الله صدري لعرضها ونشرها شكراً لنعمة الله وتحدثاً بها ولعلها تكون سلواناً أو محفزاً أو فائدةً لمن عافاه الله من خوضها
أنعم الله علي بنظر سليم 6/6 حتى قرابة الأربعين من عمري وكنت أستخدم الكمبيوتر بكثرة لولعي به واهتمامي الكبير باستخدامه في مجال التدريس وتطوير النفس وطلب العلم وكنت أقضي الساعات الطوال أما الشاشة لا أشعر بمرور الوقت وربما جلست 7 ساعات متواصلة وأنا منهمك في عملي لا أشعر بمرور الزمن
لذا بدأ النظر يضعف شيئا يسيرا لكن ليس بذي بال ولكن مع مرور السنوات أصبح الخط الصغير على الشاشة لا يرى الا بصعوبة مع تقريب العين للشاشة و تكبير حجمها
وفي النهاية عملت نظارة للكمبيوتر وبعد سنوات عملت ثانية ثم بعد فترة ثالثة وسارت الأمور على مايرام حتى تجاوزت الثالثة والخمسين من العمر فبدأت المسألة تأخذ منحى آخر حيث أصبح شبه ضباب خفيف جدا في العين اليسرى ولكن لا يؤثر بشيء على حياتي
وذات يوم اصطدم بي شيء رغما عني وأصابني على الجزء الأيسر من رأسي والحمدلله لم يحدث شي ولكن بعد سنوات بدأت أشعر بنوع من الخيال على عيني اليسرى ولكني لم أعر الأمر أي اهتمام
وعند السابعة والخمسين من العمر بدأت المسألة في مسار آخر حيث الزغللة الخفيفة في النظر ولكنها أشد في العين اليسرى
وبدأ النظر يضعف حتى مع وجود النظارة وتذكرت أبي رحمه الله ونظاراته السميكة ( كباية الشاي ) فقلت هذا من الوراثة وذهبت لعمل نظارة أقوى
ولاحظت أن الكشف على العين اليمنى تم سريعا ولكن العين اليسرى كلما حاول المختص ضبط الدرجة أقول له الرؤيا غير واضحة وبعد محاولات عدة عملت نظارة كانت هي الأخيرة لأنني عندما استعملتها لم أجد أي فرق بالنظارة وبدون نظارة فتركت النظارة وكنت على وشك التقاعد ومضت الأمور كما هي ولم أحتج لنظارة وكنت أقرب وجهي من شاة الكمبيوتر وتمضي الأمور
وبعد التقاعد ومع اضطراري لأخذ لقاح كورونا الأول والثاني أحسست بانحدار شديد في النظر وخاصة العين اليسرى
وحاولت بالعلاجات الطبيعية وغيرها ولكن شيئا لم يتحسن وكابرت قليلا لعدة أشهر محاولا التكيف مع الوضع موهما نفسي أنني يمكن المضي مع هذه المشكلة
وأصبحت لا أخرج ليلا لأن النظر يزداد سوءا في الليل أما في النهار فالأمور طيبة
وأحمد الله أنني جددت رخصة القيادة قبل أن يتدهور النظر
وبعد شهور ساءت الأمور أكثر فأصبح الوضع في النهار يزداد سوءا وخاصة العين اليسرى واذا كنت أقود السيارة وصادفتني شمس الصباح في شارع ما في مواجهتي فإنني لا أكاد أرى شيئا حتى يتحول الطريق
وذات يوم شكوت لبعض إخوتي الأمر فأخبرني إثنان منهم أنهم قد أجروا عملية المياه البيضاء وتحسن النظر لديهم وتركوا النظارات
وتذكرت أن والدتي رحمها الله أجرت عملية المياه البيضاء فالوراثة إذن حاضرة وبقوة
ولكن أخي أخبرني عندما سألته عن كيفية العملية فقال إنه أجرى الأولى ببنج كامل لم يشعر فيه بشيء أما الثانية فأجراها بعد سنة بتخدير موضعي فاستفهمت عنه فقال لا تشعر بأي ألم ولكنك ترى العملية بعينك حين يدخل الطبيب الأدوات في عينك
وكانت عبارته ( ترى كل شيء بعينك ) القشة التي كسرت ظهر البعير فأصابني خوف شديد فأنا أعاني فوبيا شديدة في هذه المسألة
ومضت عدة أشهر وسط مكابرة ومحاولة تعايش وتأقلم مع الوضع حتى سافرت ذات يوم نهارا وكان هناك بعض التحويلات في الطريق ولم أكن أميزها بسهولة وكدت اصطدم بخراسانات التحويلة لولا لطف الله بي
وعندها قررت أن أذهب لطبيب لمحاولة اجراء العملية وذهبت عند عودتي لعيادة متخصصة وتم الكشف واتضح أن العين اليسرى متدهورة بشدة والنظر من خلالها في حدود 10% او أقل أما اليمنى فكانت في حدود 60%
وسألت الطبيب عن علاج أوقطرات أو نظارات سميكة فأجاب لا علاج إلا إجراء العملية فأخبرته أن لدي فوبيا من العمليات وأنني أريد تنويما كاملا فأجاب أن التنويم الكامل في المستشفيات ولا يوجد في العيادات الا تخدير موضعي
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية