الأحد، 15 فبراير 2015

دراسة عن حزب العدالة والتنمية التركي الجزء الثاني الفصل الثالث

الفصل الثالث
تركيا والثورات العربية تأثير وتأثر

مع مطلع العام الهجري جديد تقريبا ابتدأ ربيع الثورات في العالم العربي وكانت إرهاصاته في وثائق ( ويكليكس ) التي أحدثت مايشبه الزلزال الممهد للثورة  ثم  بدأ المد من تونس  ولحقت بها مصر وليبيا ثم اليمن وسوريا وباقي الدول العربية نالها من هذا المد شيئا يسيرا حتى الآن  وبعضها لا زال  في الطريق  ( ولله الأمر من قبل ومن بعد ) والله أعلم بما ستؤول إليه الأحداث في الأيام القادمة .
ولتركيا استثمارات ضخمة في أغلب هذه الدول وقد وضعت الأحداث  حزب العدالة والتنمية في موقف حرج إذ أن الاستثمارات التركية مع الأنظمة الحاكمة  والثورات  الشعبية تريد اقتلاع هذه الأنظمة  وفي الغالب أن  الدول تقدم مصالحها المالية على أي شيء آخر  مثل روسيا  التي تقف بكل ثقلها مع الأنظمة الفاسدة ضد الشعوب مثل نظام القذافي وبشار الأسد .
أما أردوغان  فلم يقف ضد الشعوب أبدا وحاول قدر المستطاع أن يحمي الاستثمارات ويتحمل الخسائر وناله بسبب هذه السياسة ضرر كبير  فقد تحولت بعض الأنظمة مثل النظام السوري إلى حالة عداء معه وبدأت توجه سهامها المعلنة والخفية ضده  وبدأت بعض وسائل الإعلام العربية في مهاجمته سرا وجهرا .
ولازالت الثورات تتفاعل ولحزب العدالة موقف ثابت هو الانحياز لمطالب الشعوب ومحاولة نصح الأنظمة بالاستجابة لمطالب الشعوب  وعدم الاصطدام بالأنظمة في هذه الدول قدر الامكان  ( ويلاحظ من تصريحات المسؤولين الأتراك أنهم مستعدون لحالة الإصطدام إن اضطروا  إليها )
ولايمكن  استعراض موقف  حزب العدالة والتنمية  من كل ثورة من هذه الثورات  لسببين
الأول : أن هذه الثورات يزداد عددها كل يوم  والله وحدها يعلم  أين ستكون الثورة التالية  في أي بلد ؟ وبأي شكل .
الثاني : أن التطورات والأحداث متلاحقة ومستمرة ولم تحسم الأمور بعد  .
وبالتالي لايمكن حاليا الحديث عن هذه الثورات وموقف حزب العدالة والتنمية وتفاعله معها بل لابد من الانتظار  لنرى بديع صنع الله في خلقه  وكيف سيدفع الله الناس بعضهم ببعض لئلا تفسد الأرض .
ولكنني سأتناول بشيء من التفصيل الثورة الشعبية في سوريا  لارتباطها بملفات أخرى تؤثر في وضع حزب العدالة والتنمية  وقد يكون لها تأثيرات كبيرة في المستقبل .

لماذا اهتمام تركيا بما يجري في سوريا؟
محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ
يقول رجب طيب أردوغان في تبريره لاهتمام تركيا بما يجري في سوريا: (تركيا تعتبر ما يجري في سوريا مسألة تمس تركيا لأن سوريا دولة مجاورة، وهناك حدود ممتدة بمسافة 850 كيلومترا) . غير أن الجوار الجغرافي ليس فقط سرالاهتمام التركي بما يجري في سوريا، فهناك البعد الطائفي الذي لا يريد أن يتحدث عنه على ما يبدو أردوغان. لواء الأسكندرونة هو الجزء الجنوبي من تركيا، وغالبية سكانه عربٌ وتتركوا؛ ويقال: إن أكثر من 90% من سكان الأسكندرونة على المذهب العلوي أو المذهب (النصيري) كما هو الاسم التاريخي لهذه الطائفة قبل 1919م، فالفرنسيون إبان الاحتلال الفرنسي لسوريا هم أول من أطلق عليهم اسم (علويين)، كما جاء في كتاب يوسف الحكيم (سوريا والعهد العثماني). وهو نفس مذهب الرئيس الأسد وأسرته الحاكمة في سوريا، وكذلك أغلب أعمدة النظام الحاكم السوري. ويبلغ تعداد علويي تركيا ما بين 10 إلى 15 مليونا (أي ما يعادل ثلاثة أرباع سكان سوريا)، وأغلبهم من العلويين البكتاشيين، وينقسمون جغرافياً إلى قسمين علويي الأسكندرونة وعلويي الأناضول. تاريخياً اعتاد علويو تركيا أن يُساندوا حزب مصطفى كمال أتاتورك (حزب الشعب الجمهوري)، على اعتبار أنهم ينسبون لأتاتورك فضل تخليصهم من اضطهاد الدولة العثمانية كما يقولون، إلا أن رجب طيب أردوغان غيّر هذا التقليد شيئاً فشيئاً، فانحازكمٌّ كبير من العلويين، وبخاصة الشباب منهم، إلى (حزب العدالة والتنمية)؛ ويحرص أردوغان لأسباب انتخابية على استقطاب هذه الطائفة إلى مساندة حزبه ككتلة لها ثقل سياسي مؤثر في صناديق الانتخابات. إحياء البعد الطائفي في الأحداث التي تعصف بسوريا الآن لا يمكن إغفاله عند قراءة المشهد السوري، وبالذات بالنسبة لأردوغان؛ لذلك فإن اشتعال أي حرب لها أبعاد طائفية بين السنة والعلويين في سوريا، سيمتد أوارها بالضرورة إلى تركيا بشكل أو آخر، وهذا في تقدير الكثيرين السبب الأول لاهتمام الأتراك بالأحداث السورية. 
البعد القومي الكردي له علاقة بهذا الاهتمام أيضاً. هناك إحصائيات تقول: إن 15% من الشعب التركي هم من الأكراد، ويقدر عددهم في حدود 20 مليوناً، أي أن أغلب أفراد القومية الكرديــــة في العالم هم أتراك الجنسية. بينما أن ما يوازي 10 % مـــن سكان سوريا هم من الأكراد؛ أي حـــــوالي مليوني كردي. ويسكن أغلبهم في شمال شرق سوريا، ويمثلون أغلبية في مدن الحسكة والقامشلي وديريك. أن تضطرب الأوضاع في سوريا يعني أن الانفصاليين الأكراد الأتراك سيجدون بيئة مناسبة على حدود تركيا الجنوبية الشرقية في سوريا لدى بني عمومتهم لإحياء نزعتهم الانفصالية، واستئناف العمل المسلح للمطالبة بتكوين وطن قومي للأكراد من خلال حزب العمال الكردي. وكانت سوريا في عصر حافظ الأسد قد احتضنت حزب العمال الكردي، واستخدمته كورقة ضغط في الصراعات الإقليمية في المنطقة، غير أن تهديد تركيا باجتياح سوريا آنذاك وتعقب أعضاء حزب العمال التركي، أدت إلى طرد قائد الحزب أوجلان، وتم إغلاق الملف نهائيا. 

أردوغان يعلم أن التعامل مع المطالبات الشعبية السورية من خلال القمع والحل الأمني واليد الحديدية وإراقة الدماء، كما هي ممارسات النظام السوري الحاكم، لن يجدي في نهاية المطاف. وهذا ما يكرس احتمالات أن تضطرب أوضاع سوريا السياسية أكثر، وفي المقابل تؤثر على استقرار تركيا. 
ومن هذه الأبعاد، يجد أردوغان أن استقرار تركيا لأسباب وأبعاد تاريخية واثنية وطائفية، لا يمكن فصله عن الاستقرار الإقليمي في المنطقة؛ وهذا سر توجه السياسة الخارجية التركية بقوة نحو الشرق مؤخراً، ليكون لها دور مؤثر في الأوضاع الإقليمية. وكانت كل الأحزاب السياسية التي حكمت تركيا قبل حزب العدالة والتنمية تتجه غرباً نحو أوربا، فجاء أردوغان ليصحح المسار ويتجه إلى الشرق؛ فاستعادت تركيا دورها الإقليمي الذي ضرب به أتاتورك عرض الحائط.  
(العربية)


سوريا والعلويين والارتباط الشيعي

من المعلوم أن النظام السوري له ارتباطات طائفية قوية مع العلويين  الذين يشكلون جزءا من المجتمع التركي
 هذا الارتباط لا يبدو له تأثيرا ظاهر وكبير في الوقت الحاضر أو بالأصح لا يمكن إثباته بأدلة ظاهرة
 ولكن من خلال المعطيات والمعلومات التاريخية وقراءة الأحداث يمكن لأي باحث أن يجزم بأن في الخفاء  الكثير الذي يمكن البحث عنه وإظهاره
فمن المعلوم أن المذاهب الشيعية لها ارتباط قوي ببعضها وإن أعلنت غير ذلك (تقية حسب معتقداتهم ) والعلويون في تركيا لهم تاريخ طويل في مواجهة الدولة والغدر بها ويسعون لأن  يصلوا إلى مفاصل النظام التركي لتوجيهه إلى مصالحهم  أو الضغط باتجاهها  ويؤكد ذلك التقارب الكبير والمهم الذي حصل في السنوات الأخيرة بين النظام السوري وحزب العدالة والتنمية حيث ازداد حجم التجارة  والغيت التأشيرات بين البلدين وأصبحت تركيا سندا قويا للنظام السوري في المحافل الدولية وضد اسرائيل بوجه خاص .
وقد ظن النظام السوري أن حزب العدالة والتنمية مثل الأنظمة العربية إذا كانت العلاقات معهم على مايرام فسيغضون الطرف عن كل الجرائم والفظاعات تجاه الشعب باعتبار أن الشعب تم اختزاله في النظام الحاكم فقط .
وقد كان العقلاء يتخوفون من ذلك التنامي الهائل للعلاقات بين النظام السوري والتركي  باعتبار أن ذلك سيكون مضرا  لمباديء العدالة والحق في المستقبل .
وعندما بدأت الثورة الشعبية في سوريا حاول النظام السوري لعب دور المنفتح والديمقراطي وكانت هناك نصائح من الجانب التركي للجانب السوري الذي حاول خداع الأتراك بقبولها في الظاهر والتملص منها بعد ذلك  ولكن عندما احتدمت الأمور  كشر النظام السوري عن أنيابه وأظهر وجهه القبيح  ولكنه فوجيء بأن حزب العدالة والتنمية قد وضع نصب عينيه الشعب السوري وليس النظام منذ البداية في عملية التقارب بين البلدين .
وفتحت تركيا حدودها للاجئين السوريين عندما ساءت الأوضاع  بينما أغلقتها بعض الدول العربية الشقيقة ؟  ولم تسلم أحدا من الذين فروا إليها للنظام السوري مثلما فعلت بعض الأنظمة العربية الشقيقة ؟
وتم تقديم كل الدعم والرعاية الممكنة للشعب السوري على الحدود التركية  مما أزعج نظام الأسد وبدأت الأوضاع تسير من سيء إلى أسوأ  وبدأ النظام السوري وحلفاؤه في لبنان وإيران حملة إعلامية غير مسبوقة ضد تركيا وضد أردوغان  .
وتم عقد أكثر من اجتماع للمعارضة السورية على الأراضي التركية بينما امتنعت كل الدول العربية عن اتخاذ شيء من هذا القبيل  اللهم ما كان من بعض الكلام الاعلامي الضعيف الذي لايقدم ويؤخر .
وبدأ النظام السوري يحرك حلفائه في تركيا  لزعزعة حكم العدالة والتنمية ( وهذا الكلام ليس عليه دليل ظاهر وإنما هو استنتاج  من قراءة الأحداث  حيث كانت تجري عمليات تخريبية ومحاولات اغتيال وأمور من هذا القبيل  قبيل أو بعد كل اجتماع للمعارضة السورية في تركيا )  وستثبت الأيام صدق هذا الاستنتاج  إن شاء الله .
بقي أن نأخذ فكرة عامة عن هؤلاء الحلفاء للنظام السوري في تركيا تاريخيا وفكريا وسياسيا ومن المهم أن نعلم أن كمال قليشدار زعيم الحزب القومي المعارض علوي  والأكراد نسبة كبيرة منهم علويون  وعبدالله أوجلان كانت تدعمه سوريا لفترة طويلة وفتحت له معسكرات في أراضيها ثم أغلقتها تحت الضغط والله أعلم بالبواطن .
ومن خلال المقالات والتقارير التالية يمكن أن تتضح الصورة بشكل أفضل  مع التنبيه أن الأرقام والنسب المذكورة  في هذه المقالات والتقارير ليست أكيدة ولكنها بحسب مصادرها  والمطلوب أخذ فكرة عامة  وليس احصاء دقيق للوضع .

العلويون في تركيا
في واحدة من كبرى الدراسات الاجتماعية التركية، حاول الباحث طارخان أرديم إعادة رسم الصورة المتداولة عن البنية العرقية والمذهبية والاجتماعية لتركيا، مثيراً في دراسته، التي شملت نحو 50 ألف عيّنة من مختلف المناطق والمشارب، علامات استفهام إضافية حول قضايا عالية الحساسية، ومتناولاً الوجودين الكردي والعلوي.
تقدّر الدراسة أن 99 في المئة من سكان تركيا هم من المسلمين، بينهم 82 في المئة يدينون بالمذهب الحنفي، وتسعة في المئة بالشافعي،
وستة في المئة فقط بالمذهب العلوي.
ويقدّر العلويون أنفسهم بنحو 25 مليون نسمة، فيما كان هذا العدد يتراوح، وفقاً للتقديرات السابقة غير الرسمية، بين سبعة ملايين وعشرين مليوناً. وتذهب دراسات غربية إلى تقدير عددهم ما بين 18 إلى عشرين مليوناً.
من جهتها، تقدر دراسة طرخان أرديم نسبة العلويين من المسلمين بستة في المئة، بمن فيهم الشيعة الاثنا عشرية، أي أنهم لا يتجاوزون الخمسة ملايين نسمة. وهو رقم متواضع جداً إزاء التقديرات السابقة كلها: ما بين 12 و20 مليونا وفق تقارير الاتحاد الاوروبي، وما بين 14 و20 مليوناً وفقاً للتقارير الاميركية.
ويأخذ الكاتب التركي المعروف في صحيفة «ميللييت»، طه آقيول، على أرديم تقديره المنخفض لعدد العلويين. ويقول آقيول إن السبب الرئيسي لانخفاض الرقم في الدراسة هو
أن العلويين يمتنعون عن الإفصاح عن هويتهم خوفا من الاضطهاد برغم النظام العلماني، وذلك لأسباب تاريخية ترجع إلى عهد العثمانيين، ولا سيما المذابح التي اقترفوها ضدهم في القرن السادس عشر.
ويستند آقيول إلى دراسة وضعها باحثون أتراك مرموقون جداً في العام الماضي، وتتضمن سؤالاً للاشخاص المستطلعة آراؤهم حول الشخصيات الدينية الأهم بعد النبي محمد. وقد أجاب 12 في المئة من هؤلاء بأن هذه الشخصيات هي الإمام علي وحاجي بكتاش، وهما رمز المذهب العلوي في تركيا.
ويستنتج من ذلك أن عدد العلويين لا يقل عن عشرة ملايين بدوره، يستهجن رئيس الاتحاد العلوي البكتاشي في تركيا صلاح الدين أوزيل نتائج دراسة أرديم، متسائلا «كيف يكون عدد العلويين والشيعة في العام 1927 هو نحو خمسة ملايين، أي ما يعادل ثلث سكان تركيا البالغ حينها نحو 14 مليوناً، ويكون عددهم الآن هو نفسه: خمسة ملايين، لكن من أصل 73 مليونا؟».
ويعتقد أوزيل أن عدد العلويين في تركيا لا يقل عن 25 مليوناً، معتبراً أنه لا يمكن إجراء استطلاع تحت الضغط الذي تتعرض له الطائفة حتى الآن.
ووفقاً للتوزيع الجغرافي لعلويي تركيا، يقطن ثلثهم في إسطنبول، في نسبة تعد مرتفعة، فيما يعيش 24 في المئة منهم وسط منطقة شرقي الأناضول، و15 في المئة في مناطق البحر الأبيض المتوسط، وسبعة في المئة في منطقة بحر إيجه، والباقون في جنوب شرقي الأناضول والبحر الأسود.
ولجهة التوزيع العرقي، يعد 61 في المئة من العلويين أتراكاً، يليهم 22 في المئة من الاكراد، وثمانية في المئة من جذور تركية في آسيا الوسطى، وثلاثة في المئة من العرب. ويتناقض ذلك مع إحصاءات
تظهر أن 54 في المئة من العلويين يعتبرون لغتهم الأم هي الكردية، فيما يرى 36 في المئة أنها التركية، وثمانية في المئة أنها اللغة العربية.
وتظهر الدراسة الحديثة أن العلويين هم الأكثر تعرضاً للمضايقات، إذ يقول نحو نصفهم إنهم لا يستطيعون ممارسة معتقداتهم بحريّة. وهو تثبيت لشكوى العلويين المستمرة من عدم الاعتراف بهم كمذهب رسمي كالحنفية، وبالتالي حرمان أولادهم من تلقي التعليم الديني العلوي في المدارس، وإجبارهم على تلقي تعاليم الحنفية.
كذلك، لا يتمثل العلويون في رئاسة الشؤون الدينية المقتصرة على السنّة، ولا يسمح لهم بتشكيل مجلس خاص بهم. كما لا يحصلون من الدولة على أي مساعدات لدُور عباداتهم المسمّاة «بيت الجمع». كل ذلك دفع بالعلويين إلى النظر إلى العلمانية في تركيا على أنها مذهبية الجوهر، بل يمكن تسميتها بـ«العلمانية السنّية».
ورغم ذلك، يُعَد العلويون، وفقاً للدراسة ذاتها، الأكثر انفتاحاً على المذاهب الأخرى، إذ يتقبل 64 في المئة منهم الزواج من دين أو مذهب آخر، فيما لا يلقى الزواج المختلط قبولاً سوى بين 28 في المئة من الحنفيين. كذلك يوافق ثلثا العلويين على الزواج من شخص ينتمي إلى عرق آخر، فيما تنخفض النسبة لدى الحنفيين إلى 40 في المئة.
وفي السياسة، تصبّ أصوات العلويين في صالح الأحزاب الأكثر علمانية، وذلك رغم أن الحكومات العلمانية المتعاقبة لم تقدم أي تقديمات مهمة للعلويين. ويبدو أنه لا خيار لهؤلاء، بغياب أحزاب تمثلهم، سوى دعم الأحزاب غير الإسلامية لمنع التأسيس لأنظمة دينية. ولذلك، لم ينجح حزب «العدالة والتنمية» حتى الآن في كسب أي شريحة مهمة داخل الطائفة العلوية. ونجد أن التركيبة المذهبية لمؤيدي حزب «العدالة والتنمية» تقوم على الحنفيين بنسبة 87 في المئة، يليهم الشافعيون بنسبة عشرة في المئة. من جهة أخرى، يتوزع مؤيدو حزب «الشعب» الجمهوري العلماني بين 75 في المئة من السنّة، و20 في المئة من العلويين.
وتتجه أصوات العلويين غالباً إلى أحزاب اليسار العلماني. لكن زعيمهم الأبرز عز الدين دوغان قال إنه على الأحزاب العلمانية الا تنتظر بعد اليوم تأييدا تلقائيا من العلويين، وألمح الى ان العلويين قد يدخلون الانتخابات النيابية المقبلة بأحزاب خاصة تمثلهم، بعدما تساوى العلمانيون والسنّة في اضطهاد العلويين على مر التاريخين الوسيط والمعاصر، على حد قوله.
وفي متفرقات دراسة ارديم، التي نشرتها صحيفة «ميللييت» على حلقات، يقارب عدد العرب 550 ألف نسمة، بينهم 50 في المئة من الشافعيين، و24 في المئة من الحنفيين، و18 في المئة من العلويين، وسبعة في المئة من النصيريين (تقول الدراسة ان نصف النصيريين تقريبا من العرب، وثلثهم من الأتراك، والبقية من جذور مختلفة). أما اللغة الأم للعرب فهي اللغة العربية بنسبة 79 في المئة، والتركية بنسبة 18 في المئة، والكردية بنسبة ثلاثة في المئة.
ولم تفرد الدراسة تقديراً مستقلاً لعدد الشيعة، حيث أدرجتهم ضمن العلويين مع ذكر مصطلح ثنائي: علويين ـ شيعة، علماً بأن تقديرات عدد الشيعة تتراوح بين نصف مليون ومليونين. غير أن الدراسة خصصت للشيعة خانة خاصة، في المجالات الأخرى المتعلقة بالتعليم والعرق ومكان السكن وغيرها.
وتقول الدراسة إن 92٪ من الشيعة من جذر تركي (أذري في الغالب) بينهم ثلاثة في المئة أكراد، ولا عرب. ويتوزع مكان سكن الشيعة بين شمال شرقي الأناضول (79 في المئة) واسطنبول (عشرة في المئة). وتنخفض نسبة ذوي التحصيل العالي بين الشيعة، حيث لم يصل 80 في المئة منهم إلى المرحلة الثانوية.
ومن اللافت في الدراسة الموسعة أن الفئة الأكثر فقراً بين المذاهب التركية تتركز لدى الشافعيين. ويعود ذلك إلى أن معظمهم يعيش في جنوب شرق الأناضول (60 في المئة من الشافعيين أكراد، و32 في المئة أتراك، وأربعة في المئة عرب)، حيث الأمية والتخلف والفقر. وتظهر الدراسة أن 89 في المئة من الأتراك يدينون بالمذهب الحنفي، و88 في المئة من الحنفيين ينتمون للعرق التركي.
محمد نور الدين
المصدر: السفير





ون في تركيا: رجال ونساء يصلون معاً وتساهل في تأدية الفروض وشرب الكحول


تضم الطائفة العلوية في تركيا حوالى 15 مليون شخص يدينون سعي الاكثرية السنية الى تذويبهم ،وتضم هذه الاقلية الدينية بين 15 وعشرين بالمئة من سكان تركيا البالغ عددهم حوالى 73 مليون نسمة وربما اكثر لان كثيرين منهم يخفون عقيدتهم.
والعلويون موجودون بين الاتراك والاكراد على حد سواء في تركيا ،نشأ هذا المذهب في آسيا الوسطى ويحمل الكثير من سمات الاسلام الشيعي. وهو يجمع بين تأثير معتقدات عدة.
ووفق المذهب العلوي، يؤدي الرجال والنساء الصلاة معا خلافا للسنة. وفي اماكن العبادة يكرمون رابع الخلفاء الراشدين علي بن ابي طالب.
والعلويون المتمسكون بالعلمانية ومؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك، متسامحون حيال شرب الكحول لذلك يتهمه البعص بانهم ليسوا "مسلمين حقيقيين".
وهم يتهمون الحكومة التركية بانها تسعى الى تذويبهم لانهم لا يذهبون الى الجامع ولا يصلون خمس مرات يوميا ولا يصومون رمضان ولا يؤدون الحج، على حد قول احد افراد الطائفة.
ولا تعترف تركيا رسميا بمذهبهم على الرغم من ارادة خجولة للانفتاح من قبل الحكومة الاسلامية المحافظة، مثل الزيارة التي قام بها العام الماضي رئيس الدولة عبد الله غول الى احد اماكن عبادتهم.
ولا يتمتع العلويون بوضع الاقلية الدينية الممنوح الى الارثوذكس والارمن واليهود ولا بوضع الاسلام الرسمي السني الحنفي.
ويطالب العلويون باحترم مذهبهم في الدستور التركي واعفاء ابنائهم من دروس الديانة الاجبارية التي تعتمد الاسلام السني.
وهم يريدون وضعا رسميا لاماكن عبادتهم ولزعمائهم الروحيين في اطار الجهود التي تبذلها انقرة لاعتماد قيم الاتحاد الاوروبي.

المصدر : الحقيقة الدولية - وكالات





العلويون والتشيع في تركيا

تعود جذور التشيع في تركيا إلى منطقة الشام، فقد اتّسع التشيّع في بلاد الشام في عصر الدولة الحمدانيّة، والمرداسية ، والفاطميّة، حتّى بلغ منطقة الأناضول (المنطقة الآسيوية من الجمهورية التركية حالياً او ماتعرف بآسيا الصغرى) .
وتسبّبت صراعات العثمانيين والصفويين في القرنين الخامس والسادس لتعرض الشيعة لتقلبات سياسية عنيفة . وهو ما أدى الى تفرّق الشيعة في منطقة الاناضول وتشتتهم
ومع بداية الاشتباكات التي نشبت بين الدولتين العثمانيّة والصفويّة، تعرّض الشيعة في الاناضول إلى ضغوط شديدة، وقُتل عدد كبير منهم على يد السلاطين العثمانيين بسبب تمرّدهم عليهم .
العلويون والتشيع
ويطلق اسم"العلويين" على الاتراك الشيعة الذين يرون خلافة الامام علي بن ابي طالب (ع) بعد رسول الله (ص) ، وهو ماذهب اليه العالم الانتولوجي ومدير الابحاث في المعهد الوطني للبحوث العلمية في باريس السيد آلتان غوكالب .
وفي حين يتمثل العلويون من قوميات عدة العربية والكردية والاقليات العرقية الاخرى ، فإن غالبيتهم من التركمان . ويتبع غالبية عرب تركيا المذهب الشيعي بينما يتبع 10% الى 30% من اكراد تركيا المذهب الشيعي .
وتتعدد انتماءات العلويين الى طوائف شيعية مختلفة ، فمنهم العلويون (النصيرية أو الخصيبية) ، والاثناعشرية ، والبكتاش ، والدروز  . وتشير بعض الدراسات المعدة في عام 1995م والمنشورة في مكتبة الكونغرس أن نسبة الشيعة تصل الى الـ 30% وأن  مايتم تداوله من أن الشيعة الاتراك هم من العلويين فقط لايمت الى الواقع بصلة، بل ينتسبون الى الاربعة طوائف السالفة الذكر .
وقد اشارت دراسات أعدت مؤخراً الى أن طوائف العلوية ، والاثناعشرية ، والبكتاش هم على المذهب الجعفري أو يرجعون الى المذهب الجعفري ، إلاَّ أن ماجرى للشيعة من ملاحقات وويلات من السلطات وتخفي شكل مناخاً مناسباً لنشوء الاختلافات وربما استيلاد عادات غريبة..! 
والبكتاشية طائفة صغيرة وينحدر اسمها من أحد الأولياء ويدعى "الشيخ بكتاش". كما يسمي البعض اتباع هذه الطائفة بـالـ " قَزَلْباش" أو "كيزيلباش" وتعني بالتركية "الرؤوس الحمر"
ويرمى اتباع هذه الطائفة تاريخياً باتباعهم للشاه اسماعيل الصفوي وانهم ساهموا في إيصال الصفويّين إلى الحكم.
وتذهب بعض الدراسات الى أن جذور الدروز تعود إلى الفرقة الإسماعيلية، ويُعرف هؤلاء بالنهج الباطنيّ  ، وينحدر أغلبهم من القومية الكردية.
الوضع الحاليّ للشيعة في تركيا
وقد بدأت الطائفة الجعفرية الاثناعشرية الإسلامية بتركيا في الظهور العلني والإعلان عن نفسها وتنظيم احتفالات دينية بعد سيطرة حزب الرفاة ذي الميول الإسلامية على البلديات عام 1994، والوصول لحكم البلاد عام 1996 تحت زعامة نجم الدين أربكان في الانتخابات العامة.
ويتركز الشيعة الاتراك في المدن التركية الرئيسية وفي وسط وغرب الاناضول هذا الى جانب الارياف في جنوب شرق تركيا .
وتشير أرقام غير رسمية إلى أن عدد الشيعة في تركيا زهاء الـ 18 مليون نسمة أي (ربع عدد السكان)* ، و يتركزون في مناطق شمال شرق تركيا. فيما تحدث لشبكة التوافق الاخبارية مجموعة من المسلمين الاتراك عن وجود مايقارب الـ 20 مليون نسمة من الشيعة العلويين و 4 ملايين من الشيعة الاثناعشرية.
ويشكل العلويين نسبة 70% من مجموع شيعة تركيا في حين يمثل الشيعة الاثنا عشرية 20% الى 25% ، ويتوزع الباقي على الطائفتين الأخريين.
ويعتقد أن طائفة البكتاشية والذين يمثلون نسبة 2% الى 3% يرجعون في الأصل الى الشيعة الاثناعشرية ولكن ونتيجة للاضطهاد الذي مارسه العثمانيون تجاههم بدعوى ولائهم للصفويين تسبب في نشوء نزعة من التطرف والغلو لديهم واصبحت لهم خصوصية ميزت عن الطائفة الاثناعشرية .
وعادة مايلجأ بعض الاتراك المتشددين الى رمي الشيعة الذين هم شركائهم في الوطن بالـ "قَزَلْباش" وهو مايعتبره الشيعة هناك بمثابة الشتيمة والصاق تهمة العمالة للخارج . ولم يسلم الشيعة الاتراك من تجني الجهلة والطائفيين واختلاق الاكاذيب في حقهم والقول بأنهم يزنون بامهاتهم وامثال هذه الترهات التي لم تعد تنطلي على المسلمين .
وفي منطقة خلقالى بالقطاع الأوربي لمدينة إستانبول، يوجد للشيعة الاثنا عشرية مسجد يؤدون به الصلاة يسمى مسجد زينبية، وتسمح لهم جهات الأمن بالقيام باحتفالات ومظاهرات سلمية في الميدان الواقع أمام هذا المسجد.
كما يتواجد الشيعة الإماميّة الاثنا عشرية في شرق تركيا، أيّ في محافظة " قارص "، وينتمون إلى الأتراك الآذريّين، وتتماثل ثقافة هؤلاء الشيعة مع ثقافة ومنهج إخوانهم الشيعة في دول العالم.
ومن المدن الشيعيّة المهمّة في هذه المحافظة مدينة " ايفْدِر "، وهي مدينة يقطنها ثمانية آلاف نسمة، ينتمي ثُلثا عددهم إلى المذهب الشيعيّ الإماميّ، بينما ينتمي الثُلث الباقي إلى المذهب السنيّ، ومنها مدينة " تُزْلوجا " وجميع سكّانها من الشيعة.
ويُقدّر عدد سكّان مدينة قارص ـ وهي مركز المحافظة ـ بسبعين ألف نسمة، ينتمي ثلُثهم إلى المذهب الشيعيّ الإمامي، في حين يُعد الثلث الآخر من العلويين، وينتمي الثلث الأخير إلى المذهب السنيّ.
ويعيش في مدينة " تاشلى جرى " ـ وتقع في محافظة " آغرى ـ ما يقرب من أربعة آلاف نسمة من الشيعة، ويوجد أعداد كبيرة من الشيعة في مدينة " اسطنبول " الواقعة في غرب تركيا، وأغلبهم من المهاجرين، ولهم مساجدهم التي يقرب عددها من عشرة مساجد أُسّست مؤخّراً، ولهم نشاطاتهم المتميّزة. ويعيش في مدينة " أنقرة " أكثر من 300 عائلة شيعية، ولهم فيها مسجدان.
أمّا في مدينة " إزمير " فهناك ما يقرب من 1500 عائلة شيعيّة، ولهم فيها مسجدان أيضاً.
ويعيش في مدينة صغيرة تدعى " ترگوتلو " ـ تقع في محافظة مانيسا ـ 600 عائلة شيعيّة يمارس أفرادها شعائرهم في مسجد خاصّ بهم، وهذه المدينة عمّاليّة يقطنها الشيعة المهاجرون الذين قدموا من المناطق الأخرى، كما يتواجد فيها أعداد كبيرة من العلويّين. ويقطن مدينة " بورسا " 150 عائلة شيعيّة، وقد شرع هؤلاء الشيعة في بناء مسجد لهم يصلّون فيه ويقيمون فيه شعائرهم.
ويُصدر الشيعة الإماميّة في تركيا مجلّة شهرية تدعى " عاشوراء "، وقاموا حديثاً بإصدار مجلّة أسبوعية اسمها " عَلَمدار"
وقد خضع العلويّون لضغوط شديدة خلال فترة الحكم العثمانيّ، ثمّ فسحت لهم الدولة العلمانية الحاليّة المجال لتسنّم المناصب الحكوميّة، فاحتلّ بعضهم مراكز جيّدة في الدولة والجيش.
وقد بدأت خلال العقد الأخير حركة جيّدة في عودة هؤلاء العلويّين إلى أحضان التشيع، فتشيّعت في مدينة " چوروم " ـ التي تقرب نسبة العلويّين فيها من ستّين في المائة ـ حوالي ثلاثمائة عائلة، وبُني فيها مسجد أهل البيت عليهم السّلام.
ويجدر بالذكر أنّ مجلّة " عاشوراء " تصدر في هذه المنطقة، بيد أنّ الحساسيّة الخاصّة التي أبدتها الدولة مؤخّراً تجاه العلويّين تمخّضت عن فرض قيود جديدة عليهم.


تركيا الأكراد يتوعدون الحكومة وكيليتشدار أوغلو يطالب أردوغان بالاعتذار عن إشارته لأصله العلوي
اتهمت النائبة عن مدينة اسطنبول وعن حزب السلام والديموقراطية الكردي صباحات تونجيلي رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان بأنه يميل إلى حل المشكلة الكردية من طريق العنف والقوة، بدليل أنه قال لو كان رئيساً للحكومة قبل 10 سنوات لدى صدور حكم الإعدام بزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان لكان شنقه.
وقالت تونجيلي، في مقالة في صحيفة «نيويورك تايمز»، إن تركيا، التي تقدم نفسها نموذجاً للعالم كديموقراطية مسلمة، ترفض المطالب الديموقراطية لعشرين في المئة من سكانها.
وأضافت تونجيلي «إن الأكراد منحوا أصواتهم منذ سنين طويلة للحرية والحكم الذاتي وقابلتها الدولة بالقمع. وبعد الآن لا تراجع عن مطلب الحريات الديموقراطية التي نريدها، كما نريد التحدث بلغتنا».
واعتبرت تونجيلي أن اردوغان يعبر عن ألمه لما يحدث للأطفال الفلسطينيين، لكنه لا يفعل الشيء ذاته تجاه الأطفال الأكراد. وقالت «إن أمام اردوغان خيارين: إما الموافقة على مطلبنا في الحكم الذاتي وإما الاستمرار في سياسته القمعية. وفي حال اختار الخيار الثاني فإن تركيا يمكن أن تدخل مرحلة من العنف أقوى من قبل». واتهمت تونجيلي اردوغان بأنه من خلال حديثه عن شنق أوجلان إنما يعتمد الخيار القمعي. وأضافت «يجب إنهاء الاعتقالات التعسفية والعمليات العسكرية. ويجب أن يستطيع الأكراد حكم أنفسهم بأنفسهم».
في هذا الوقت، أطلق ستة من المعتقلين الأكراد المتهمين بالانتماء لحزب العمال الكردستاني، ونجحوا في الانتخابات النيابية، بعد قرار قضائي ونظم لهم استقبال حاشد في ديار بكر. ويتوقع أن يترأس صلاح الدين ديميرطاش، رئيس حزب السلام والديموقراطية كتلة الحزب في البرلمان التي ستضم أعضاء في الحزب ونواباً مستقلين مدعومين منه. ونقلت «ميللييت» عن نواب أكراد أن الموضوعات الأولى التي سيطرحها النواب الأكراد هي تغيير النظام الداخلي للبرلمان، ومنه نص قسم اليمين وإطلاق حرية ارتداء الزي داخل البرلمان، ومن ذلك السماح بالحجاب داخله.
على صعيد آخر، ورداً على إعلان اردوغان انه سيسحب كل الدعاوى التي رفعها ضد الآخرين ومنهم سياسيون وصحافيون، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار أوغلو إن اردوغان كان سيخسر بعض هذه الدعاوى.
وقال كيليتشدار اوغلو، في حوار مع صحيفة «خبر تورك»، انه بدوره لن يغفر لأردوغان التعرض لأصله العلوي إلا في حالة واحدة هي اعتذاره عن استهدافه كعلوي. وتساءل «وما ضير أن أكون علوياً؟»، مضيفاً «ما لم يعتذر اردوغان فلن أعفو عنه. نعم أنا علوي. ومتى كان هذا تهمة في هذا البلد؟».
وذكّر كيليتشدار أوغلو إن اردوغان كان يكرر في الحملات الانتخابية عبارة «تعرفون أن كيليتشدار أوغلو علوي..». وكانت تخرج من بين الحشود عبارات الاستهجان والاستنكار، وكان رئيس الحكومة يكتفي بالصمت علامة الرضى.
وفي «ميللييت» كتب قدري غورسيل حول موقف اردوغان من العلويين، قائلاً «كيف يمكن لتركيا، التي تناقش هوية زعيم المعارضة، أن تعد دستوراً جديداً ديموقراطياً مدنياً يحترم حقوق الإنسان؟». وقال إن «المادة 24 من الدستور تحترم الانتماءات العقيدية ولا تعتبرها تهمة». وأضاف إن «مبادرة اردوغان لاتهام كيليتشدار أوغلو في عقيدته هو جرم يعاقب عليه الدستور».
ويشير غورسيل إلى حملة داخل حزب الشعب الجمهوري وفي بعض الأوساط الأخرى على كيليتشدار اوغلو وتحميله مسؤولية هزيمة «الشعب الجمهوري» بسبب هويته العلوية. ويقول إن «هذا لا أساس له من الصحة، إذ أن حزب الشعب الجمهوري في عهد دينيز بايكال السنّي لم يحصل عام 2007 إلا على 20 في المئة، بينما ارتفعت أصوات الحزب برئاسة كيليتشدار اوغلو إلى 26 في المئة في الانتخابات الأخيرة».
محمد نور الدين
السفير، ‏الإثنين‏، 20‏ حزيران‏، 2011

علويو تركيا يبعثون رسالة مفتوحة الى اردوغان


انقرة25أيار/مايو(آكانيوز)- بعث اتحاد العلويين البكتاشيين التي تضم تحت خيمتها العشرات من المنظات العلوية بتركيا رسالة مفتوحة الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، طالبوه فيها بالتخلي عن استهداف العلويين في خطاباته.

وجاء في الرسالة المكونة من صفحتين والتي تلقت وكالة كردستان للانباء (آكانيوز) نسخة منها اليوم الاربعاء، ان "اردوغان مثلما فعل قبيل الانتخابات الماضية في حملاته الدعائية يقوم باستخدام كلمات تستهدف العلويين".
وذكر في الرسالة "في خطاباتكم التي تلقونها بصفتكم رئيسا للوزراء عندما تتطرق الى العلويين لاتنزعجون من الاصوات التي يصدرها المواطنين للتعبير عن عدم الرضا بل حتى انكم تشجعون على القيام بها".
ومضت الرسالة تقول ان "اية سياسة بالبلاد تستند على الهوية المذهبية لن تجني للبلاد سوى الاضرار والامثلة كثيرة على هذا ويكفي القاء نظرة على الدول العربية التي تشهد الثورات الشبابية".
واعتبرت الرسالة ان "حالة الفوضى التي تعيش البلاد اليوم ناجم من العقلية التي تعتبر العلويين اعداء، وليس من الممكن تحقيق السلام في البلاد دون ان يدافع التركي عن حقوق الكردي والكردي عن التركي والعلوي عن السني وبالعكس".
ومن المعروف ان العلويين في تركيا ينقسمون الى مجموعتين، تعيش الاولى في المناطق القريبة من سوريا وبشكل خاص في منطقة اسكندرون وهي امتداد للعلويين في سوريا والدول العربية الاخرى. اما المجموعة الآخرى فتعرف باسم "علويو الاناضول".
وتقدر المصادر المختلفة عدد علويي الاناضول بنحو عشرة ملايين البعض منهم من الكرد، فيما يقدر عدد العلويين الآخرين في المناطق القريبة من سوريا بنحو اقل من مليون.
من كمال اوجي: عبدالقادر الونداوي
وكالة كردستان للأنباء

عاشوراء مختلفة في تركيا: أردوغان ينفتح على العلويين
التأريخ

اختلفت أيام عاشوراء في تركيا هذا العام عن سابقاتها. وعاشوراء تركيا، على امتداد عقود، هي نتاج علوي وهي المناسبة الأهم في وجدان وعقيدة نحو عشرين مليون علوي في تركيا يتوزعون بين أتراك وأكراد وعرب.
أهمية مناسبة هذا العام أنها شهدت للمرة الأولى مشاركة رسمية على أعلى مستوى تنفيذي، تمثل في حضور رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان إفطاراً دعت إليه كبرى الجمعيات والاتحادات العلوية.
وبين صور أتاتورك وصور إسلامية والعلم التركي، حضر سياسيون ووزراء ونواب واقتصاديون الإفطار في فندق بيلكنت في أنقرة، بينهم رئيس الشؤون الدينية علي برداق اوغلو، أعلى هيئة دينية سنّية في البلاد، ورئيس مجمع التاريخ التركي يوسف حلاج اوغلو، الذي زعم أن قسماً من العلويين في تركيا أصلهم ارمني اعتنقوا العلوية، هرباً من ظلم السلطة بعد مجازر ,1915 ولم يتخلف الشيعة الإثني عشرية، الذين يعدون في أرقام غير رسمية ثلاثة ملايين، ولا النصيريون من لواء الاسكندرون وغيره.
لم يكن من السهل رؤية هذا الكم الرسمي في مثل هذه المناسبة. الأهم أن هذا الحضور ينتمي إلى حزب «العدالة والتنمية»، أي أن ما لم يفعله العلمانيون الذين يعتمدون على العلويين في الانتخابات وفي «حماية» الطابع العلماني، فعله إسلاميون، بينهم وبين العلويين تاريخياً، حساسيات لم تندمل بعد.
ويمكن اعتبار مشاركة أردوغان في الحفل «خطوة تاريخية» قد تمهد لإزالة أسباب الغضب العلوي من النظام التركي، علمانياً كان أو إسلامياً.
وعلى مائدة الإفطار، لم يكن يوجد، بحسب التقاليد العلوية التي توجب الصيام في عاشوراء، ماء لأن الإمام الحسين مات عطشاناً، ولا سكاكين لأن الإمام الحسين مات ذبحاً، ولا يدخل اللحم في أي صنف طعام. وإذا قُدِّم الماء لمن طلب من الضيوف، فإن اردوغان احترم التقاليد واكتفى بشرب اللبن بدلا من الماء.
انفتاح اردوغان على العلويين بدأ مع الانتخابات النيابية عندما نجح على قائمة الحزب نواب علويون، أبرزهم المفكر رها تشامور اوغلو الذي ألقى في الإفطار كلمة، وبدا متأثراً جداً، لأنه رأى حلمه في التلاقي بين طائفته وحزبه، يتحقق أمام عينيه هو الذي كان احد معماريي هذا اللقاء.
وأمام 900 مدعو، وبكلمات مدروسة، قال اردوغان «لست هنا لأشارك في مصابكم بل في مصابنا... جميعاً»، واستشهد ببيت للشاعر الصوفي يونس ايمري «لم نأت للتنازع بل للحب»، وبقول للشاعر العلوي حسن حسين قرقمازغيل «نحن امة تعرف كيف تحيل المرّ عسلاً». وأضاف أردوغان «لقد قتل الحسين بوحشية... والشهادة التي عرفتها كربلاء تجرح في الصميم كل المؤمنين الذين يحبون أهل البيت».
بعد الإفطار، بدأ التحدي، فللعلويين مطالب كثيرة: كإلغاء درس الدين الإلزامي في المدارس، وهو على المذهب الحنفي، أو إدراج العلوية معه أو عدم إلزام الطلاب العلويين بحضوره، وإنشاء مجلس خاص بالعلويين ما دام التمثيل في رئاسة الشؤون الدينية يقتصر على السُنة، والاعتراف بمراكز العبادة لدى العلويين والمعروفة باسم «بيوت الجمع» على أنها مراكز عبادة يحق لها الحصول على مساعدات من الدولة، وليس كما ينظر إليها السنّة، ومنهم اردوغان، بأنها «مراكز ثقافية».
وقبل مغادرته إلى إسبانيا للمشاركة في «مبادرة تحالف الحضارات» التي أسستها تركيا وإسبانيا، كان اردوغان يطلق الإشارة الايجابية الأولى على المرحلة الجديدة من العلاقة مع العلويين، عندما سأله صحافي عما إذا كان العلويون طلبوا منه في الإفطار، الاعتراف بـ»بيوت الجمع» كمراكز عبادة، فأجاب أردوغان «حتى الآن لم يصل إلى رئاسة الحكومة أي طلب بهذا الخصوص، لكن إذا تم ذلك فسندرسه... وإذا كان هناك ما يمكن فعله في إطار القوانين والدستور فسنبادر إلى الخطوات الضرورية».
يشار إلى أن اردوغان نفسه قال عام 2003 إن «العلوية ليست دينا. إذا كانت ديناً فتحتاج إلى مكان للعبادة. ولا يمكن المقارنة بين الجامع وهو مركز عبادة يحصل على المساعدات، وبيت الجمع وهو بيت للثقافة لا يمكن أن يحصل على المساعدات. لكن إذا كان هناك من يريد مساعدة بيوت الجمع فليس من يمنع ذلك».
انفتاح اردوغاني على العلويين... والعبرة في التنفيذ!






تاريخ الشيعة الأسود في تركيا
شريف عبد العزيز

 كانت سنة 907 هجرية سنة استثنائية في حياة فرقة الشيعة الجعفرية ، وفي الهضبة الإيرانية ذات الأغلبية السنية ،  إذ شهدت تلك السنة ميلاد أول دولة شيعية الهوية والعقيدة ، وهي الدولة الصفوية التي أسسها إسماعيل بن حيدر الصفوي بعد معارك طاحنة خاضها ضد خصومه من الأزوبك والتيموريين و أمراء الأق قيلوني ، وقد استخدم إسماعيل الصفوي سياسة الحديد والنار من أجل فرض المذهب الشيعي الجعفري على أهل البلاد ، حتى إنه قتل قرابة المليون من أهل السنة ، وأباد مدن وقرى سنية بأكملها رفضت التشيع  وفضلت الموت عليه ، ولم يبقِ على أحد من علماء أهل السنة ، حتى أخضع الناس وأجبرهم على التشيع.
وبعد أن تم له من أراد من تحويل أجزاء كبيرة من الهضبة الإيرانية إلى التشيع ، فكر في تصدير مذهبه الخرافي إلي الأقاليم المجاورة ، وكان ذلك يعني حتمية الصدام مع رأس العالم الإسلامي السني وقتها، وهي الدولة العثمانية التي كانت في أوج قوتها تحت زعامة السلطان سليم الأول، الذي لم ينتظر طويلاً على تلك الممارسات الصفوية الوحشية بحق أهل السنة، فتداولت الرسائل الخشنة بين الطرفين، وهدد سليم الأول إسماعيل الصفوي بالحرب الشاملة إذا لم يكف عن اضطهاد أهل السنة وفرض التشيع عليهم، والتدخل في شئون الدول المجاورة ، ولكن إسماعيل لم يعر هذه الرسائل اهتماماً واستهزأ بها، فاستعد سليم الأول للحرب الشاملة.
وقبل الهجوم تناما لمسامع السلطان سليم الأول أن الشيعة الموجودين في شرقي الأناضول يستعدون للانقضاض على الجيش العثماني حال مروره لقتال الإيرانيين، فاستاء سليم الأول من هذه الخيانة بشدة، فعلى الرغم من أن شيعة الأناضول من رعايا الدولة العثمانية ، يعيشون على أراضيها ، ويتمتعون بنفس مزايا باقي العثمانيين ، إلا أنهم فضلوا موالاة الإيرانيين الصفويين بسبب إخوة الدين والمذهب ، وخيانة الدولة التي يعيشون فيها ، وعندها أمر السلطان سليم الأول بإحصاء كل الشيعة الموجودين في شرقي الأناضول ممن ثبت خيانته للدولة وحاكمهم جميعا ثم انطلق بعدها وانتصر على إسماعيل الصفوي في صحراء جالديران سنة 920 هجرية ولولا تخاذل الجنود الإنكشارية لأنهى العثمانيون الدولة الصفوية تماماً .
لم يرتدع شيعة الأناضول مما أصابهم جراء خيانتهم لسليم الأول ، فلم يكد يرحل ويأتي بعده ابنه سليمان الملقب بالقانوني حتى قاموا بعدة ثورات متتالية ، منها ثورة بابا ذو النون سنة 932 هجرية ، وثورة قلندر جلبي سنة 933 هجرية في  قونية ومرعش ، وبلغ عدد أتباعه ثلاثون ألفاً ، وكان شعار ثورته ، اقتل سنياً واهتك حرمته تدخل الجنة ، وقد كلفت تلك الثورات الدولة العثمانية مجهودات ضخمة من أجل قمعها والقضاء عليها.
تحركات الشيعة في تركيا
تركيا الآن تشهد حراكاً سياسياً كبيراً خارجياً وداخلياً ،على خلفية تنامي دورها الإقليمي تحت حكم العدالة والتنمية ، وحدوث صدام قوي بين الحكومة والمؤسسة العسكرية ، في فصل جديد من معارك العلمانية ، في هذه الفترة الحرجة التي تتكالب فيها القوى الخارجية لمنع تركيا من التأثير في قضايا العالم الإسلامي، والقوى الداخلية من أجل عودة العلمانية إلى موقعها الأثير في سدة الحكم ، في هذه الفترة يرتفع صوت الأقليات الشيعية بشقيها العلوي والجعفري ، باحثة لنفسها عن دور جديد على ساحة الأحداث بعد أن اختطفت المشكلة الكردية الشأن الداخلي لسنوات طويلة قضاها النظام التركي تحت ظل العلمانية الأتاتوركية في حرب طاحنة مع حزب العمال الكردستاني المتخذ من جبال قنديل الوعرة معقلاً له.
فبعد أن طالب العلويون بحقوقهم الدينية عبر نشاطات ووسائل ضغط أجبرت رئيس الجمهورية عبد الله جول إلى زيارة أحد مراكزهم المسماة ببيت الجمع والتي يطالب العلويون بمنحها وضعية المساجد ، والحكومة التركية ترفض ذلك بشدة ، بعد تحرك العلويين خرجت الطائفة الأشد خطورة وهي الطائفة الجعفرية  وعقدت مؤتمراً كبيراً لها بأكبر فنادق اسطنبول الأسبوع الماضي ، وشارك في جلساته التي وصفت بالسرية عدد من المهتمين بالشأن الشيعي في تركيا من المثقفين والعلماء الشيعة ، كما حضر الجلسات شخصيات شيعية من خارج تركيا منهم إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي السابق ، وهو شخصية طائفية خطيرة كان لها أبعد الأثر في إذكاء نار الطائفية بالعراق مما يوحي بدلالات كثيرة على رأسها أنه مؤتمر لتأجيج الطائفية في بلد لم يعرف الطائفية منذ مئات السنين.

وقد أعلن زعيم الشيعة الأتراك "أوز غوندرور" وثيقة موجهة للحكومة التركية تشتمل على عدة مطالب وصفها كثير من المراقبين بأنها استفزازية و لا تتناسب مع حجم الأقلية الشيعية في البلاد كثيفة السكان [ 2 مليون شيعي من إجمالي 65 مليون مسلم ] إذ طالب بعدم المساس أو التعرض ولو بالمراقبة الإدارية  للمؤسسات الدينية الجعفرية من حوزات و حسينيات و مدارس، وعدم التعرض لدورات القرآن الشيعي الذي يدرس فيها، وإدخال المواد الدينية الجعفرية في المناهج الدراسية ، على أن يقوم علماء الجعفرية أنفسهم بوضع المنهج ، وإضافة المذهب الجعفري في الجامعات الشرعية ، والسماح بنشر الفكر الشيعي الجعفري في وسائل الإعلام ، كما صرح صلاح الدين أنه يرفض دمج  العلماء الشيعة في الرياسة الدينية القائمة والتي يتزعمها السنة الأحناف ، بدعوى أن هذا يتعارض مع تعاليم المذهب الجعفري  ، وغيرها من المطالب الجريئة التي أحدثت حراكاً سياسياً واسع النطاق في تركيا.
إيران الشيعية و تركيا السنية
الأقلية الشيعية في تركيا لم يسمع صوتها أيام الحكم العلماني للبلاد وذلك لأنها دوماً ما كانت في ركاب حكم العسكر ومن يولونه من أزلام العلمانية في تركيا ، وكان الشيعة وقتها يؤيدون العلمانية ويتخوفون من أي ثورة إسلامية أو نظام إسلامي سيستهدف خصوصيتها الدينية المخالفة بنسبة كبيرة  لدين الأغلبية ــ الإسلام ــ وخاصة وأن تركيا خلال الحكم العلماني كانت دائماً ما تتجه شمالاً ناحية أوروبا ، ولا تبالي بقضايا العالم الإسلامي من قريب أو بعيد، بل كانت جزءً من المنظومة العالمية المعادية للأمة الإسلامية.
ولقد أفرزت حرب العراق بعداً جديداً في الصراع بمنطقة قلب العالم الإسلامي ، هذا البعد هو البعد الطائفي الديني ، وهو البعد الذي لعبت إيران دوراً كبيراً في إبرازه على الساحة لتتمكن من خلاله من السيطرة علي المنطقة بأسرها بورقة الأقليات الشيعية المنتشرة في المنطقة بأسرها مثل القنابل الموقوتة، والتي يتحكم في توقيت انفجارها ملالي إيران وقادة الحرس الثوري، وذلك في قبالة عالم مترامي من المسلمين السنة ولكن يسودهم التفرق والاختلاف، لا يجمعهم رأي ولا تحكمهم مرجعية ، مما جعل إيران تسير قدماً في تنفيذ خططها الرامية لبناء تحالف الهلال الشيعي واستعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية التي كانت تحكم العرب قديماً قبل الإسلام.
ومنذ حرب العراق وما تلاها من تداعيات طائفية رهيبة، أصبحت لإيران كلمة الفصل في مصائر العراق بالتعاون مع الاحتلال ، ولم تكن من دول المنطقة دولة مرشحة للتصدي للهيمنة الإيرانية المتنامية، فمصر مثلاً أكبر قوة عربية انكفأت على نفسها وداخل حدودها لكثرة مشاكلها الداخلية وتدهور اقتصادياتها بأزماتها المتتالية، والسعودية رأس العالم السني اختارت الانشغال بمحاربة الإرهاب، كما أخرجت لها إيران خطراً جديداً على الحدود هو خطر الحوثيين الشيعة ، في حين تم تحييد باكستان بمشاكلها الداخلية الكثيرة ، ومن ثم خلت الساحة لإيران .
في ظل هذا الوضع الملائم جداً للصعود الإيراني بلا منافس ، ظهرت القوة التركية الجديدة تحت حكم العدالة والتنمية و التي دخلت بكل ثقلها في ملفات العالم الإسلامي عموماً والعربي خصوصاً ، وارتفعت أسهم تركيا لتبوء كرسي الصدارة في قبالة إيران ، ووضح منذ البداية التعارض بين سياسة إيران الرامية لتمزيق العالم السني العربي ، ونشر التشيع فيه ، وإيقاظ دعاوى الفتن الطائفية، وسياسة تركيا الرامية لكسب ود الدول العربية والإسلامية ، شعوباً وحكومات ، ومواجهة مشاريع التفتيت الإيراني والأمريكي للدول العربية الكبرى  مثل مصر والسعودية و العراق  والسودان واليمن والجزائر ، والعمل على تصفية أي خلافات عالقة مع دول المنطقة ، ومخالفة النهج الإيراني شديد العدائية في التعامل مع دول المنطقة، بل حاولت تركيا استقطاب سوريا وحركة حماس للخروج من فلك النفوذ الإيراني للتأثير الشديد الذي سيتركه هذا التحالف لو بقي على مستقبل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي .
 وعلى الرغم من أن إيران وتركيا تجمعهم بعض الملفات مثل ملف الأكراد ، وتحاول الحكومة التركية ألا تقف موقف العداء الظاهر لإيران حتى الآن لمصالح استراتيجية تراها , ولكن الذي  يفرقهم أكثر بكثير مما يجمعهم ، ومن ثم بدأت إيران في تحريك طابورها الخامس داخل تركيا وتلعب ورقة الأقليات الشيعية مهضومة الجانب ، فبدأت المطالب الشيعية والمؤتمرات ، بل وصل الأمر لتحريك مظاهرات شيعية صاخبة منددة بالهجوم السعودي علي معاقل الحوثيين باليمن ، وقد سجلت هذه المظاهرات بعداً طائفياً خطيراً لم تكن تعرفه تركيا من قبل، في إشارة صريحة وليست ضمنية لحكومة أردوجان وجول أن أيدي الأخطبوط الإيراني طويلة وموجودة في كل مكان ، وعلى أتم استعداد لتفجير الوضع الداخلي في أي بلد مهما كان حتى ولو بلد بحجم وقوة تركيا .
التشيع يغزو تركيا .. إنشاء أول "مجمع ديني وثقافي شيعي" في تركيا

شبكة الدفاع عن السنة /موسوعة الرشيد:
وضع حجر الأساس لأول مجمع شيعي ثقافي كبير، أمس الأحد، في العاصمة التركية اسطنبول، برعاية رئيس البلدية الكبرى قادر طوب باش وشارك في الافتتاح رجال دين شيعة من إيران في مقدمتهم الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت "محمد حسن أختري" وشخصيات سياسية شيعة من العراق على رئسهم رئيس الحكومة السابقة وزعيم الائتلاف الجديد "إبراهيم الجعفري" ووزير الشباب و الرياضة "جاسم محمد

وقالت جريدة "يني شفق": (إن نحو 10 ألاف شخص قدموا من جميع أنحاء تركيا للمشاركة في الحفل وضع حجر الأساس للمجمع الذي سيكون اكبر مركز ديني شيعي وثقافي في أوروبا
وقال زعيم الطائفة الشيعية في اسطنبول صلاح الدين اوزغوندوز: (إن المجمع سيكون قاعدة للسلام) على حد زعمه
وسيكون المجمع الشيعي في "محلة خلقاني" في اسطنبول، وتعرف هذه المنطقة باسم " المحلة الزينبية"، وسيحمل اسم "الجامع والمركز الثقافي الزينبي
وتبلغ مساحة المجمع الشيعي 55000 م2 ، وسيضم مصلى كبير يتسع 10الاف شخص ومركزاً ثقافياً ومحطتي إذاعة و تلفزيون ومطعماً ومواقف للسيارات تحت الأرض
ولم تعرف كلفته الإجمالية حتى ألان ولا الجهة التي تمول المشروع
ومن الجدير بالذكر إن هذا الحدث هو الأول من نوعه في تأريخ تركيا، وبين هذا الحدث مدى الحضور الشيعي في هذا البلد السني، وماذا سيعكس هذا الحدث ؟

مسار جديد للمسألة العلوية في تركيا
اتخذت المسألة العلوية في تركيا بالآونة الأخيرة منحى جديد بعدما أعلنت الحكومة التركية أنها تسعى لتحسين أوضاع العلويين في البلاد فيما تصاعد خطاب الأقلية العلوية بحدة معلنة على أنه حان الوقت لوضع نهاية لهذه المشكلة.وتعتبر المسألة العلوية مشكلة مفتوحة جديدة تضاف إلى مشكلات كثيرة تقع في صلب هوية تركيا وإذا كان النظام العلماني فشل في إرساء علمانية حقيقية فإن حزب العدالة والتنمية الذي يحاول إرساء ديمقراطية حقيقية وتقديم نموذج على أن التجربة التركية في ظل الإسلاميين حقيقية وليست لفظية في الاعتراف بالآخر يريد إيجاد حل لهذه المشكلة.التقارير الواردة من هنا تفيد أن العلويين اليوم يسعون لتجاوز المطالب الشكلية السابقة التي كانت تختصر في فقط الاعتراف بهم كأقلية مسلمة والاعتراف بحقهم في أن يتمثلوا في رئاسة الشئون الدينية أسوة بالسنة أو السماح لهم بإنشاء مجلس ديني خاصة بهم حيث هناك توجه جامح وكاسح في أوساط العلويين إن لم يعترف بهم كأكبر الأقليات المسلمة بعد السنة في تركيا وإشراكهم في صناعة القرار فإنهم سوف يتوجهون لرفع رسالة إلى المفوضية الأوربية لتشكيل كيان خاص بهم أو العمل بسياسة المحاصصة على غرار ما يجري في العراق في أن يكون لهم مناصب وزارية عليا وسيادية ووزراء ونواب في البرلمان كانت في السابق تحتكرها الأحزاب اليسارية ووفقا لحجمهم السكاني.نعم هناك بعض التحسن في ممارسة الطقوس الدينية والأداء المذهبي إلا ذلك لم يكن بالشكل الذي يضمن لهم حقوقهم بالتساوي مع بقية المذاهب وخاصة السنة فقد وصل الكاتب العلوي المشهور"رها جامور أوغلو" إلى قبة البرلمان التركي كنائب عن حزب العدالة والتنمية وكممثل للعلويين الأتراك في البرلمان.وبعد مشاركة رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان في الأول من محرم في إفطار للعلويين في أنقرة ( إردوغان أول رئيس وزراء تركي يشارك في مثل هذه الإفطارات) بدرت إشارات إلى عزم الحكومة التركية إلى دعوة كافة الجمعيات والأوقاف العلوية في تركيا إلى اجتماع موسع لبحث تفاصيل المشروع الانفتاحي المنتظر الذي أعلنت عنه حكومة حزب العدالة والتنمية مؤخرا ووجد أصدءا كبيرة في البلاد.ومن المنتظر أن يشرف على تنظيم الاجتماع النائبين العلويين في الحكومة إبراهيم يغيت وريها شامورلو أوغلو.وكان (رئيس الوزراء) رجب طيب إردوغان قد قال في تصريح صحفي (يجب ألا نبقى بعيدين عن مطالب الجمعيات العلوية) وهي التصريحات التي دفعت بالعلويين في تركيا إلى التحرك السريع للحصول على حقوق أكبر في البلاد.وذكرت صحيفة "حرييت" كبرى الصحف التركية أن إبراهيم يغيت وريها شامورلو أوغلو بدءاً بتحضير تقرير يتضمن اقتراحات عملية للبدء بمشروع الانفتاح العلوي في تركيا أملا بحل كل المشاكل العلوية خلال عامين. وقالت الصحيفة أنه سيتم دعوة كل الجمعيات والأوقاف العلوية في تركيا إلى اجتماع لاستشارتها والاستماع إلى أرائها حول التقرير قبل إعطائه الشكل النهائي. كما سيعقد النائب ريها شامورلو أوغلو مؤتمرا صحفيا في الأيام القادمة يتعلق بهذا الموضوع. وذكرت الصحيفة أن المعالم الأولية للتقرير بدأت تظهر شيئا فشيئا حيث سيتم تشكيل مؤسسة في الدولة لتمثيل العلويين تحت اسم "المديرية العامة لشئون العلويين" على أن تكون تابعة إما لرئاسة الوزراء أو لرئاسة الجمهورية.وقالت الصحيفة أن المعلومات الأولية تفيد بأن ثلاثة ألاف موظف سوف يعملون في هذه المديرية وربما يزيد عن ذلك بينما ستخصص الدولة ميزانية ما بين 2 إلى 3 مليون ليرة تركية (أي حوالي المليوني دولار). كما ذكرت الجريدة أن التقرير يقترح إقامة معاهد خاصة للمحافظين العلويين يتم فيها تدريس "علم الاجتماع في الدين العلوي" و"تاريخ الدين العلوي" و"الخبراء العلويين" وتدرس في بنيته أيضا العلوم الأكاديمية والبحث في الدين العلوي. وطبقا للجريدة، فإن أهم خطوة في هذا المشروع الانفتاحي هو السماح بتأسيس "ديار علوية" ضخمة في كبرى المدن التركية مثل اسطنبول أنقرة وأزمير بينما تتكفل المديرية العلوية في الدولة بمصاريف إنشاء هذا الديار بالمقابل سوف يطلب من البلديات تسهيل مسألة شراء الأراضي على العلويين.

مطالب الأقلية العلوية في تركيا،،،

تمثيلهم في رئاسة الشؤون الدينية-أعلى هيئة دينية في تركيا-والتي تقتصر على المسلمين السنة،أو إقامة مجلس مذهبي خاص بهم وهذا ما تعارضه الدولة،مساهمة الدولة في تمويل إنشاء "بيوت الجمع" وهي مراكز العبادة لدى العلويين،إلغاء درس الدين الإجباري في المدارس والذي يقتصر على إعطاء المذهب الحنفي، أو إضافة التعليم العلوي إلى منهاج المادة التعليمية.هذا ولم يحصل العلويون من النظام العلماني الذي ساندوه طوال ثمانين عاما على أي مطلب وعندما وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002 واجه العلويون وضعا جديدا ولكن في الوقت نفسه كان الأمل يزداد لديهم ليس لـ "كرم" حزب العدالة والتنمية بل لأن عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كانت تتضمن شروطا أوروبية بمنح الأقليات المسلمة حقوقهم والمعني هنا تحديدا الأقلية العلوية.وهكذا وجد حزب العدالة والتنمية وهو يحث السير على طريق الاتحاد الأوروبي في مواجهة تحديات من نوع جديد مثل الحقوق الكردية والحقوق العلوية والحقوق المسيحية وما إلى ذلك.ويقدر العلويون في تركيا بثلث السكان ويتوزعون على ثلاثة أعراق العرب والأكراد ثم الأتراك.وقد كان العلويون يقترعون عادة للأحزاب العلمانية اليسارية التي لا يوجد في صفوفها محافظون أو إسلاميون ولكن منذ أن بدأ العلويون بالمطالبة إما بالتمثل في رئاسة الشئون الدينية القائمة أو بإنشاء مجلس خاص بهم وهم يواجهون بالرفض من كل الأحزاب ومن بينها الأحزاب العلمانية اليسارية .. وهو الأمر الذي دفعهم خلافا للسابق إلى عدم التصويت لصالح الأحزاب العلمانية اليسارية.

رحلة العلويين في تركيا،،

رغم التحسن الكبير الذي طرأ على وضع المجتمع العلوي في تركيا استمر العلويون في حذرهم من السلطة واستمروا بعيدين عن الوظائف العليا وعاطلين عن العمـل خاصة أن معظمهم كان يقطن بعيدا عن الغرب التركي والمدن الكبرى مثـل اسطنبول وأنقرة وكان مدى انفتاح الدولة على الإسلاميين أو عدم انفتاحها مقياسا لتقدم العلاقة أو تراجعها بينها وبين العلويين. وعادت مخاوف العلويين إلى الظهور في الفترات التي كانت تشهد ميلا إسلاميا لدى الحكومات التركية مع "السياسة الإسلاميـة" التي اتبعها رئيس حكومات الخمسينات عدنان مندريس وحكومات الائتلاف التي شارك فيها حزب السلامة الوطني الإسلامي بزعامة نجم الدين أربكان في السبعينات وكذلك البعد الإسلامي من سياسات رئيس الحكومة فرئيس الجمهورية تورغوت أوزال في الثمانينات ومطلع التسعينات وقد مارس النظام التركي عموما من جهـة تشددا علمانيا حيال الحركات الإسلاميـة فيما كان النظام نفسه يتحرك من جهة ثانية، بـ "ذهنية إسلامية سنية" حيال العلويين بحيث كان يشعر هؤلاء بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية.ويعتبر انقلاب 12 أيلول 1980 محطة سوداء في تاريخ العلويين إذ أقر النظام العسكري الجديد في سياق تعزيز الاتجاهات الإسلامية السنية إدخال تدريس الدين مادة إلزاميـة في جميع المدارس مع تضمينها في دستور العام 1982 الذي ما زال معمولا بـه حتى الآن كما شجع هذا النظام تشييد الجوامع في القرى والمناطق العلوية وقد أصابت ممارسات إنقلابيي 1980 بأذى بالغ أحزاب اليسار العلماني وانعكس ذلك على العلويين الذين كانوا يشكلون القاعدة الأساسية والعريضة لهذه الأحزاب.
وأخيرا,,,

تحتل المشكلة العلوية مكانا بارزا في لائحة القضايا المصيرية التي تشغل بال تركيا إضافة إلى المسألة الكردية والنزاع العلماني-الإسلامي والمشكلات الاقتصادية والإقليمية ويرى الخبراء السياسيين أنه على ضوء المسار الذي ستتخذه المسألة العلوية، يتوقف جانب كبير من صورة الدولة والمجتمع والكيان وبالتالي مستقبل تركيا.
موقع المسلم







انهيار العلاقة بين أردوغان والأسد
الأسد يهدد بعلويي تركيا والتحالف مع الجيش
وعلويو تركيا ينصحون علويي سورية بالتخلي عن الأسد
أنقرة / خاص

هدد مقربون من الرئيس الأسد من الطائفة العلوية بتفجير تركيا إذا استمرت ضغوط أردوغان على النظام السوري لتغيير اتجاهه وفرض إصلاحات سوف تنتهي بإلغائه كما يقولون وإعادة الحكم للأكثرية السنية وحلفائها .
وقالت أنباء من أنقرة إن تقارير من سورية نقلت هذه التهديدات وإن عنوانها كان تحريك الطائفة العلوية في تركيا التي تعد فيما يقولون أربعة عشر مليون مواطن ثم التحالف مع الجيش التركي لتصفية حزب أردوغان وإنهاء مرحلته .
ويعتقد أصحاب التهديد أن إلغاء تأشيرات الدخول بين تركيا وسورية يخدم هذا الغرض ويتيح لأنصار النظام في دمشق حرية التنقل والحركة والتحريض .
من نحو آخر فقد أكدت أوساط تركية متابعة لما يجري أن تركيا قادرة على تغيير النظام في سورية خلال أيام غير أنها تمتنع عن الدخل في هذه اللعبة لأن مشروع انفتاحها على المنطقة يستهدف أبعادا تتجاوز هذه الحرتقات .
ويقول خبراء متابعون لما يجري إن النظام في سورية لايملك السيطرة على علويي سورية ليهدد بعلويي تركيا الذين يختلفون عنهم كثيرا ويعتبرون أنفسهم أتراكا ذوي مطالب وطنية لا أقلية ذات مطالب انفصالية أو مشروع تقسيمي .

ويؤكد متابعو الملف التركي السوري أن العلاقة بين أنقرة ودمشق تمر بأسوأ مراحلها وأن حزب العدالة والتنمية التركي يعتقد أن رهانه السوري كان خاسرا وأن نظام الأسد يأخذ منه ولايعطيه لأنه لايملك شيئا حقيقيا على الأرض غير أجهزة القمع .
وقد تنادى قياديون علويون في تركيا للإتصال بعلويي سورية وإبلاغهم أن سياسة الأسد تراهن بهم على فساد النظام وتحميلهم المسؤولية وأنهم هم من سيدفع الثمن . وتنصح القيادات العلوية التركية قيادات العلويين في سورية بالإنفصال عن نظام الأسد وتركه يواجه مصيره لئلا تكون الطائفة هي الضحية .  
 المحرر العربي


وهكذا نرى أن العلويون منهم نسبة كبيرة تنتمي إلى الأكراد والأكراد أكبر مشكلة تؤرق تركيا  كما أن العلويين يضمون أعراقا أخرى من المجتمع التركي  فإذا تم جمعهم وتنظيمهم وتسيسهم  بكل أطيافهم تحت راية العلوية لمصلحة جهات خارجية  عندئذ سيكونون شوكة في ظهر المجتمع التركي في المستقبل وهذا مايبدو أنه يعد له في الخفاء ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) .

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية