الأحد، 15 فبراير 2015

الجزء الثاني الفصل الرابع والخامس

الفصل الرابع
الانتخابات العامة 2011 م

كانت انتخابات هذا العام ثالث انتخابات يخوضها حزب العدالة والتنمية منذ تأسيسه  وكانت تشكل تحديا جديدا له  ومن أبرز المشروعات التي كان ينوي تنفيذها بعد الانتخابات مشروع تعديل الدستور لذلك سعى إلى كسب الأصوات اللازمة لتعديل الدستور دون أن يتمكن الخصوم من عرقلة هذا المشروع  ولكن ذلك لم يتحقق له فقد رماه الخصوم عن قوس واحدة وألقوا بكل ثقلهم دون إحرازه للأغلبية اللازمة  ولحكمة أرادها الله نجح الأعداء في مسعاهم 
وقد أجريت الانتخابات في وقت كانت الثورة الشعبية في سوريا ضد نظام الأسد تتصاعد وكان اللاجئون السوريون بالالآف يعبرون الحدود  وكانت العلاقة مع النظام السوري تزداد سوءا ( وأشعر أن النظام السوري حرك حلفاءه في تركيا ليقفوا ضد أردوغان  ويعرقلوا نجاحه )
وكان لهذه الإنتخابات دوي كبير في العالم العربي والاسلامي فقد كانت نجاحا ساحقا لأردوغان  حيث تمكن لأول مرة في تاريخ تركيا أن يفوز في ثلاث دورات متتالية وفي كل دورة تزداد أعداد الناخبين له  ويتمكن من تشكيل الحكومة منفردا .
وفيما يلي بعض الأخبار والتقارير والمقالات التي غطت تلك الانتخابات  توضح الصورة بشكل أفضل

انتخابات حاسمة في تركيا.. لماذا؟

صباح غد الاثنين، سوف يستيقظ الأتراك على واقع جديد لبلادهم بعد انتهاء الانتخابات العامة التي تجري اليوم (12 يونيو2011)، وبعد أن يتم الإعلان عن الفوز الثالث لحزب العدالة والتنمية الحاكم لأول مرة في تاريخ تركيا الحديثة يفوز فيها حزب حاكم بأغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة منفرداً. أما صباح اليوم الأحد فسيتوجه الناخبون الأتراك للإدلاء بأصواتهم فيا يعتبرونه انتخابات"حاسمة" يشارك فيها 15 حزباً، و7.695 مرشحاً يتنافسون على 550 مقعداً هي مجموع مقاعد البرلمان، ويبلغ عدد من لهم حق التصويت 50 مليونا و189 ألف ناخب.
لو أنك زرت تركيا كما فعلت أنا في الأسابيع القليلة الماضية لوجدت أنها تعيش في «عرس ديمقراطي» مبهر، وسوف تتمنى -وخاصة إن كنت عربياً مثلي- أن يأتي اليوم الذي تنعم فيه بلادنا بهذه النعمة التي تسمى «الانتخابات الديمقراطية الحرة»؛ حيث الفرص متساوية أمام جميع الأحزاب المتنافسة كي تعرض برامجها على الموطنين بمختلف وسائل الإعلام، وبحرية تامة. ولكنك قد تفاجأ مثلي بمن يقول لك إنه غير راض عن الديمقراطية التركية حتى الآن، ففي رأي د.خديجة -أستاذة القانون الخاص بالأكاديمية الوطنية التركية للشرطة- أن الديمقراطية لم تتجذر في الممارسات الاجتماعية، وقالت أيضاً إن تقاليد الحوار وقبول الرأي الآخر لا تزال ضعيفة، ولا تزال الأحزاب السياسية منعزلة عن هموم المواطنين، ومتجهة فقط إلى الاستحواذ على السلطة. وتقول: «الديمقراطية تفترض التعددية، والشفافية، والثقافة المجتمعية القائمة على مباديء الحوار واحترام الآخر، ومجتمعنا لا يزال بعيد عن ذلك». ولا تستثني خديجة حزب العدالة من بعض الانتقادات التي تشير فيها إلى ضيق صدر أردوغان بمنتقديه يوما بعد يوم، وزجه بأعداد من الصحفيين في السجن لتطاولهم على شخصه.
ولكن خديجة وهي تعبر عن آراء غير حزبية في تركيا، تؤكد ـ من جهة أخرى ـ أن أفضل الأحزاب هو العدالة والتنمية، وأن الأحزاب الأخرى تعاني من الإفلاس، وتضرب مثلاً بنكتة سياسية يتداولها النشطاء السياسيون على مواقع التواصل الاجتماعي ، وهي تقول على لسان أحمد كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري أقوى أحزاب المعارضة إن «الانتخابات في شهر رجب (الحالي) مؤامرة من «رجب» رئيس الحكومة، يريد أن يستغل بها مشاعر المواطنين الدينية!!. وهذا يذكرك بالحجج التي تسوقها القوى السياسية العلمانية الفاشلة لتبرر بها إخفاقاتها المتكررة في مواجهة التيارات الإسلامية في البلدان العربية.
نتائج آخر استطلاع قامت به مؤسسة كوندا «CONDA» تقول إن العدالة والتنمية سيفوز بـ 46.5 في المئة، وسيفوز منافسه القوي حزب الشعب الجمهوري بـ 26.8 في المئة، وحزب الحركة القومية بـ 10.8، أما حزب السلام الديمقراطي (ذي النزعة الكردية) فسوف يحصل على 6.7 في المئة فقط ما يعني أنه سيخرج من البرلمان القادم لعدم تحقيقه نسبة 10 في المئة التي تسمح له بالتواجد فيه طبقاً للقانون. مؤسسة «كوندا» أجرت هذا الاستطلاع في الفترة من 3ـ 5 يونيو الجاري، ضمن سلسلة استطلاعات بلغت 16 حلقة بدأتها حول هذا الموضوع في مارس 2010، وشملت حتى هذا الاستطلاع الأخير 46.000 من المواطنين الأتراك. ولهذا فإن هذه النتائج تحظى بدرجة عالية من المصداقية لدى مختلف الأوساط السياسية والإعلامية التركية.
في تركيا يقولون إن هذه الانتخابات حاسمة: فإما أن يقرر الشعب التخلص نهائياً من بقايا الدولة العميقة والنظام التسلطي، وإما أن تنتكس الجهود الرامية إلى تحقيق هذا الهدف.
أسباب الحسم في هذه الانتخابات متعددة، وهي تتلخص في أن الأتراك يرغبون في الاطمئنان على مستقبل بلدهم لعشرين عاما قادمة، ويرون أن ذلك يتطلب الحسم في ثلاث قضايا كبرى هي:
1ـ إعادة كتابة دستور للبلاد يضعها في مصاف الدول الديمقراطية الراسخة.
2ـ وحل المسألة الكردية حلاً على أسس ديمقراطية وعادلة.
3ـ وتأمين مصادر مستدامة للطاقة إلى جانب مستويات معيشية وخدمات عامة وفرص عمل مناسبة لأغلبية المواطنين.
مسألة كتابة دستور جديد للبلاد؛ باتت مرهونة بفوز حزب العدالة والتنمية الحاكم بنسبة كبيرة تمكنه من صوغ هذا الدستور وفق معايير الديمقراطية وحقوق الإنسان دون أن تتمكن أحزاب المعارضة التقليدية من عرقلته. ولاحظ معي أن المجتمع السياسي التركي (حكومة ومعارضة) مضى في الإصلاحات السياسية والاقتصادية وحقق إنجازات هائلة داخليا وخارجياً على مدى السنوات التسع الماضية من حكم العدالة والتنمية. ولم يتوقفوا (لا حكومة ولا معارضة) بحجة أن الدستور أولاً ـ كما يفعل البعض عندنا ـ بينما هم في حقيقة يخفون فشلهم وعجزهم عن طرح برامج إصلاحية تقبل التطبيق وتحقق مصلحة القطاعات الواسعة من المواطنين.
حزب العدالة والتنمية يبدو من خطابه السياسي وبرنامجه الانتخابي أنه قد سئم من الحوار مع أحزاب المعارضة ومن تعاونها في إنجاز مشروع الدستور الجديد. وهذا ما نقرأه مثلاً في تأكيد رجب طيب أردوغان في حملاته الانتخابية على أن حزبه يسعى للفوز بثلثي مقاعد البرلمان؛ أي بـ367 من 550 مقعداً، وبنسبة 66 في المئة من تلك المقاعد تقريباً، أو ما يعادل 52 في المئة من أصوات الناخبين!. ولكن هذه النسبة تبدو غير واقعية وغير ممكنة في ظل احتدام المنافسة واحتشاد خصوم العدالة والتنمية، إلى جانب بعض السلبيات التي بدأت تتسرب إلى داخل حزب العدالة ذاته، بما في ذلك دخول بعض العناصر الانتهازية الساعية لتحقيق منافع خاصة على حساب المنفعة العامة. ومع ذلك فإن الممكن الذي تكاد تجمع عليه استطلاعات الرأي هو الحزب سيفوز بنسبة لا تقل عما حققه في انتخابات 2007 وهي حوالي 47 في المئة من مقاعد البرلمان.
رسمياً تقول أحزاب المعارضة إن انفراد حزب العدالة بوضع دستور جديد أمر غير ديمقراطي. ويرد حزب العدالة على ذلك بالتأكيد على أنه حتى لو فاز الحزب بأغلبية ثلثي مقاعد البرلمان التي تمكنه من تمرير الدستور الجديد منفرداً؛ فإنه سوف يطرحه لاستفتاء شعبي، وسوف يشكل ـ قبل ذلك ـ لجنة دستورية تضم أعضاء من الأحزاب الممثلة في البرلمان، وتستمع إلى اقتراحات وأفكار مؤسسات المجتمع المدني وأساتذة القانون ورجال الفكر والسياسة وقادة الرأي.
في الواقع أن ما يجعل أحزاب المعارضة تقف بقوة ضد مشروع دستور جديد لتركيا هو أن تحقيق هذا الهدف يعني ببساطة طي صفحة الاستعلاء النخبوي الذي مارسته هذه الأحزاب على الشعب لعقود طويلة صاحبها الفشل وانتشر فيها الفساد وتدهورت الأحوال المعيشية لأغلبية المواطنين.الشعارات الانتحابية لا تزال تحمل هذا النفس الاستعلائي؛ أحدها لحزب الشعب الجمهوري يقول:» لن أصوت لحزب العدالة لأن لدي عقل»، وآخر يقول « لا نريد رعاة الغنم ولا رجب»، ومثل هذه الشعارات تزدري ما يقرب من 17 مليونا تركيا يصوتون لحزب العدالة والتنمية!.
والمثير في المشهد الانتخابي التركي خلال الأسابيع الماضية ليس فقط اصطفاف أحزاب متناقضة فكرياً وأيديولوجياً في خندق واحد ضد حزب العدالة والتنمية (حزب الشعب الجمهوري اليساري النزعة، مع حزب الحركة القومية المتشدد، مع حزب السلام الديمقراطي الكردي...إلخ) لتخفيض نسبة نجاحه المرتقب؛ وإنما الملفت أيضاً تأييد أوساط نافذة في الإعلام الأوربي لتلك الأحزاب في مواجهة حزب العدالة.
مجلة «ذي أكونوميست» البريطانية النافذة ـ في عددها الصادر بتاريخ2 يونيو الجاري ـ دعت الأتراك صراحة إلى التصويت لصالح حزب الشعب الجمهوري المعارض، معتبرة أن إعادة انتخاب حزب العدالة والتنمية «مثير للقلق.. ليس لأسباب دينية وإنما ديمقراطية» بحسب قولها؛ الأمر الذي دفع أردوغان إلى شن هجوم شرس ضد المجلة أثناء جولته الانتخابية في مدينة قونيا، وربط بين المجلة و"إسرائيل" وخصمه السياسي زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدارأوغلو، الذي سبق أن أرسل تهنئة لـ"إسرائيل" بمناسبة إعلان قيامها في 15 مايو الماضي. ومن جانبه قام وزير الخارجية أحمد داود أوغلو -الذي يخوض الانتخابات البرلمانية في مدينة قونيا- بتوجيه الاتهام إلى الإيكونوميست بانتهاك أخلاقيات الصحافة الدولية.
أما بالنسبة للقضية الكردية، فلدى حزب العدالة والتنمية رؤية لحلها حلاً شاملاً في إطار وحدة الدولة التركية وعلى أسس منفتحة تتجاوز سلبيات السياسات القومية المتشدد التي مارستها الحكومات الكمالية منذ تأسيس الجمهورية، وأدت إلى تهميش المناطق الشرقية من البلاد التي يقطنها الأكراد، وحرمت أغلبيتهم من التعليم والرعاية الصحية والمشروعات الإنتاجية. وفي رأي الدكتورة خديجة أن الأحزاب الكردية لم تفعل شيئاً للأكراد، ولا تعنيها مشكلات الأمية والمرض والبطالة التي يعاني منها أبناء الأكراد. وترى أن هذه الأحزاب تسعى فقط لمنافع خاصة وسلطوية، ولهذا ـ والكلام لها ـ فإن أغلب الأكراد يرون أن أفضل الأحزاب هو حزب العدالة والتنمية؛ لأنه قادر على استيعابهم في النظام السياسي وحل مشكلاتهم على أسس ديمقراطية. وقالت أنا شخصياً سأصوت للعدالة والتنمية في هذه الانتخابات.
القضايا الاقتصادية هي الأسهل بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، وإنجازاته فيها هي حجته الأقوى التي يواجه بها خصومه السياسيين المنافسين له. فهو لا يحتاج إلى جهد كبير لإقناع الناخب التركي بأنه «بطل الاستقرار»، وأن مستقبله معه وليس مع أحزاب المعارضة. وما تحقق على مدى السنوات التسع الماضية يؤكد نجاح حكومة أردوغان في تطوير الأداء الاقتصادي وإعادة توزيع الثروة وفق سياسات أكثر عدالة وتوازنا من ذي قبل، إضافة إلى تحقيق معدلات عالية للتنمية بلغت 8.9 في المئة في العام 2010 ، مع تراجع نسبة البطالة إلى 11.5 في المئة في الفصل الأول من هذا العام 2011.
أحزاب المعارضة الرئيسية، باتت مقتنعة ـ فيما يبدو ـ هي الأخرى بأن فوز حزب العدالة والتنمية أمر محقق؛ ومع هذا فإنها لم تيأس من محاولة وضع العصي في عجلة الإصلاح التي تقودها حكومة أردوغان. فالشغل الشاغل لهذه الأحزاب وفي مقدمتها حزب الشعب الجمهوري، تركز خلال الأسابيع الماضية باتجاه واحد فقط هو «محاولة تخفيض نسبة نجاح الحزب الحاكم» إلى ما دون نسبة 47 في المئة التي حصل عليها في الانتخابات السابقة سنة 2007. نعم تتمنى أحزاب المعارضة التركية إسقاط حزب العدالة في هذه الانتخابات، ولكنها تعرف أن أمنيتها هذه مجرد سراب لا يمكن إدراكه هذه المرة على الأقل.
كنت أظن أن موقف الحكومة التركية من الثورات العربية سيكون حاضراً بقوة في اهتمامات الأحزاب المتنافسة والناخبين في تركيا، ولكن هذا الحضور ليس بالقوة التي كنت أتوقعها. هناك ترحيب شعبي واسع بالثورات العربية، ولكن هناك أيضاً توجساً من أن تؤدي النزاعات في بعض البلدان مثل سوريا وليبيا إلى التدخل الأجنبي. وأياً كانت تحفظاتنا على مواقف السياسة التركية تجاه الثورات العربية؛ فإن مسار تجربة التحول الديمقراطي التركي عبر صناديق الاقتراع تستحق منا المزيد من التأمل لنتعلم منها.
د. إبراهيم البيومي غانم - السبيل

الزيادة مستمرة
إستمرت الزيادة في عدد أصوات حزب العدالة و التنمية في ثلاثة إنتخابات متتالية.
ففي إنتخابات عام 2002 كانت نسبة أصوات حزب العدالة و التنمية تبلغ 34% ، و إرتفعت في إنتخابات عام 2007 إلى 47% ، أما في إنتخابات الأمس فإرتفعت إلى 50% .
وعلى الرغم من إرتفاع نسبة أصوات الحزب بمقدار 3% بالمقارنة مع الإنتخابات السابقة فإن عدد مقاعده البرلمانية تراجع من 341 إلى 326 مقعدا .
وأحرز حزب العدالة و التنمية المركز الأول في 66 محافظة ، فيما لم يفز أي من مرشحيه في ثلاث محافظات فقط .
وبينما رفع حزب الشعب الجمهوري نسبة أصواته من 20.1% إلى 25.9% رافعا بذلك عدد مقاعده إلى 135 مقعدا ، فقد تراجعت نسبة أصوات حزب الحركة القومية من 14.3% إلى 13% و تراجع بذلك عدد مقاعده من 71 إلى 53 مقعدا .
أما عدد النواب المستقلين فقد إرتفع إلى 36 بعد أن كان يبلغ في الإنتخابات السابقة 26 نائبا.
وأحرز حزب العدالة و التنمية الترتيب الأول في 66 محافظة ، مقابل سبع محافظات لحزب الشعب الجمهوري و سبع محافظات للمستقلين المدعومين من قبل حزب السلام و الديمقراطية. أما حزب الحركة القومية فقد احرز المركز ألول في محافظة " إغدر" فقط.
وقد حقق حزب العدالة و التنمية نجاحا باهرا في المدن الكبرى وفاز في 14 من اصل 16 مدينة كبرى. أما حزب الشعب الجمهوري فقد فاز في مدينة كبرى واحدة هي إزمير ، مقابل فوز المستقلين أيضا في مدينة كبرة واحدة هي دياربكر.
وقد حصد حزب العدالة و التنمية جميع المقاعد في 12 محافظة .
وتعذر على حزب الشعب الجمهوري نيل أية مقاعد في 31 محافظة ، فيما تعذر على حزب الحركة القومية نيل مقاعد في 47 محافظة.
هذا ولم يحصل حزب العدالة و التنمية على مقاعد في محافظات تونجلي و هكاري و إغدر


العدالة التركي يفوز بنصف البرلمان


قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن فوز حزبه في الانتخابات البرلمانية للمرة الثالثة على التوالي وبنسبة تزيد عن النسبة التي حققها في انتخابات 2007 يعتبر تأكيدا شعبيا على نجاحه في تمثيل جميع أطياف المجتمع التركي دون استثناء.
جاء ذلك في الخطاب الذي ألقاه أردوغان من على شرفة مقر حزب العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة بعد إعلان نتائج أكثر من 90% من الأصوات في الانتخابات التي أجريت أمس الأحد، وأوضحت النتائج أن حزب العدالة والتنمية فاز بأكثر من نصف مقاعد البرلمان.
وشدد أردوغان في خطابه الأحد على أن الانتخابات أكدت للعالم أيضا أن حزب العدالة والتنمية ليس كما يردد البعض حزبا إسلاميا بل هو حزب يعبر عن كافة أطياف المجتمع التركي دينيا وعرقيا، معربا عن تفاجئه بالنسبة التي حققها مرشحو الحزب في مختلف المقاطعات.
وبدا أردوغان حريصا على أن حزب العدالة والتنمية بحصوله على أصوات نصف الشعب التركي يدل مجددا على أنه حزب يتمتع بقاعدة شعبية عابرة لكافة مكونات المجتمع العرقية والدينية والمناطقية لأن الحزب -على حد تعبيره- قدم نفسه بديلا صحيحا والدليل أنه الحزب الوحيد في السلطة الذي رفع رصيده النيابي عن الانتخابات السابقة.
واللافت الأقوى في خطاب الفوز لدى أردوغان إشارته الواضحة إلى مواقف بلاده المساندة لقضايا الشرق الأوسط بقوله "إن هذه الانتخابات هي نصر للشعب التركي، وعندما تنتصر أنقرة تنتصر رام الله والقدس ودمشق" غامزا من قناة بعض الجهات الأوروبية التي قال إنها ليست سعيدة بفوز العدالة والتنمية في الانتخابات التركية.

فوز غير مكتمل

وحصل حزب العدالة والتنمية للمرة الثالثة على التوالي على حصة الأسد في الانتخابات التشريعية رافعا رصيده إلى 326 مقعدا توفر له تفويضا لتشكيل الحكومة ولكن لا تعطيه القدرة على تغيير الدستور كما كان يطمح.
فقد استقرت نتائج الانتخابات البرلمانية الرسمية عن فوز العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان بـ49.9% من أصوات الناخبين بواقع 326 مقعدا من أصل 550 أي أنه لم يصل إلى نسبة الثلثين الممثلة بـ367 صوتا والتي كانت -في حال فوزه بها- ستعطيه الضوء الأخضر لتغيير الدستور.
وجاء في المركز الثاني حزب الشعب الجمهوري بنسبة 25.9% ممثلة بـ135 مقعدا يليه حزب الحركة القومية بـ13% من الأصوات أي 53 مقعدا ثم المستقلون الأكراد بنسبة 6.6% أي 36 مقعدا.
يشار إلى نسبة الـ10% المنصوص عليها في الدستور كشرط لدخول الانتخاب تنطبق على الأحزاب وليس على الأفراد المستقلين الذين يعتبرون في حقيقة الأمر -في حال المستقلين الأكراد- نوابا غير رسميين لحزب السلام والديمقراطية الذي وبحسب شرط النسبة المئوية أصبح خارج البرلمان.
وقد صوتت لحزب العدالة والتنمية 65 ولاية أهمها إسطنبول وأنقرة وبورصا وقونيا وأنطاليا، فيما صوتت لحزب الشعب الجمهوري وأزمير وموغله وتونجلي وأدرنه وكرك ليرلي، تكيرداغ وأيدن، في حين كانت ولاية أيغدر من نصيب حزب الحركة القومية.
وكما كان متوقعا في بعض الولايات الجنوبية، سيطر المستقلون الأكراد في ماردين وشيرناك وهاكاري ووان وموش وديار بكر وباتمان، في حين خرج مرشحو الأحزاب الكردية خالي الوفاض تماما.
واللافت للنظر أن ولايات مثل أنطاليا وهاتاي ومرسين وجنه قلعة -محسوبة تقليديا على الشعب الجمهوري- صوتت الغالبية فيها للعدالة والتنمية.

المصدر: الجزيرة
تركيا مرشحة لجدل سياسي كبير حول صيغة وهوية الدستور الجديد

أردوغان الذي يستعد لتشكيل حكومته الجديدة يدرك أنّ تحديات كبيرة تنتظره لإنجاز ما وعد به المواطنين الأتراك خلال حملته الانتخابية،

جدّد الشعب التركي ثقته مرة أخرى برئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحزبه لولاية ثالثة، غير أنّ الناخبين الأتراك الذين صوتوا لصالح حزب العدالة والتنمية الحاكم بنسبة تناهز 50% لم يمكّنوا أردوغان من سلطة مطلقة في البرلمان بعد فوزه بـ 326 مقعدا فقط، رغم طموحه للفوز بـالأغلبية وهي 367 مقعدا أي ثلثي المقاعد.
لاشكّ أن أردوغان وحزبه قد برهن على أنه يحظى بشعبية واسعة، وأنه استطاع أن يكسب أصواتا من مختلف شرائح المجتمع التركي، الأمر الذي يعكس مساندة شعبية واضحة لما ينتهجه من سياسات وما حقّقته حكومة العدالة والتنمية من إنجازات كبيرة قدّرها الناخب التركي.
أردوغان الذي يستعد لتشكيل حكومته الجديدة يدرك أنّ تحديات كبيرة تنتظره لإنجاز ما وعد به المواطنين الأتراك خلال حملته الانتخابية، ومن أبرز ذلك صياغة دستور جديد لتركيا، ومواصلة مسيرة الإصلاحات السياسية ومحاربة الفساد والمافيا وإنهاء هيمنة المؤسسة العسكرية على القرار السياسي، والتقدم خطوات عملية نحو التوصل لحل سياسي وسلمي للقضية الكردية، وتأهيل الاقتصاد التركي للمرتبة العاشرة عالميا، وتعزيز مكانة تركيا ودورها الإقليمي.
معظم أحزاب المعارضة التركية تبدو متفقة على ضرورة صياغة دستور جديد لتركيا ينهي العمل بالدستور الحالي الذي سطّره الجنرالات الأتراك على مقاساتهم في آخر انقلاب عسكري قاموا به في مطلع الثمانينيات، لكن هذه الرؤية المشتركة قد لا تهيّئ الأرضية لتوافق بين مختلف الأحزاب التركية حول صيغة الدستور الجديد، وهو ما يجعل تركيا مرشحة لجدل سياسي كبير حول هوية الدستور المرتقب الذي يطرحه أردوغان.
لاشك أن حزب العدالة والتنمية الحاكم مطالب اليوم بتحقيق الحدّ الأدنى من التوافق مع مختلف الأحزاب السياسية والفعاليات المدنية والمؤسسات الدستورية، لاسيما القيادة العسكرية وجهاز القضاء لإجازة مسودة الدستور في البرلمان التركي، لكن أردوغان قد يجد نفسه مضطرّا للعودة مرّة أخرى للناخبين الأتراك في استفتاء شعبي حول مشروع الدستور في حال تعذّر عليه تأمين التوافق المطلوب وهو أمر يبدو غاية في الصعوبة أمام رغبة بعض الأطراف التركية الكمالية الإبقاء على دور فاعل للمؤسسة العسكرية في الحياة السياسية باعتبارها الضامن الأساسي لعلمانية الدولة التركية استنادا لمادة واضحة في الدستور التركي الحالي.
مهمة صعبة على الساحة الكرديةيتحرّك أردوغان بثقة كبيرة لإنجاز الدستور الجديد وبقية الإصلاحات السياسية الأخرى التي وعد بها، لاسيّما إنهاء تداخل الصلاحيات فيما بين المؤسسات الدستورية، وإصلاح النظام القضائي للتقدم بأوضاع الحريات وحقوق الإنسان التي تهيّئ الأرضية لحلّ سياسي وسلمي للقضية الكردية في تركيا.
وبرغم الحرص الذي يبديه حزب العدالة والتنمية الحاكم للتوصّل إلى حل نهائي للقضية الكردية من خلال نص الدستور الجديد الذي يقول أردوغان إنه سيعترف بحقوق جميع الأطراف العرقية والدينية التي تمثّل نسيج المجتمع التركي، إلاّ أن هذه المهمة لا تبدو سهلة بسبب حالة التشرذم التي تعيشها الساحة الكردية داخل تركيا وعدم وجود رؤية واحدة للحل، بالإضافة إلى ارتباط بعض التنظيمات الكردية بأطراف خارجية وتعالي أصوات كردية بفرض خيار الحكم المحلّي للمناطق ذات الأغلبية الكردية الذي يعتبر شكلا يتقارب مع الحكم الذاتي والذي لا تبدو أنقرة مستعدة له في هذه المرحلة.
ويبقى التحدّي الاقتصادي هو الأكبر أمام حكومة أردوغان حيث ينتظر الناخب التركي تحقيق معدّلات نموّ اقتصادي تساهم في الحدّ من ظاهرة البطالة وترفع من دخل الفرد التركي من 10 آلاف دولار إلى 15 ألف دولار، كما وعد أردوغان، وتعزيز البنية التحتية التي حقّقت قفزة نوعية خلال السنوات الأخيرة حيث تمكّنت حكومة العدالة
والتنمية من إنجاز 15 ألف كيلو متر من الطرق السيارة و500 ألف سكن اجتماعي بالاضافة إلى خطوات عملية في طريق تحقيق مجانية كاملة للخدمات الصحية والتعليمية والرعاية الاجتماعية.


تراجع عن تغيير النظام إلى رئاسي
من الواضح أن عدد المقاعد التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية (326 مقعدا) لا تشجّع أردوغان على طرح ما كان يدعو إليه لتغيير نظام الحكم في تركيا من نظام برلماني إلى نظام رئاسي، ويبدو أنّه سيعطي الأولوية في المرحلة المقبلة لملف صياغة الدستور الجديد الذي ينتظره الشارع التركي، لكن رغبة أردوغان في الترشّح لمنصب رئاسة الجمهورية عام 2014 تبدو واضحة وطريقها ميسّر نظرا لأن حزبه يحتلّ أكثر من نصف مقاعد البرلمان التركي.
أعطى رجب طيب أردوغان خلال خطابه أثناء احتفاله بفوز حزبه في الانتخابات إشارات واضحة بأن الدور الإقليمي لتركيا سيشهد توسّعا أكبر، ولعلّ إشارته إلى أن فوز تركيا هو فوز لشعوب الشرق الأوسط يشير إلى أن أنقرة ستبقى منحازة لخيارات شعوب المنطقة، وأنها ستدعم مسيرتهم نحو بناء أنظمة ديمقراطية وتعددية لقناعة تركيا بأن بناء شراكتها الإستراتيجية مع أنظمة ديمقراطية ستشكل الضمانة الحقيقية لمستقبل تلك الشراكة.
العربية




أردوغان لماذا فاز.. ويفوز... وسيفوز أيضاً ...؟

د.مصطفى حميد أوغلو / طبيب وكاتب ـ تركيا
ومن هنا نقول لمن تثور شعوبهم عليهم وتنتفض على سياساتهم ولا تثق بوعودهم، هكذا تُقاد الشعوب، وهكذا تُكتَسب محبتهم وثقتهم، وليس بالإجبار والتزوير والوعود التي لم تتحقق من عقود، وإن أُنجز بعضه، فهو فارغ المحتوى رغم بريقه الخارجي الخادع..
بعد أسبوع من اليوم، سيتجه أكثر من خمسين مليون ناخب تركي لاختيار برلمانه الجديد، الذي يعول عليه في عملية تغيير جذرية للدستور الحالي، والانتقال لدستور يوائم متطلبات العصر، ويضمن كافة الحقوق الإنسانية، ويزيل ما بقي من شوائب الدساتير العسكرية السابقة.
ويخوض رجب طيب أردوغان هذه الانتخابات للمرة الثالثة، وهو على رأس حزب العدالة والتمنية، وسيكون الانتخاب الثامن له، حيث تمكن من الفوز دائما في كل الانتخابات السبعة الماضية منذ فوزه برئاسة بلدية اسطنبول عام 1994م، وبعدها سبعة عشر عاما لم يخسر رجب طيب اردوغان أبداَ، بل ولم تتراجع شعبيته في أي انتخاب.
وكان يحقق المزيد من النجاحات ورفع نسب الأصوات المؤيدة له في كل انتخاب أو استفتاء خاضه حتى الآن، رغم وجوده على رأس السلطة، وهذا يستدعي منطقياً تآكل للحزب الحاكم نتيجة لضغط مطالب الجماهير بمزيد من الحقوق والانجازات الاقتصادية، ومزيد من الرخاء والأمن، وهذا ليس من السهل تحقيقه، وما حظي به أحد من رؤساء أحزاب أوربا ولا رؤساء أمريكا، رغم رسوخ قدم بلادهم في مجال الديمقراطية والاستقرار الاقتصادي.
وتؤكد استطلاعات الرأي فوز العدالة والتنمية بزعامة أردوغان من دون أي منازع ولا منافس، وما عاد الحديث بعد اليوم عن الفائز الأول، بل على النسبة التي سيحققها حزب أردوغان، والتي تشير الاستطلاعات أنها ستتراوح بين 45-50 بالمائة من الأصوات، وعلى عدد المقاعد التي سيفوز بها، وهل سيسمح له بتغيير الدستور بمفرده أم لا.
هذا الفوز المستمر والنجاح تلو النجاح الذي حققه ولا يزال يحققه رجب طيب أردوغان، رغم أنه تعرض لمحاولة إغلاق لحزبه الحاكم بحجج واهية، واضطر للعمل لمدة أكثر من ثلاث سنوات مع رئيس دولة، يحمل فكراً معاكساً، ظهر من خلال محاولات عديدة لإبطاء سرعة التحول والانتقال نحو هيكلة الدولة بما يضمن للعدالة والتنمية تطبيق برنامج حزبه بشكل أفضل، أصبح موضوع نقاش وبحث عديد من خبراء السياسة والاجتماع والإستراتيجيين والإعلاميين والصحفيين، ومحط اهتمام الرأي العربي وقيد دراسة أهل الفكر والتخطيط للمستقبل بالغرب وكل العالم وعلى كل المستويات.
فلماذا يفوز أردوغان دوما، أو لماذا لا يخسر؟
مما لاشك فيه لكل متابع، أن هناك أسباباً عديدة وليس سبباً واحداً وراء هذا النجاح، ولن أتناول النجاح الأساسي هنا للعدالة والتنمية، وهو النمو الاقتصادي الناتج عن الاستقرار السياسي، ولا رفع الدخل القومي للفرد، ولا النجاح الباهر في خفض معدلات النمو، ولا الإصلاحات الخدمية الأساسية، وخاصة في مجال الصحة الذي أعمل به، وألمس بشكل يومي مدى تأثير هذه الانجازات على حياة المرضى وامتنانهم وتأييدهم للحكومة.
الذي أريد التحدث عنه هو شيء آخر، ربما غاب عن ذهن الكثيرين أمام وقع هذه الانجازات المادية، حيث هناك عناصر وعوامل أخرى، منها ما هو فردي ومنها ما هو سلوكي واجتماعي ونفسي، وهي كثيرة وعديدة، لكن يمكن ذكر أبرزها:
1- قائد للتغيير:
لقد بدأ حياته السياسية تحت عباءة جماعة محافظة دينياً، تعتمد الطاعة والولاء للزعيم منهجاً، والخروج عن توجيهاته ونقده شذوذا ونشوزاً غير مسموح به، وعانى أردوغان الكثير من هذه العقلية التي حاولت تحجميه أحياناً، لكنه أستطاع رغم هذا أن يُدخل كثيرا من ملامح التغيير على جمود العمل في هذه المجتمعات المنغلقة على نفسها.
ولكن بداية التغيير الحقيقي بدأ بالتصريح العلني، تخليه عن هذه العباءة، ولبس عباءة اليمين الوسط، والأوضح من هذا كله، تبنيه لأفكار إصلاحية وخطوات نحو الاتحاد الأوربي، وتبنى شعارات يسارية، أذهلت اليساريين أنفسهم، وكم سمعت من علمانيين ويساريين قدامى ـ معتدلين ومنصفين ـ وهم يباركون ويدعمون هذه الخطوات الشجاعة والجريئة في الإصلاحات الدستورية.
لقد استطاع أردوغان قراءة المتغيرات العصرية التركية منها والإقليمية والدولية، واستطاع اتخاذ خطوات على أساس هذا التصور الصحيح لقراءة الواقع.
لقد أدرك أردوغان أن الشعارات الرنانة والخطب الحماسية عن القومية والوطنية، ما عادت تجدي، وليس لها صدى في نفوس الشباب الواعي والمتعلم والواقعي، الذي يريد من يخدمه ويحقق الإنجازات العملية.
2- التواصل الاجتماعي الصادق:
أردوغان ابن الفئة الشعبية الكادحة المحافظة، أكسبه هذا الانتماء جاذبية شعبية وطنية، إضافة لقربه من الثقافة الاجتماعية الشعبية، ولكن الأساس والمهم هنا هو التعاقد العلني والشفوي المباشر بين أردوغان والجماهير المحتشدة في مهرجاناته، حيث يبادرهم بطلب التصويت مباشرة على الإصلاحات التي تضمنها برنامجه الانتخابي.
قوة الخطابة التي يجيدها أردوغان وتفاعله الحسي والعاطفي مع كثير من الأحداث، جعل الناس تبكي معه أحيانا وتطرب أحيانا كثيرة، وهي تردد وراءه شطر بيتين في نهاية كل مهرجان لتأكيد متانة هذه العلاقة.
لذا نجده يبكي من دون أي حرج، وهو يروي ذكريات له مع المطرب الكردي اليساري، الذي توفي محروما من العودة لبلده، بسبب التعنت والتعصب القومي العلماني، وهذا ما جعل القوميين واليساريين وحتى الإسلاميين في دهشة من أمرهم، لا يستطيعون استيعاب وفهم وتفسير سر هذا التعاطف مع شخص يعارضه في كل مفاهيمه وأسلوب عيشه.
من هنا نجد كثيراً من المواطنين الذين لا تربطهم أي علاقة عضوية مع العدالة والتنمية في فترة الانتخابات، يسارعون ليدلوا بصوتهم لصالح حزب أردوغان بدون أي تردد.

3- تمجيد المواطن وتذكيره بقدسية رأيه والسلطة التي يملكها:
من خلال متابعتي الدقيقة لكل خطابات أردوغان ومنذ دخوله السياسة، أكاد أجزم أنه لا يمكن أن يخلو خطاب له من دون أن يُذَّكر أن السلطة الحقيقية والرأي الأول والأخير هو للشعب والأمة التركية وليس لأي قوة أخرى مهما كانت، وأن ما تريده الشعوب هو الذي سيتم تحقيقه، وهو القادر على أن يسقط الحكومات ويرفع من شأنها عبر صناديق الانتخابات، باعتبارها الحكم الأول والأخير في هذه المعادلة.
هذا الشعور يدفع المواطن العادي للمطالبة بحقوقه ومحاسبة الموظف على أي تهاون أو تكاسل في أدائه المهني، وحتى رجل الشارع على أي تقصير يضر بمصلحة المواطن أو بمصلحة الوطن، ويزرع في النفوس الحس الوطني والشعور بقيمة الذات الفردية، مما يرفع حس المواطنة والانتماء للوطن بصدق وإخلاص.

4- بناء الفريق المتكامل بروح المشاركة:
من أول لحظة لفوزه برئاسة البلدية، كان أول انتقاد واجهه هو فقدانه للخبرة والكفاءة الكافية والدرجة العلمية اللازمة لتسيير أمور البلدية، وأنه محكوم عليه بالفشل، لكن ما حصل هو على العكس من ذلك تماماً، حيث حقق نجاحاً سريعاً أذهل حتى المعارضين له وفتح له باب الرئاسة من أوسع أبوابها.
والسبب الرئيس في سر هذه النجاحات المتلاحقة، هو قدرة أردوغان على بناء فرق العمل الناجحة، وبراعته في اختيار العناصر القادرة على التفاني في العمل، واستعداها للبقاء في الظل لمدة طويلة.
ومن يقرأ سيرة أردوغان السياسية حتى قبل تسلمه أي منصب رسمي، يلحظ مقدرته الفائقة على استيعاب الكفاءات العلمية منذ أن كان رئيسا لفرع حزب الرفاه في مدينة اسطنبول، بغض النظر عن توجهاتهم.
بجانب هذا، لابد من ذكر سمة أخرى، وهي عدم التسامح مع أي من منسوبي الحزب، مهما كان منصبه، من أن ينهي علاقته بالحزب من دون تردد إذا ما أرتكب أحدهم أي خطئ قد يضر بالحزب أو يعكر العلاقة مع الجماهير.
هذه الصفات أكسبته محبة الشارع، والأهم من ذلك هو ثقة المواطن والناخب التركي، ومن كل الفئات والطبقات الاجتماعية.
5-الأفعال قبل الأقوال، والأرقام أصدق من كل دعاية وإعلام:
كرر اردوغان في كل خطاب منذ بداية حياته السياسيةـ نه لن يخدع أحداً ولن ينخدع بأي شيء، لا بالسلطة ولا بنسب التأييد ولا قوة التصفيق وكثرة المديح، وأنه لن يَعِد ولن يتضمن برنامجه الانتخابي إلا ما سيستطيع الإيفاء به وإنجازه والقدرة على تحقيقه.
هذه الواقعية والصراحة وعقلانية الوعود وموضوعية الطرح والتشخيص الصحيح ووصف العلاج الواقعي الذي يلائم القدرة والإمكانيات للحكومة، جعله لاحقاً في موقف مريح، لأنه استطاع أن ينفذ ما وعد به وزيادة.
وهاهو يخاطب الجماهير مقارناً لهم بما وعد به وبين ما تم انجازه على أرض الواقع، من دون أن ينسى التعريج على أخطاء من سبقه من سياسيين وعدوا الناخب بمفتاحين واحد للبيت وآخر للسيارة، لكن ما حصل، أن التاريخ مسح أصحاب هذه الوعود الخيالية من سجله إلى الأبد.
ومن هنا نقول لمن تثور شعوبهم عليهم وتنتفض على سياساتهم ولا تثق بوعودهم، هكذا تُقاد الشعوب، وهكذا تُكتَسب محبتهم وثقتهم، وليس بالإجبار والتزوير والوعود التي لم تتحقق من عقود، وإن أُنجز بعضه، فهو فارغ المحتوى رغم بريقه الخارجي الخادع.






عِبَر تركية لمن يريد أن يعتبر

وجهت الانتخابات التركية حزمة من الرسائل التى ينبغى أن تقرأ جيدا، ليس فى تركيا وحدها وإنما فى مصر والعالم العربى أيضا، وهذه الأخيرة هى الأهم عندى

فهمي هويدي
وجهت الانتخابات التركية حزمة من الرسائل التى ينبغى أن تقرأ جيدا، ليس فى تركيا وحدها وإنما فى مصر والعالم العربى أيضا، وهذه الأخيرة هى الأهم عندى.
(1)
الرسالة التى وجهها الأتراك إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم تقول ما خلاصته إن الشعب التركى يريد أردوغان رئيسا وليس سلطانا. لقد صوتوا له ولحزبه بمعدل واحد من كل ناخبين اثنين. وحين حصل على 50٪ من الاصوات فقد كانت تلك هى المرة الثالثة فى التاريخ التركى المعاصر. إذ لم يسبقه إلى ذلك سوى اثنين هما عدنان مندريس فى عامى 1950 و1954 وسليمان ديمريل عام 1965، كما أنها المرة الأولى التى يحتفظ بها حزب واحد بالأغلبية، يشكل الحكومة منفردا فى ثلاث دورات متتالية. وبشهادة الجميع فقد كان أداء الحزب خلال الانتخابات ممتازا، على الاقل من حيث حرصه على أن يمثل مختلف شرائح الشعب التركى واتجاهاته الفكرية والسياسية والعرقية، خصوصا العلويين والأكراد، (كانت له مرشحة يسارية فى استنبول هى عائشة نور) واستطاع أن يدخل إلى البرلمان 78 سيدة، أغلبهن من انصاره (كن 50 فى الانتخابات السابقة) ومن بين ممثليه عن استنبول شاب عمره 26 سنة اسمه بلال مجيد) وبهذه التركيبة الثرية قدم حزب العدالة نفسه بحسبانه حزبا وطنيا يمثل الأمة بمختلف مكوناتها وليس حزبا إسلاميا يمثل فئة بذاتها.
إذا أضفت إلى ذلك النجاحات التى حققها الحزب على صعيد الاستقرار وفى مجال التنمية الاقتصادية والفاعلية السياسية، فإنك تستطيع أن تدرك لماذا صوتت أغلبية الناخبين لصالحه ولماذا حقق فوزه الكبير، لكن الواضح أن المجتمع التركى أراد أن يجعل الفوز مشروطا، بحيث يمكن حزب العدالة ورئيسه من تشكيل الحكومة، لكنه لا يطلق يده فى تعديل الدستور منفردا، كيف؟
كنت قد ذكرت من قبل أن أردوغان أعلن على الملأ أن إحدى المهام الاساسية للبرلمان الجديد هى اصدار دستور جديد يؤسس للجمهورية الديمقراطية، بديلا عن الدستور الذى اصدره العسكر فى عام 1982، لترسيخ أقدام الجمهورية الكمالية الخاضعة لسلطة العسكر والتطرف العلمانى. وهو ما اعتبرته فى الاسبوع الماضى ميلادا جديدا ينقل تركيا من ولاية العسكر إلى ولاية الأمة، وإذا كان الانفراد بتشكيل الحكومة يتطلب الحصول على أغلبية، فإن اصدار الدستور الجديد من جانب حزب العدالة يتطلب فوزه بأغلبية الثلثين، والذى حدث أن حزب العدالة والتنمية فاز بأغلبية الاصوات حقا، لكنه لم يكمل نصاب الثلثين، الأمر الذى يعنى ان طريقه أصبح ممهدا لتشكيل الحكومة، أما طريقه إلى تعديل الدستور فقد أصبح شائكا وملغوما.
لقد كان حزب العدالة يرنو للفوز بـ367 مقعدا فى البرلمان (550 عضوا) لكى يعد الدستور ولكنه فاز بـ363 مقعدا فقط، الامر الذى غل يديه فيما انتواه وتعين عليه ان يتفاهم مع الاحزاب الاخرى فى هذا الموضوع، ولكن ذلك ليس امرا سهلا وهو أكثر تعقيدا مما يبدو على السطح.
(2)
تتحدث الطبقة السياسية فى استنبول عن أن فكرة اعداد دستور جديد ينقل السلطة من العسكر إلى الامة أمر لا خلاف عليه لكن ثمة خلافا جوهريا حول مسألة التحول الى النظام الرئاسى التى يتبناها رئيس الوزراء الحالى رجب طيب أردوغان. وكما قال لى نائب رئيس حزب الشعب أوغوز ساليشى فإنهم متفقون مع الحزب القومى الممثل فى البرلمان على رفض ذلك النظام لسبب جوهرى هو انه يشكل خطورة فى بلد ثقافته متأثرة بنظام السلطة العثمانية الذى استمر ستمائة عام. ولهذا فإنهم يعتبرون ان النظام البرلمانى يوفر ضمانات لحماية الديمقراطية فى تركيا بأكثر من النظام الرئاسى.
فى هذا السياق فإن البعض يرون أن النظام الرئاسى يشكل أحد الخيارات المتاحة امام اردوغان، الذى لا يسمح له قانون حزبه بتولى رئاسة الحكومة لثلاث مرات متتالية. ولأن هذه هى فرصته الثالثة والأخيرة فإن أمامه ثلاثة خيارات لمستقبله، إما أن يترشح للرئاسة بعد ذلك بما يخرج الرئيس الحالى عبدالله جول من الساحة (يرشحه البعض لسكرتارية الأمم المتحدة). وإما ان يخرج من السلطة ويتفرغ للحزب مدة أربع سنوات ثم يعود للترشح مرة اخرى لرئاسة الحكومة بعد ذلك. الخيار الثالث أن يقر الدستور النظام الرئاسى فيصبح هو رئيس الدولة وهو رئيس الوزراء فى الوقت ذاته وذلك هو الخيار الافضل بالنسبة له.
يزيد من صعوبة تمرير التعديل الدستورى بالصورة التى يريدها اردوغان أن البرلمان الجديد يضم عناصر قوية من حزب الشعب والحزب القومى إضافة الى قوة الاكراد الصاعدة (لهم الآن 36 نائبا، كانوا 20 فقط فى انتخابات عام 2007). لهذا السبب فإن ثمة أصواتًا تحدثت عن أن موضوع الدستور الجديد قد لا يصدر فى ظل وجود البرلمان الحالى، وهو الذى عبر عنه صراحة الكاتب التركى مصطفى اوزجان. واذا صح ذلك فإنه قد لا يؤثر على قوة وثبات حزب العدالة والتنمية، لكنه قد يضع اردوغان امام خيارات صعبة لا يفضل ايا منها بعد أن أدرك أن المجتمع التركى يريده، لكنه ليس راغبا فى ان يعطيه صَّكا للمستقبل على بياض.
(3)
ما خصنا من رسائل الانتخابات التركية أقرب إلى الدروس التى يتعين استيعابها والاعتبار منها. سأضرب ثلاثة أمثلة مستقاة من سلوك حزب العدالة والتنمية الذى يعرف الجميع جذوره الاسلامية، باعتبار انه خرج من عباءة حزب الرفاه ذى الاتجاه الاسلامى الصريح الذى اسسه البروفيسور نجم الدين اربكان (توفى هذا العام). وكان اردوغان مسئول الشباب فى الحزب فى مدينة استنبول ثم رئيس الحزب بالمدينة وبهذه الصفة رشح لرئاسة بلدية استنبول فى عام 94، ودخل السجن بسبب انتمائه للحزب، وحين خرج طور من أفكاره وأسس مع بعض رفاقه حزب العدالة والتنمية عام 2001، الذى فاز بالاغلبية فى العام التالى مباشرة.
ولأن حجاب الرأس يشكل علما ورمزا له أهميته البالغة فى تركيا جعلته بمثابة حد فاصل بين الانتماءين الاسلامى والعلمانى، فإن تهمة الأسلمة ما برحت تلاحق رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لمجرد أن زوجتيهما محجبتان وكذلك الحال مع أغلب قيادات الحزب، مع ذلك فتعال نَرَ كيف تعامل الحزب مع المجتمع ومع الانتخابات.
الملاحظة الاولى أن الحزب ظل يقدم نفسه بحسبانه مشروعا لخدمة الناس وليس منبرا لوعظهم. وقد فهم السياسة ليس بحسبانها فن الممكن كما هو التعريف السائد فى الغرب ولكنه تعامل معها من منظور فقهائنا الذين قالوا انها كل ما كان به الناس أقرب الى العلاج وأبعد عن الفساد. بالتالى فإن الحزب اختار من البداية أن يقنع الناس بأنه أنفع لهم من غيره، وأنه مؤتمن على مصالحهم ومشغول بهمومهم وأوجاعهم. ومن ثم ترجم السياسة إلى ضرورة أن يكون حالهم أفضل وحلمهم أقرب إلى التحقيق. وكان ذلك هو الباب الذى دخلوا منه إلى البلديات، حيث تنافسوا على خدمة الناس. الأمر الذى أوصلهم بسهولة إلى قلوبهم. وهى رسالة أهديها إلى التيارات الإسلامية التى تتسابق الآن على تشكيل الأحزاب وأعينها معلقة على المؤسسات السياسية ومدارج السلطة، ولم نر أحدا منها مشغولا بالمجتمع وخرائطه.
الملاحظة الثانية تتمثل فى الجهد الذى بذله حزب العدالة لاحتواء الأطياف المختلفة على النحو الذى حوله إلى حزب وطنى مهجوس بمستقبل الأمة وليس مشروع الجماعة. إذ حين يستعرض المرء هويات المرشحين واتجاهاتهم يدهشه أن قادة الحزب كانوا مشغولين طول الوقت بقضية النهوض بالوطن وليس تعزيز موقع الجماعة، مدركين أن الوطن غاية والحزب وسيلة، وهى المعادلة المختلة عندنا، حيث تتعدد لدينا الشواهد الدالة على أن الجماعة أو الحزب هو الغاية بينما الوطن مجرد وسيلة تستخدم لتقوية الغاية.
الملاحظة الثالثة تتمثل فى موقف حكومة حزب العدالة وقيادته من قضية الحجاب الذى لا يزال العلمانيون المتطرفون يعتبرونه خطرا يهدد الجمهورية والعلمانية. ولا يزالون يرفضون تصديق أن زوجتى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء محجبتان، ويعتبرون ذلك من الكوارث التى حلت بالبلاد منذ سنة 2002. ومعلوم أن القوانين التركية تمنع دخول المحجبات إلى دواوين الحكومة والمؤسسات الرسمية، كما تمنع انتظامهن فى المدارس والجامعات الحكومية. ولكن هذه القبضة تراخت بصورة نسبية بضغط المجتمع بالدرجة الأولى منذ تولى حزب العدالة والتنمية للسلطة. ولكن الحجاب لم يسمح به قانونا. وحين صوتت أغلبية أعضاء البرلمان على الإلغاء فى عام 2007. فإن ذلك استنفر أركان المعسكر العلمانى الذين تحركوا لرفع قضية أمام المحكمة الدستورية العليا لحل حزب العدالة والتنمية بما يؤدى إلى إسقاط الحكومة وإجراء انتخابات جديدة. وكانت النتيجة أن تم سحب المشروع بسرعة لتجنب أزمة سياسية كبيرة تهدد استقرار واقتصاد البلاد. وحين طلبت بعض المحجبات أن يترشحن للانتخابات البرلمانية الأخيرة، فإن قيادة الحزب آثرت عدم الاستجابة لطلبهن، لتجنب تأزيم الموقف فى البرلمان، فضلا عن التذرع بهذه الخطوة لحل الحزب وإخراجه من المشهد السياسى.
حين ناقشت بعض القيادات فى الموضوع فإنهم قالوا إن ذلك القرار اتخذ فى ضوء موازنات تمت بين الضرر الأصغر والضرر الأكبر، وإن مسألة الحجاب تحل بالتدريج وطول النفس. لأن المحجبات دخلن إلى مجالس البلديات، وليس ثمة عجلة فى إدخالهن إلى البرلمان. وهناك مصلحة مجتمعية فى زيادة تمثيل النساء فى البرلمان من 50 إلى 78 سيدة، وهذه تتقدم على المصلحة التى تترتب على ترشيح عدد محدود من المحجبات، فضلا عن أن هذه الفرصة لابد آتية يوما ما، فى الانتخابات القادمة غالبا، وذلك درس فى التدرج والموازنة يصعب على كثيرين الاقتناع به فى بلادنا.
(4)
الرسالة الأخرى التى يصعب على كثيرين استيعابها فى المشهد التركى هى أن حزب العدالة والتنمية رغم أنه يعتبر نفسه حزبا وطنيا ومدنيا وليس حزبا إسلاميا، فإن الباحث المدقق يستطيع أن يلحظ أنه يتحرك فى إطار المقاصد الإسلامية، التى توصف فى الأدبيات السياسية بالمرجعية الإسلامية. وهذه نقطة تحتاج إلى تحرير.
وقبل أن استطرد أذكر بأن ما أسجله هنا هو اجتهادى الشخصى وليس منسوبا إلى أحد من حزب العدالة والتنمية. ذلك أننى أفرق بين المقاصد التى هى الأهداف الكلية والعليا، وبين الوسائل أو الأحكام التفصيلية. ومحور المقاصد هو إقامة العدل وتحقيقه بين الناس، باعتباره أمر الله وكلمته بنص القرآن. ويدخل فيه احترام كرامة الإنسان وحقه فى مقاومة الظلم وممارسة الحرية والشورى، وتحرير عقله وعصمة دمه وعرضه وماله.. إلى غير ذلك من المقاصد التى تشكل ساحة رحبة للقاء مع الآخرين، وطريقا واسعا للنهوض بالمجتمعات. وهى هنا مرجعية إسلامية لأن لها تأصيلا شرعيا يدعمها ويؤسس لها. أما تنزيل تلك المرجعية على أرض الواقع فيختلف من مجتمع إلى آخر. فهناك مجتمع يقبل المقاصد وليس مهيأ لاستقبال الوسائل كما هو الحاصل فى تركيا، وهناك مجتمع آخر يحتمل الاثنين. وفى كل الأحوال فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ــ والله أعلم...                  
الشروق





وفاءاً لوعوده بالتسامح أردوغان يسقط جميع دعواته السياسية

أخبار العالم


في أول خطاب له بعد الانتخابات التشريعية وعد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ببدء فترة التسامح السياسي مع الأحزاب ووسائل الاعلام المعارضة. واليوم يسقط أردوغان جميع الدعوات التي كان قد رفعها على رؤساء أحزاب ووسائل اعلام مختلفة بشأن اهانات شخصية تعرض لها.
وجاء الاعلان عن الخطوة الاولى لاسقاط الدعوات اليوم على لسان مساعد رئيس الوزراء حسين تشيليك. حيث صرح بالبدء باسقاط 17 دعوة مختلفة، 10 منها رفعها اردوغان على قيادات حزب الشعب الجمهوري بسبب اهانتهم لاردوغان وعائلته، و3 منها كان قد رفعها على قيادة حزب الحركة القومية، واحدى هذه الدعوات دعور بتعويضات قيمتها 100 ألف ليرة تركية  كان اردوغان قد رفعها ضد زعيم حزب الديمقراطية كمال زيباك اثر قيام الأخير بسب أردوغان أمام وسائل الاعلام. اضافة الى دعوات مختلفة على عدد من وسائل الاعلام.
وتعتبر هذه الخطوة اثبات قويا على صدق اردوغان بشان المصالحة الوطنية مع الاحزاب المعارضة وااتي أعلن عنها بعد الفوز بالانتخابات.


الشباب الأجانب يتابعون الأنشطة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية

اخبار العالم

وصل إلى اسطنبول حوالي 100 شاب من 45 دولة لمتابعة الأنشطة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، وذلك ضمن فعاليات برنامج "الانتخاب والتغيير" الذي أعدته وحدات من التنظيم الشبابي للحزب.

ويهدف هذا البرنامج الذي ينعقد في مقر إدارة حزب العدالة والتنمية في محافظة اسطنبول إلى إطلاع هؤلاء الشباب على الأنشطة الحزبية التي تسبق إجراء الانتخابات في تركيا.

وفي هذا الصدد يقول رئيس تنظيم حزب العدالة و التنمية في اسطنبول "عزيز بابوشجو" مخاطبا الشباب المشاركين في البرنامج:" أرى أن الفترة التي ستقيمونها هنا والتي ستستغرق عشرة أيام ستمكنكم من الإطلاع على الأعمال الدعائية للحزب والإطلاع على مسيرة كفاحنا الديمقراطي في هذا البلد، وإنني آمل أن تسهم هذه التجربة في إثراء تجاربكم، والتعرف على تركيا وأرضية الكفاح السياسي بها".

من جانبها أعربت الشابة المصرية "بريهان أحمد صالح" عن فخرها واعتزازها بالقدوم إلى تركيا، مشيرة إلى أنها بعد الأحداث الأخيرة في مصر رغبت في مشاهدة التجربة الديمقراطية في تركيا والاستفادة منها.
يذكر أن الضيوف الشباب سيشاركون أعضاء وحدات شباب اسطنبول ومرشحي البرلمان في الأنشطة الانتخابية للحزب.

وفي النهاية يقدم هؤلاء الشباب تقريرا يتضمن ملاحظاتهم حول العملية الانتخابية في تركيا، ويغادرون اسطنبول في 13 يونيو/حزيران الجاري. 


شركات تركية تبني مليون وحدة سكنية بمصر 
أكد السفير عبد الرحمن صلاح سفير مصر فى تركيا أن حرص رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا على أن تكون مصر من أوائل الدول التى يزورها بعد نجاحه فى الانتخابات يعكس مدى قوة العلاقات المصرية التركية.
وأضاف أن الزيارة ستشهد توقيع عدد من الاتفاقيات على رأسها اتفاقية إنشاء مجلس أعلى للتعاون الاستراتيجى بين البلدين برئاسة رئيسى وزراء البلدين وسيتم عقد أول جلسة للمجلس خلال زيارة أردوغان إلى القاهرة.
ونوه إلى أنه من المنتظر أن يتم إعلان بدء تشغيل خط للنقل البحرى من ميناء مرسين التركى على البحر المتوسط لميناء الإسكندرية، وكذلك سيتم توقيع عدد من الاتفافيات الثقافية والتعليمية والإعلامية.
وأشار إلى أن أردوغان سيصطحب معه خلال زيارته للقاهرة عددا من الوزراء ورجال الأعمال الأتراك وهى أول زيارة له لمصر بعد الثورة، وأن الرئيس التركى عبدالله جول كان أول رئيس دولة يزور مصر بعد الثورة بينما قام وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو بزيارة مصر ثلاث مرات منذ الثورة موضحا أن وفدا دبلوماسيا مصريا رفيع المستوى زار أنقرة فى الأسبوع الماضى وبحث مع المسئولين الأتراك عددا من الموضوعات المهمة .
وأوضح صلاح أن هناك عددا من المشروعات التى يمكن أن يشارك فيها الاستثمار التركى منها مشروع لبناء مليون وحدة سكنية بشراكة وتمويل تركى، وتقوم عدد من الشركات التركية حاليا بدراسة جادة للمشاركة فى هذا المشروع.
وأشار إلى أن هناك حوالى 200 شركة تركية تعمل فى مصر ولم تحاول شركة الانسحاب من السوق المصري بعد الثورة بل يمثلون أكثر التجارب الناجحة فى إعادة التفاوض مع عمالهم للوصول لحل وسط بالنسبة لمطالبهم، مؤكدا أن حجم التبادل التجارى وصل إلى حوالى 3 مليارات دولار كما زادت الصادرات المصرية خلال العامين الماضيين مؤكدا أن الصادرات المصرية زادت أيضا خلال شهرى أبريل ومايو بعد الثورة بنسبة 40 % .
الوفد
الفصل الخامس
أردوغان الدكتور والإنسان
نال  أردوغان الكثبر من التكريم والجوائز وشهادات الدكتوراة ولكن هذه الشهادة كان لها وضع آخر

مدير جامعة أم القرى يسلم أردوغان الدكتوراة الفخرية
الثلاثاء 17/04/1432 هـ  
عكاظ
وقال رجب طيب أردوغان من منصة قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية، عقب تسلمه شهادة الدكتوراة الفخرية في خدمة الإسلام من جامعة أم القرى «إن المملكة وتركيا ليسا بعيدين عن بعضهما البعض، بل نحن جيران لبعضنا البعض، والعرب يقولون: الجار قبل الدار، ونحن نقول: لا تتخذ بيتاً بل جاراً، ونحن كبلدين شقيقين يجب علينا أن نرتقي بعلاقاتنا إلى أحسن المستويات في مجال الاستثمارات، التجارة، العلم، وغير ذلك، وسنحقق ذلك وسنعزز أخوتنا».

وأضاف «إذا كنا نريد أن نخدم الإنسانية فإن مجالات الخدمة كبيرة ومتعددة، وأهم شيء هو أن خير الناس من ينفع الناس ومجاله واسع جدا، ولهذا السبب فإن اهتمام جامعاتنا بتعزيز التعاون الدولي يكتسب أهمية خاصة، حيث يوجد عدد من الطلبة الأتراك في جامعة أم القرى، وهم يمثلون جسراً للتواصل بين البلدين في مجال العلم والفنون، ونحن نرغب في استضافة عدد أكبر من الطلاب السعوديين في الجامعات التركية».

وكان دولة رئيس وزراء جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان تسلم أمس شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة أم القرى، تقديراً لجهوده وأعماله المتميزة في خدمة القضايا الإسلامية، وألبسه مدير الجامعة «المشلح» وظل مرتدياً له حتى مغادرته القاعة التاريخية.

وقال أردوغان «أعبر لكم بكل صدق، بأني خلال تولي منصب رئاسة مجلس الوزراء استلمت عددا من شهادات الدكتوراة الفخرية من مختلف الجامعات التركية وغير التركية، وكنت أعتز باستلامي لكل هذه الشهادات، إلا أن الدكتوراة الفخرية التي تسلمتها من جامعة أم القرى لها طعم خاص، ولا يمكن مقارنتها بسائر الشهادات الأخرى، حيث أنها من مكة وهي لها أوصاف كثيرة، مكة بلد إبراهيم، ضياء إسماعيل، مدينة هاجر، مكة بيت الله الشريف، ولد بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وفيها نشأ واضطر للهجرة ثم عاد إليها فاتحا، والرسول صلى الله عليه وسلم حينما اضطر للهجرة سنة 622 ميلادي أدار ناقته نحو الحرم فقال وهو حزين «يا مكة إنك خير مكان خلقه الله وأحب مكان إلى الله ولا موطن لي أحب وأجمل منك» وأهم من ذلك أن مكة مدينة القرآن والوحي.

وزاد «بدأت رحلة العلم من باب الأرقم ومن مكة، وعلى مدار أربعة عشر قرنا لا تزال مكة مركزاً علمياً عالمياً كبيراً، وهكذا كانت في جميع العصور والأزمنة، ومعظم العلماء كان عليهم أن يرحلوا إلى مكة لطلب العلم، وأتوا إليها وتركوا فيها ما عندهم من كنوز علمية، ولكنهم استفادوا منها بقدر أكبر، وقدمت العلماء بدءاً بعلي كرم الله وجهه الذي وصفه الرسول بباب مدينة العلم، ومرورا بالإمام الشافعي، ابن بطوطة، أبو هريرة، أبن جريج وغيرهم.

واستطرد قائلا «إن استلام الدكتوراة الفخرية في هذا البلد المكرم، ومن هذه الجامعة يبعث في نفسي شعوراً عميقاً لا يمكن وصفه، وأشكر إدارة الجامعة وأساتذتها على تقديمهم لي هذه الدكتوراه الفخرية».
















وهذه انطباعات أحد الحاضرين لذلك الحفل نشرت في أحد المنتديات تحت عنوان


أردوغان ، في جامعة أم القرى

أراد إقناعي بأن تعيين رجب طيب أردوغان رئيساً لوزراء تركيا ما هو إلا خدعة أمريكية لتقديم أنموذج إسلامي هزيل ، يهدم عمُد الإسلام ويكون عميلاً ومداهناً للغرب .
خالفته باحترام فهو ذا قامة اجتماعية وعمرية بالنسبة لي ، وقلت :
هل زرع هذه البذرة الإسلامية في بلد يعلن علمانيته هو تراجع أم تقدم لحال تركيا المسلمة ؟
رصيد المحبة لهذا الطيب ارتفعت درجته مع مواقفه الإيجابية تجاه قضايا الأمة الكبرى ، حيث عُدَّ الصوت الأعلى والأبرز لرؤساء المنطقة في المحافل العالمية .
ولم يكن لصوته أن يلقى تأثيراً ومصداقية لولا أن أفعاله التنموية لبلده تركيا خيّمت في أرض النجاح والتألق ، فأعطت لكلماته دعماً حقيقياً ولوجستياً في سبيل إيصالها على أوسع مدى وأعمق تأثير .
اهتزت رموشي غرابةً ومن ثَم إعجاباً برؤية علمي  السعودية وتركيا  متصادقين ومترابطين على أعمدة الإنارة في الحرم الجامعي
تلفتُّ يمنة ويسرةً لأرى معيناً يساعدني على إزالة هذه الغرابة من مخيلتي  حتى نجحَـت صورة في إطار حديدي مثبت على رصيفٍ جانبي من إزالة هذه الغرابة
صورة لـ (رجب طيب أردوغان ) رئيس وزراء تركيا ، وفيها كُتِب
حفلٌ تكريمي لإعطائه شهادة (دكتوراة فخرية) ، من جامعة أم القرى  في يوم الإثنين /16/4/1432هـ

ابتسمَ ثغري ، واستأنس خاطري .. ربما لثلاثة :
حضور أردوغان ، العلاقة الاستراتيجية النامية بين المملكة وتركيا ، مشاركة كلية الدعوة وأصول الدين وعلومه - والتي أنتمي إليها - في هذا التكريم ، حيث الشهادة الفخرية منها خرجت


جمعٌ غفير في الخارج ينتظر الدخول ، أنا واحد منهم
أحمل مكتبة متنقلة ، خمسُ كتب محمولة على يدي اليمنى ، عفش أبطأ من حركتي ، ولكن لا حل مناسب غير هذا .
اجتزت جهاز التفتيش ، ودخلت القاعة ، سكنت في أحد الكراسي الخلفية جداً ، فما ثمة مكان في الأمام
الساعة الـ 11.20 قرُب دخول الضيف أحد المنظمين أشار للحضور بيده لأعلى دلالةً منه لنا على طلب القيام احتراماً لدخول الضيف .
لُبِّي طلبه  اهتاجت القاعة بالتصفيق والتصفير ..
جلس الطيبُ رجب طيب على أحد الكرسيين الموضوعين على المسرح  يجاوره مدير الجامعة
القواسم المشتركة كثيرة ما بين خادم الحرمين وبين أردوغان ، فهما  رجلا أمة ، وسلام ، وبناء ، ودعاة للإسلام  هذا المجمل العام لكلمة الرجل الأول في الجامعة .
أوشكت الكلمة على النهاية ، المتحدث يغير رطنته إلى التركية ، تفاعلٌ مع هذا التغيير ، وأردوغان يصفق إعجاباً
اثنان من الحضور يتهامسان عن هذا التركي الإسطانبولي ، أحدهم بسخافة يقول : هذا قادم من بلاد لميس !
اقترب أردوغان من اللاقط ، الساعة الـ 11.59 ، حانت دقائق كلمته السلام عليكم ، نصف الحاضرين يصفقون
أعيد السلام ثانية من قبل المترجم ، وبعض الحاضرين يعيد تصفيقه !

شيء من كلماته سأستضيفها نصياً في هذا المكتوب ، مع تصرف يسير
·     لقد حصلت على كثير من الدكتوراة الفخرية ، ولكن هذه الشهادة لا تساوي بقية الشهادات فهي تعطيني معنى خاصاً
* لا يمكننا الاكتفاء بفخامة الماضي
*  ( يجب أن نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كسر هُبل الأذهان والأفئدة قبل كسر هُبل الموجود عند الكعبة ) ..
* واليوم بت أحرص على إزالة جميع الأصنام من الأذهان إن وجدت
* يجب علينا أن لا نتهم أحداً ، بل يجب علينا أن نسأل أنفسنا أولا عن هذا التراجع قبل أن نتهم غيرنا
* البعض يسعى للفتنة ، يسعى لبذر بذرة النفاق في نفوسنا
من الداخل يجب أن نحل مشاكلنا
* أجرينا اتصالات مكثفة وأكثر من مرة مع القذافي ، وابنه ، ورئيس وزرائه  وطلبت من القذافي أنه يجب عليكم وأنتم تقولون بأنكم لا تملكون السلطة والحكم أن تتخلوا وأن تتركوا مكانكم وصلاحياتكم لشخص آخر ، ومع الأسف لم تلقَ تحذيراتنا آذاناً صاغية إذا اقتضى الأمر دخول حلف الشمال الأطلسي ليبيا فإن عليه أن يدخل لتأكيد وترسيخ بأن ليبيا لليبيين ، وليس لاستيراد المواد الأولية وتوزيعها فيما بينهم
* التغيير الإيجابي يستند إلى العلم وإلى قادة من أولي الدراية والسمات العالية
* إننا مضطرون لاستلهام حاضرنا من الماضي
* يجب أن نجد حلولاً للأسئلة المطروحة لمشاكلنا الحالية ، ولا شك أن من سيقوم بهذا الدور هم من سيتخرجون من هذه الجامعات العزيزة
 *أوصي شبابنا المسلم بأن لا يكون تفكيره ضيقاً وقاصراً ، وأن يستهدف النجوم بأفكاره وغاياته
*يجب عليكم أيها الشباب أن لا تكونوا مقلِّـدين بل مقلَّدين ، وأنتم ستنتجون وتُتبَعون ، فإن من يتبِع يكون دائماً خلف الركب
 الشباب أصبح يتساءل أكثر ، ويريد التغير بصورة أكبر ، وما على القادة إلا أن يستجيبوا لمطالب الشباب
* إذا أحرزنا نجاحاً في شريحة الشباب فإن نجاحنا لن يكون على الصعيد الإقليمي فحسب بل على الصعيد العالمي
* لا يمكننا أن نقدم ضماناً لأي شخص أن يبقى في منصبه طول الحياة ، فإذا كنا نريد أن نخدم الإنسانية فإن مجالات الخدمة كثيرة ومتعددة ، وخير الناس أنفعهم للناس
* السعودية وتركيا ليسا بعيدين عن بعضهما البعض ، فهما جيران ، والجار قبل الدار



انتهت كلمة فخامته الساعة الـ 12.44ظهراً ، انطبعت في ذهني جملةواحدة ..
هو يثق بنا ، ويعتمد علينا ، ولولا ذلك لما فاتحنا بهكذا مواضيع
قبَّـل أطراف أنامله ، ووضعها على جبينه ، ثم على فؤاده ، لتحمل رسالته الختامية عاطفة رمزية للشباب الحاضر
تلك الشخصية التي نعتت أردوغان بالعميل الجديد لأمريكا في أول سنوات توليته لرئاسة الوزراء ، تغير رأيه بعد حادثة مؤتمر (ديفوس) وقال : أردوغان رجل لا كالرجال !
فصدّقته هذه المرة !

تمت – بحمد الله – ظهرَ الثلاثاء/17/4/1432هـ





أردوغان ينصح شباب ثورة 25 يناير بأن يصنعوا تجربتهم الخاصة

في سياق آخر نصح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وفد شباب ثورة 25 يناير بأن يصنعوا تجربتهم الخاصة نظرا لأن لكل دولة خصوصياتها التي تنفرد وتتميز بها عن الدول الأخرى، مع التأكيد بأنه ليس هناك ما يمنع من النظر الى تجارب الآخرين والاستفادة منها. وذكرت مصادر تركية أن أردوغان التقى لبعض الوقت مع وفد شباب الثورة الذي يزور تركيا حاليا على هامش مؤتمر جماهيري حاشد في اسطنبول أمس فى إطار الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية استعدادا للانتخابات البرلمانية التى ستجرى يوم الأحد المقبل. وقالت المصادر إن أردوغان أكد لشباب الثورة أن السياسي الناجح لابد أن يتحلى بالخلق القويم وبالأمانة والنزاهة وأن يكون موضع ثقة الناس مشيرا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما دخل المدينة المنورة كسب قلوب غير المسلمين من النصارى وغيرهم، ولم يتحقق له ذلك عن طريق استخدام السلاح، أو لأنه يحمل صفة أنه نبي، وإنما لكونه محمد الإنسان الذي يتصف بالأمانة. وأشار أردوغان إلى أن الديموقراطية يجب أن تأتى من أسفل أي أن يتم الاهتمام باحتياجات الناس أولا، أى أن يتم إعطاء الأهمية القصوى للبنية التحتية التى يستفيد منها الشعب، بما يعني البدء من المحليات وتطويرها حتى تبنى الديموقراطية على أسس سليمة.
الانباء الكويتية

هل تعرفون قصة زينب رجب طيب أردوغان السورية ؟


 


صحيفة الجمش الإلكترونية ـ أبوعبدالله :
منح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، طفلة سورية قتل والداها برصاص القوات السورية؛ الجنسية التركية، وأطلق عليها اسم "زينب رجب طيب أردوغان"، حسب مصادر تركية.
وذكرت صحيفة "الشروق" المصرية، الاثنين 20 يونيو/حزيران، أنه في بادرة إنسانية تجاه طفلة سورية قتل أبواها لدى هروبهما من رصاص قوات بشار الأسد؛ منح أردوغان هذه الطفلة الجنسية التركية، وسماها في شهادة الميلاد باسم "زينب رجب طيب أردوغان".
يُذكر أن نحو ثمانية آلاف نازح سوري، دخلوا الحدود التركية هربًا من عمليات القتل الجماعي والوحشية التي تشنها قوات الجيش السوري والمناصرون للرئيس السوري بشار الأسد، على عدد من البلدان الحدودية مع تركيا، بهدف القضاء على المنادين بالحرية وتغيير النظام الحاكم في سوريا.
ولا يزال الآلاف، وفقًا لتقارير من الحدود السورية التركية، عالقين هناك، وينتظرون دورهم في العبور إلى تركيا التي لا تزال تستقبل الأهالي السوريين الذين فقدوا ذويهم في الاشتباكات الدائرة في سوريا، وأثناء هروبهم من نيران الأمن أيضًا.

هل تعرفون "زينب أردوغان"؟


في عالم السياسة، من الخطأ الفادح الاستسلام للعواطف، فالمسألة برمتها قائمة على المصالح والحسابات السياسية المركّبة. لكن بعض الأحداث والمواقف هنا أو هناك تشفع لنا في أن نهرب إلى عواطفنا، ونعلن عن مشاعرنا تجاه أشخاص معينين، مثل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.

يسألونك لماذا نحبه كثيراً؟ باختصار، لأنّ فيه دماء عربية أكثر من زعماء وقادة ومثقفين عرب. وعند المحطات الصعبة والقاسية، نلتفت يميناً ويساراً فنجد هذا الرجل وهو يقف مواقف الزعماء الأبطال التاريخيين، ويتحدّث بما يمطر قلوب الشعوب العربية المتعطشة لشيء من الكرامة والاحترام.

هنيئاً للأتراك، حقّاً، زعيماً بحجم أردوغان وقيمته الوطنية والسياسية والتاريخية، فهم يستحقون مثل هذا القائد الذي جمع بين ذكاء السياسيين وحنكتهم وبين كاريزما القيادة، وأعاد ترسيم دور تركيا عالمياً وإقليمياً، لتحظى باحترام وتقدير ومكانة خاصة. وليس غريباً بعد ذلك أن يعاد انتخاب حزبه المرة تلو الأخرى، بل وأن يكون هو وحزبه نموذجاً متقدماً في العالم العربي والإسلامي.

أيها الأصدقاء، فقط لكم أن تقفوا عند مسارعة أردوغان إلى منح الطفلة السورية زينب اللاجئة على الحدود التركية من جسر الشغور في سورية، الجنسية التركية، بعدما قتل أبواها على يد عصابات النظام، ليصبح اسم الطفلة زينب رجب طيب أردوغان.

هل نملك ترف المقارنة، مجرد المقارنة، بين هذا الموقف الحضاري الإنساني الرائع وبين موقف الحكام والحكومات العربية، الذين لم نسمع منهم إلى الآن أي كلمة إدانة واحدة لجرائم النظام السوري ضد الشعب الأعزل وضد الأطفال والمدنيين والأبرياء؟! هل نملك المقارنة بين هذا الموقف وموقف الجامعة العربية المخزي المشين المتوشّح بالصمت على هذه الجرائم؟

هل تجوز المقارنة بين حاكم يتبنى أطفال شعب مجاور ويدافع عنهم في المحافل الدولية، ويوجه نقداً شرساً قاسياً للحاكم الآخر، الذي يتفنن في قتل شعبه ومواطنيه واعتقالهم وتعذيبهم، هل يستويان مثلاً؟!

فلنعد قليلاً إلى وراء، فقط لنتساءل لماذا أحببنا هذا الرجل كثيراً؛ موقفه من إسرائيل، مثلاً، عندما وجّه صفعة لشمعون بيريس أمام المجتمع الدولي في مؤتمر دافوس، وخرج من اللقاء وقد كشف قبح هذا النظام الإجرامي أمام العالم، وهو ما لم يفعله "زعيم" عربي بهذه القسوة والشدة.

وهل يمكن تجاهل موقفه من إسرائيل بعد اعتدائها على السفينة التركية التي انطلقت بالمساعدات لسكان غزة؟!

نحن، بالفعل، أمام نموذج مغاير تماماً لما اختبرناه من ساسة وزعامات، وهو تحديداً ما نفتقده اليوم في العالم العربي، مع هذا المشهد الدموي الذي نراه ممن يمسكون بزمام السلطة، فلا يترددون في تدمير بلادهم وقتل شعوبهم، أطفالاً ونساءً وشباباً، واستنزاف الاقتصاد، فقط للدفاع عن "كراسي الحكم"، أو بعبارة أدق عن مصالحهم الشخصية، إذ طالما نظروا إلى دولهم بوصفها مزارع يورّثونها لأبنائهم، ولشعوبهم بوصفهم عبيداً أذلاء!

الحديث عن هذا الرجل طويل جداً، وذو شجون، لكنّ هذا الموقف الإنساني النبيل تجاه الطفلة السورية زينب، يعصر أفئدتنا ألماً من بعض الحكام الصغار، وفرحاً بهذا الزعيم المسلم الكبير!

د. محمد أبو رمان

صحيفة المستقبل العربي










اردوغان يقرأ الشعر الذي سجن من أجله في البرلمان التركي
أخبار العالم
بعد ما يقارب 16 عاما على قرائته للشعر الذي تسبب في سجنه مدة 10 أشهر رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان يعود ثانية ليقرأ نفس الشعر ولكن هذه المرة في البرلمان التركي الجديد.وقوبل ذلك بتصفيق شديد من النواب أعضاء حزب العدالة والتنمية استمر لدقائق.
وقد قرأ اردوغان هذا الشعر في معرض رده على انتقادات حزب الشعب الجمهوري المعارض التي دارت حول تعامل الحكومة مع النائبين المتهمين بقضية سياسية تخص أمن الدولة، ومهاجمة اردوغان بكونه كان قد سجن بقضية أمنية من قبل. حيث جاء رد اردوغان على هذه الانتقادات قوياً للغاية يحمل صيغة بليغة من التحدي. اذ شرع في قراءة ذلك الشعر الذي تسبب في سجنه وبعد أن أتمه كاملاً شرع بالقول: "لقد تعرضت الى ما تعرضت له لأجل عبارات صغيرة قلتها، فهل يعد ذلك مثل القضية التي تجري محاكمة المتهمين الحاليين بها؟ هذه قضية تخص أمن الدولة".
وقد تأثرت جموع النواب الحضور للجلسة البرلمانية من قراءة اردوغان لهذا الشعر ثانية اذ شهد المجلس دقائق من التصفيق وانتصاب النواب على ارجلهم احتراما وتقديراً. فيما لفت رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشيلي أنظار وسائل الاعلام بتأثره بهذا الشعر وتصفيقه لأردوغان اثر قرائته.




أردوغان يبعث برسالة تأديب لساركوزي

من المعروف عن ساركوزي رئيس فرنسا صهيونيته المتطرفة وعداؤه للعرب والمسلمين عموما  وعدائه للأتراك بشكل خاص  ، وكان من المقرر أن يقوم بزيارة إلى تركيا  فأفرغ كل الحقد الذي استطاعه في برنامج هذه الزيارة  لتبدو إهانة أكثر منها زيارة  ولكن أردوغان أعد له هدية تاريخية لن ينساها التاريخ ولا ساركوزي

أردوغان يحرج ساركوزى بهدية تذكارية عند استقباله بأنقرة

كشفت وسائل الإعلام التركية بأن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان قدم للرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى خلال استقباله أمس فى أنقرة هدية تذكارية كان الغرض منها إحراجه وتذكيره بفضل تركيا على بلاده.

وقالت وسائل الإعلام إن أردوغان أراد من وراء هذه الهدية أن يلقن ساركوزى درسا فى كيفية التعامل مع الأمم الكبيرة بعد أن رفض أن يقوم بزيارة رسمية لتركيا كرئيس لفرنسا، واختار أن يزورها كرئيس لمجموعة العشرين وأن تكون مدة الزيارة قصيرة جدا لا تتجاوز 6 ساعات ما أثار استياء تركيا فضلا عن استيائها أصلا من موقفه الرافض لانضمامها إلى عضوية الاتحاد الأوروبى.

وأشارت إلى أن هدية أردوغان كانت عبارة عن رسالة كتبها السلطان العثمانى سليمان القانونى عام 1526، ردا على رسالة استغاثة بعث بها فرنسيس الأول ملك فرنسا عندما وقع أسيرا فى يد الأسبان يطلب العون من الدولة العثمانية، يطمئنه فيها بأنه سيخلصه من الأسر، وبالفعل أرسل إليه قوة عسكرية حررته من الأسر.

وفى السياق نفسه، ذكرت وسائل الإعلام أن رئيس بلدية أنقرة مليح جوكتشيك، الذى كان فى استقبال ساركوزى لدى وصوله إلى أنقرة، أبدى الاستياء عندما شاهد ساركوزى يهبط من الطائرة وهو يمتضغ العلكة "اللبان"، لأن هذا المنظر يعبر لدى الأتراك عن "سوء أدب وعدم احترام". معا


أردوغان: تركيا لن تغلق حدودها امام لاجئين فارين من سوريا
اسطنبول (رويترز) –
قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يوم الاربعاء ان تركيا "لن تغلق الباب" في وجه اللاجئين الفارين من الاضطرابات في سوريا بعد تقارير عن عبور أكثر من 120 سوريا الحدود مساء الثلاثاء.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي ان أنقرة تتابع التطورات في سوريا بقلق ودعا دمشق الى التحلي بقدر أكبر من التسامح مع مواطنيها.
قالت وكالة أنباء الاناضول يوم الاربعاء ان 122 سوريا بينهم نساء وأطفال عبروا الحدود الى تركيا طلبا للجوء بسبب الاضطرابات في شمال غرب سوريا.
وفر السوريون من بلدة جسر الشغور خشية العنف مع اقتراب قوات مدعومة بالدبابات صدرت لها أوامر بالهجوم بعد ان اتهمت الحكومة عصابات مسلحة هناك بقتل عشرات من أفراد الامن.
وأضافت الوكالة أن اللاجئين نزلوا في خيام نصبها الهلال الاحمر التركي قرب الحدود في اقليم هتاي بجنوب تركيا الى الشمال مباشرة من الحدود السورية.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية ان نحو 420 شخصا عبروا الحدود من سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد في مارس اذار.
وأظهرت لقطات أذاعها التلفزيون التركي جرحى ينقلون الى مستشفيات في جنوب تركيا.
وأقامت تركيا علاقات قوية مع سوريا في السنوات القليلة الماضية وهي تمارس ضغوطا متزايدة على الرئيس السوري بشار الاسد الذي ناشده وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اجراء اصلاحات لانهاء هذه الاضطرابات.

وتشهد تركيا انتخابات برلمانية في 12 يونيو حزيران.

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية