السبت، 13 يناير 2024

في ظلال الكورونا ( 3 ) منغصات ومفرحات

 

وقبل الكورونا بعدة أسابيع مرت بي أحداث وتقلبات سلمت الأمر فيها لمن له الخلق والأمر وليس لي في ذلك حول وقوة إنما هو فضل الله وحوله وقوته سبحانه وتعالى

منها أنني كنت أجهز لتقاعدي ثم حدث انني كنت مخطئا في حساباتي وأن تقاعدي العام القادم إن أحياني الله وأمد في عمري حتى أبلغ ذلك الوقت

 وقد اختلطت أوراقي وأموري عدة أيامي مع كامل تسليمي وتفويضي لله بما حدث ، ثم استأنفت الترتيب لعام أخير في الخدمة المدنية واعتبرته بمثابة تجديد عقد يسعى له الناس سعيا حثيثا وحمدت الله على ماجرى.

والآن بعدما مرور اكثر من شهر على الأحداث وتعطيل العمل والدوائر الحكومية ومنع السفر واغلاق الحدود  والسياحة في كل الوجهات السياحية  ازددت حمدلله على الخطأ الذي وقع وتأخر تقاعدي  

فلو أنني تقاعدت هذا العام لوقعت في كارثة كبيرة ومصيبة عظيمة  فلن أستطيع انجاز تقاعدي لتعطل العمل في كل الأجهزة الحكومية  

ولن أستطيع السفر داخليا ولا خارجيا  

ولا صنع أي شيء مما كنت أخطط وأرتب له .

ومنها وكنت أتعجب منه في وقته ولكني علمت رحمة الله  فيه لاحقا  وهو أنني ولسنوات كنت أتعامل مع سائق لارجاع ابني من المدرسة ظهرا لصعوبة ذلك علي وقبل اسابيع من أحداث الكورونا  اعتذر السائق عن العمل لمصاعب عنده  فبحثت عن سائق آخر ولكنه لم يكمل اسبوعا حتى اعتذر بعذر قاهر وبحثت عن سائق آخر فلم أجد 

فتوليت على مضض ارجاع ابني بنفسي على الرغم من المشقة التي أصابتني  وصبرت ولم تمض عشرة أيام تقريبا حتى تم تعليق الدراسة بسبب الكورونا الى أجل غير مسمى ، وهكذا جاء الفرج من الله بعد الشدة  وحمدت الله أنني لم أجد سائقا  وإلا لكنت قد التزمت معه بعمل سيتوقف بعد عدة أيام  .

ومنها أنني التزمت بعمل إضافي مساء لأحد المقربين بشكل يومي لمدة ساعتين تقريبا وقد التزمت معه لكونه يستحق المساعدة وجبرا لخاطره  وبعد مضي شهر على العمل وجدت التعب يتسلل إلى جسمي  ووجدت صعوبة في الإستمرار  ولكني لم أجرؤ على كسر خاطر قريبي والاعتذار له عن الاستمرار وانا أعلم صعوبة أن يجد من يقوم له بالعمل مثلي 

 ووقعت في حيرة من الوضع وناديت ربي نداء خفيا أن يجعل لي مخرجا طيبا من هذا المأزق الذي لا أعرف كيف أخرج منه دون كسر الخواطر ، وماهي الا أيام وجاءت أحداث الكورونا  وشيئا فشيئا تم إيقاف جميع مناشط العمل ومنها العمل الخاص  وهكذا توقف العمل بسبب خارجي ليس لي فيه يد ولكنني حمدت الله أنني خرجت من المأزق دون كسر خاطر أحد .

ومنها أنني كنت أتمنى أن أجد فراغا كبيرا وسط العام الدراسي لانجاز أعمال كثيرة لا أجد وقتا لإنجازها  فأنا وظيفتي تعليمية  وليس لي إجازة إلا إجازة نهاية العام فقط  وتقع في أشد الأيام حرارة وكآبة وانجاز الأعمال فيها صعب وثقيل .

وماهي إلا أيام بعد أحداث الكورونا حتى تم تعليق الحضور لمقرات العمل لمدة اسبوعين وانجاز الأعمال عن بعد بواسطة الحاسب الآلي والحمدلله تمكنت من ذلك بكل يسر وسهولة  وهكذا تحققت أمنيتي ووجدت فراغا لإنجاز أعمالي  ولم تكد تنقضي الأسبوعين حتى تم التمديد لحين إشعار آخر فحصل الفراغ الكبير الذي كنت أرجوه .

وفي بداية الأمر كان الأمر ممتعا فهو أشبه بالإجازة 

ولكن ماهي إلا أيام وبدأ حظر السفر الدولي تباعا حتى أغلق بالكامل ثم أتبعه السفر الداخلي ثم تم حظر التجول من السابعة مساء حتى السادسة صباحا ثم من الثالثة ظهرا حتى السادسة صباحا وتم اغلاق المدينة المنورة حيث أقيم ومكة والرياض ومنع الدخول والخروج منها وهذا هو الحال حتى كتابة هذه السطور 

 وبالتالي حصل فراغ كبير في الوقت ولكن فيه جانب نفسي مؤلم لم أتمكن من استيعابه  فهذا ماكنت أسعى له وأطلبه فلم التبرم منه ؟؟

لم أصل لجواب شاف بعد ولكن قد يكون الأمر للإحساس بالقهر والإجبار في العزلة المفروضة وكفى بذلك سببا إن كان هو السبب؟؟

أما العزلة والعزل الاحترازي التي شهدها المجتمع ويشهدها العالم أجمع حاليا  هذه العزلة أنا أعيشها اختياريا منذ سنوات لأسباب شخصية تراكمية ليس المجال مناسبا لذكرها هنا  

لذلك لم أتبرم كثيرا عند فرض حظر التجول الجزئي  فهذه حياتي الاعتيادية التي انتقل العالم ليعيشها مثلي  ولكن حين تشعر النفس بأنها مجبورة مقهورة على فعل وإن كانت تحبه  يتولد التبرم تلقائيا .

 

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

 

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية