الأحد، 14 يناير 2024

ذهب الذين يعاش في أكنافهم

 


يمر بالمرء في حياته  تقلبات وأحداث ، مما هو نافع  ومما هو ضار  ومما هو محايد  لا لك ولا عليك.

ويعلق بالذاكرة والوجدان في غالب أحوال الإنسان  ماهو جميل ونافع وسار 

 فيظل يذكره على الدوام  استحضارا للطاقة الإيجابية التي يبعثها في النفس لتقوى على مواجهة أو معايشة واقع بائس يبعث في النفس الأسى والحزن .

وقد يستحضر المرء  بعض الحكم والأقوال والأشعار في تقلبات حزنه وآلامه  ليخفف بها مما يجده ، و فؤاده من حرها يتأوه .

ومما يؤثر في هذا الجانب  قول  لبيد رضي الله عنه

 ذهب الذين يعاش في أكنافهم ...وبقيت في خلف كجلد الأجرب .

ويذكر أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تردد هذا  البيت  وتقول  فكيف لو رأى زماننا .

وحمل بيت الشعر هذا من المعاني المعبرة عن واقع إنساني  متكرر  ماجعله  مشحونا بقوة انطلاق ذاتية  عبر الزمن لاتتوقف  

فلازال حاضرا في الزمان والأذهان منذ أن قيل  الى ماشاء الله أن يظل  

 يلجأ إليه المحزونون وأمثالهم  ليخففوا شيئا من أحزانهم وأوجاعهم على فواقد الحياة والأيام .  

وقد حاول شاعر آخر محاكاته فناله شيء من ألقه وتوهجه  فقال 

ذهب الذين يعاش في أكنافهم ...,بقي الذين حياتهم لاتنفع 

وكأنه رأى صدر البيت مدحا فجعل عجزه قدحا  لمن لا يجدي ولاينفع بقاؤهم .  

والبيت سبقه مجموعة أبيات  لم تنل شهرة واسعة مثله  كما كان الحال مع لبيد رضي الله عنه
وأذكرها للفائدة 

يامنزلا عبث الزمان بأهله ..........فأبادهم بتفرق لا يجمع 

أين الذين عهدتهم بك مرة ....كان الزمان بهم يضر وينفع 

أيام لا يغشى لذكرك مربع .............إلا وفيه للمكارم مرتع 

ذهب الذين يعاش في أكنافهم ....وبقي الذين حياتهم لا تنفع 

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية