السبت، 13 يناير 2024

في ظلال الكورونا (7) ويلات مابعد الوباء

 

وبعد مضي قرابة ستة أشهر على انتشار الوباء وما رافقها من فترات حظر جزئي وكلي  ورفع حظر بعد ذلك  والتباعد الاجتماعي والإجراءات الوقائية والاحترازية 

 بعد هذا كله  بدأت في الظهور التداعيات النفسية على مستوى الأفراد والجماعات.

ولم تكن هذه التداعيات تظهر في بداية الأمر بشكل واضح  وكأنها كانت في فترة الكمون والانتظار 

ولكن بعد هذه الشهور أخذت تظهر بشكل واضح وسافر لم يخطر على بالي أنا على الأقل .

فقد وجدت الهلع والخوف قد تمكن من بعض العائلات وبالغوا في العزلة والإجراءات الاحترازية حتى بعد انتهاء فترة الحظر والسماح بالتنقل والسفر والاختلاط مع اتخاذ الإجراءات الوقائية .

كما أن البعض لازال معزولا ولا يخالط أحدا حتى اللحظة مع مايعانيه من آلام نفسية وجسدية من هذا العزل الوسواسي إن صح التعبير .

أما التأثيرات الاقتصادية  فحدث ولا حرج ونحتاج الى سنوات لتجاوز آثارها المدمرة .

ولا بد من وجود عيادات نفسية لمعالجة الأثار المدمرة للشحن النفسي من جراء الإجراءات المتخذة لمحاربة فيروس الكورونا  وخاصة عند الأطفال وكبار السن  والمتأثرين من جميع الفئات .

ومما فوجئت به  مقدار الهلع الذي أصاب أقاربنا عندما علموا بإصابة ابنتي الصغيرة بكورونا من جراء مخالطتها لبعض الأقارب المصابين .

وعلى الرغم من التوضيحات أن ابنتي تم عزلها فورا بعد ارتفاع درجة حرارتها  وأن حالتها كانت خفيفة وخلال يومين ذهبت الحرارة والأعراض وأن باقي أفراد العائلة لم يصبهم شيء والحمدلله ولم تظهر أي أعراض حتى بعد مرور 14 يوما 

 إلا أن أوهام الأقارب ظلت تطاردنا وكأننا مصابون بمرض معدي خطير لا شفاء منه .

والتمست لهم العذر فهذا هو الأثر النفسي السيء للشحن الإعلامي المبالغ به والتهويل الذي لايستند على حقائق بل على شائعات وأقاويل مايدرى  صحتها من سقمها .

ومما يزيد في الأثر النفسي المدمر التصريحات المتضاربة والتوجيهات المتناقضة لمنظمة الصحة العالمية - اتضح فيما بعد أنها كانت ذراعا للدول التي نشرت الوباء تساعدهم على تخويف الناس وتحقق للمجرمين أضخم الأرباح في التاريخ - التي مازادت العالم إلا خبالا  بأقوالها وتصريحاتها المتنافرة والمتناقضة  حتى دعا بعض العقلاء الى محاسبتها قانونا ونظاما على تلك المعلومات والتصريحات المتناقضة والمتنافرة .

فتارة تدعو الى التعقيم والنظافة  وتصرف الملايين لشراء المعقمات وتعقيم الشوارع والأماكن ثم بعد فترة يصدر تصريح آخر بأن التعقييم غير مؤثر وغير فعال .

وتارة تصرح أن الفيروس لاينتقل عبر الأسطح  ثم بعد فترة تصرح بعكس ذلك  ...الى غيرها من التصريحات المتناقضة .

حتى ألفت مقالات وبرامج في تناقضات منظمة الصحة العالمية  ويكفي أن تكتب في جوجل ( تناقضات منظمة الصحة العالمية ) لتجد كما هائلا من النتائج  يمكن أن يفهم منه العاقل مقدار الأخطاء والأكاذيب وراء هذه المنظمة .

والخلاصة  أن الأثر النفسي  الذي ستخلفه هذه الجائحة  سيكون مضرا بأضعاف مضاعفة من الأثر المادي للفيروس  ولابد من وجود عيادات وبرامج  ومعالجين نفسيين لعلاج واحتواء هذه الأضرار

 والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية