إيذاء الجيران في المدينة المنورة
ورد الأمر في الاسلام بالاحسان إلى الجار وفي الحديث الصحيح المشهور الذي يعرفه الجميع ( مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) وقال : " من كان يؤمن بالله واليوم الاَخر فليحسن إلى جاره) ، خرَّجه مسلم ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إيذاء الجار فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قاَلَ ." لا يَدْخلُ الجًنَّةَ مَنْ لا يَأمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ " وفى الحديث الاخر : (والله لا يؤمن - ثلاثأَ - من لا يأمن جاره بوائقه) أى : من لا يؤمن شره ولا مضرته ، ومن كان بهذه الصفة من سوء الاعتقاد للمؤمن ، فكيف بالجار وتربصه به الدوائر وتسبيبه له المضار ، فهو من العاصين المتوعدين بدخول النار.
فمعاملة الجار مقياس حقيقي ودقيق للايمان ولو تأملنا هذا المقياس في مجتمع المدينة المنورة لو جدنا انتهاكات خطيرة له تعكس خواء الإيمان الحقيقي ، لأننا نجد شريحة ليست بالقليلة ممن يأتون هذه الكبيرة يذهبون للصلاة في المساجد ولا يبالون بأذية جيرانهم في ذهابهم أو إيابهم بل إن بعضهم يتربص بجيرانه لإيذائهم أثناء ذهابهم للمسجد أو عودتهم أو ينرك أبناءه يفعلون ذلك إلى غير من ألوان الإيذاء بالغيبة والنميمة والنيل من الإعراض وإلقاء الأوساخ أمام بيوتهم أو مضايقتهم بإيقاف سيارته أمام أبوابهم أو برفع الصوت أو بإطلاق منبه السيارة وقت الراحة ...وألوان أخرى من الإيذاء والضرر يعجز المرء عن حصرها وجمعها وكل ذلك للأسف في المدينة المنورة التي من المفترض أن يتحلى أهلها وساكنوها بآداب الاسلام
وقد يزعم البعض بأن هذه مبالغة وأنا أقول أتمنى أن يكون ذلك مبالغة ولكن أخرج إلى الواقع واسأل الناس بانصاف وتأكد جيدا مما يقولون وستعلم الحقيقة عندئذ ؟
ويتحمل الآباء والمربون والعلماء وأولو الأمر وزر هذا الاجرام في حقوق الجار لتهاونهم في تبيان الأمر للناس وحملهم عليه وتحذيرهم منه
ومن العجيب أن البعض يصبح كالمنافقين في حقوق الجار بمعنى أنه إذا تعرض لإيذاء أخذ يلعلع ويطالب بحق الجار ، أما إن كان هو الذي يؤذي الجيران أو أبناؤه فإنه يفلسف الموضوع ويتنصل منه وربما كذب ، فقد شاع قول ( عيالنا متربين ) عند من شكى إليه الجيران من أذية أبنائه وهو يعلم أنهم يؤذون جيرانهم .
إن إيذاء الجيران في عنوانه الأكبر يندرج تحت التكذيب بآيات الله ورسوله والصد عن سبيل الله ، فعندما يأمر الله ورسوله بأمر ولا ينفذ حتى ولو كان صاحبه مؤمن به بالقول فهذا تكذيب عملي بأمر الله ورسوله وصد عن سبيل الله لأن الناس عندما يرون أهل المدينة يؤذون جيرانهم فذلك مما يجعلهم ينفرون من الاسلام أو يأخذون نظرة سلبية عنه وأختم بقوله صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره )
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية